الولايات المتحدة وإسرائيل تجريان قريبا أكبر مناورات دفاعية صاروخية مشتركة

«تحد صارم 12» تضاف إلى تدريبات أخرى مفاجئة.. وتعديل في الخطط وتأهيل مزيد من القوات اللوجستية

جنود إسرائيليون يتقدمون نحو متظاهرين فلسطينيين يحتجون على جدار الفصل في بلدة كفر قدوم أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن إسرائيل والولايات المتحدة، ستجريان قريبا، مناورة مشتركة هي الأضخم على الإطلاق، وتحاكي دفاعا مشتركا لهجمات صاروخية محتملة.

وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، والإذاعة الإسرائيلية، أنه من المقرر أن يتم اختبار الأنظمة الدفاعية في هذه المناورة، بما فيها عدة صواريخ جديدة بضمنها صاروخ «حيتس» الذي تم تطويره في إسرائيل بتمويل أميركي.

وكان وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، قد لمح في الشهر الماضي إلى المناورة المشتركة الحالية، قائلا إنه لا يوجد لها مثيل، وتهدف إلى فحص القدرات الدفاعية للدولتين، إضافة إلى تجربة صواريخ بالستية جديدة.

وقالت مصادر إسرائيلية، إنه جرى التخطيط للمناورة منذ مدة طويلة، وقد أطلق عليها اسم «تحد صارم 12»، ولا علاقة لها بالأحداث الراهنة أو التطورات الأخيرة في الشأن الإيراني. ولم تحدد المصادر الموعد المقرر للتدريب المشترك الذي سيشارك فيه آلاف الجنود الإسرائيليين والأميركيين من الوحدات المختلفة، لكن يتوقع أن يكون قريبا.

ومن المفترض أن تشهد المناورة، إنشاء فرق مهام أميركية - إسرائيلية مشتركة ستنشر أنظمة للدفاع الجوى للارتفاعات الشاهقة، إضافة إلى أنظمة صواريخ باليستية، تعمل بشكل مشترك لاعتراض صواريخ مختلفة.

ورغم أن مصادر عسكرية إسرائيلية وصفت هذه المناورة بالأمر الروتيني، وتجري مع دول أوروبية أيضا، لفحص الأنظمة الدفاعية من الناحية التكنولوجية، فإن إجراءها بهذا الحجم في هذا الوقت، يشير إلى ما هو أبعد من ذلك.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، قد طلب هذا الشهر زيادة ميزانية الجيش، محذرا من تدهور على جبهات مختلفة، كما طالب بالمزيد من اليقظة والتأهب من قبل الجهات الأمنية المختصة.

وقال المؤرخ العسكري الإسرائيلي، مارتن فان كريفلد، إن المناورة تهدف إلى الضغط على إيران، فعملية تطوير الأنظمة الدفاعية لا تتم بين عشية وضحاها. وأضاف «مثل هذه المناورة تعني أنه يجري التخطيط لشيء ما، وتهدف إلى إبلاغ إيران بأن الولايات المتحدة وإسرائيل على استعداد للهجمات المضادة».

ويؤكد على كلام كريفلد، الاستعدادات والتحركات غير المسبوقة التي يجريها الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع. وهذا الشهر فقط، استدعيت جميع القوات والسفن البحرية الموجودة في قاعدة حيفا في تمرين ميداني مفاجئ حتى للجنود أنفسهم، كان يهدف إلى فحص جاهزية واستعداد القوات لتنفيذ العمليات الميدانية ابتداء من دخولها للمياه وحتى تنفيذها لجميع المهام الملقاة على عاتقها. وشارك في هذا التمرين، جميع السفن البحرية الموجودة في قاعدة حيفا، التي تشكل بدورها جميع القوة الميدانية لسلاح البحرية، بما في ذلك سفن الصواريخ، والغواصات، السفن الحربية ووسائل بحرية أخرى.

وقال قائد قاعدة حيفا العميد ايلي شربيط، «علينا المحافظة على الجاهزية وعلى الاستعداد.. والمهام الميدانية لسلاح البحرية تتطلب درجة عالية من الكفاءة ومن الجاهزية للبدء بالعمليات الميدانية خلال وقت قصير ومع القدرة على توفير الدعم اللوجستي لهذه القوات، بعد خروجها وخلال العمليات الميدانية».

كما نشرت قيادة المنطقة الشمالية، قبل أيام، جنودها بكثافة على الحدود مع سوريا، وتسلم الجنود هناك قرارات بتعديل الخطط لمواجهة ما يمكن أن يحدث على الجبهة الشمالية التي تشمل لبنان أيضا. وفوق كل ذلك، قامت القوات اللوجستية بتأهيل عدد أكبر من الجنود والسائقين أيضا.

وقال قائد القوات اللوجسيتة العميد مفيد غانم، «أسس العمل للقوات اللوجستية الآن هو توسيع قاعدة القوات وتأهيل ضباط لوجستية من خلال المشاركة في الدورات التأهيلية، حيث تم زيادة عدد القوات وزيادة عتادها، كما تم توسيع التأهيل وتم تحديد تعليمات أمان شديدة». وأضاف «في عام 2012 سنكون أكثر تحركا وأقل سكونا، وهكذا سيكون بمقدور القوات اللوجستية تزويد القوات في جميع الجبهات ساعة المعركة».