الصدر يحذر من محاولات افتعال صدامات من أعداء تياره خلال زيارة أربعينية الحسين

ممثل للسيستاني يدعو السلطات إلى تأمين مراسم الزيارة وسط استمرار الهجمات

TT

حذر مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، أتباعه من «محاولات أعداء» التيار الصدري افتعال بعض الصدامات خلال زيارة أربعينية الحسين في كربلاء، التي تبلغ ذروتها الأسبوع المقبل. وقال الصدر في بيان إن «بعض الأطراف السياسية التسقيطية أخذت على عاتقها التعاون مع بعض الجهات المعادية للخط الصدري لافتعال بعض الصدامات خلال الزيارة الأربعينية»، داعيا أنصاره إلى أن «يكونوا قدر المسؤولية ويفشلوا تلك المخططات».

ووسط التوتر السائد حاليا بين التيار الصدري وعصائب أهل الحق المنشقة عنه، فإنه، وطبقا للمراقبين السياسيين، بيان الصدر يشير إلى دور العصائب، وهو ما بات يثير مخاوف في الشارع الشيعي من مغبة حصول مواجهات بين الطرفين.

وكان عدد من وكلاء وطلبة محمد صادق الصدر حذروا، في بيان لهم، أمس، من دخول عصائب أهل الحق في العملية السياسية. وقال البيان: «إننا اليوم نسمع في هذه الأيام كلاما منمقا وألسنة مزخرفة تدعي المقاومة أن لها الفضل في إخراج المحتل، وهذا الكلام بعيد كل البعد عن عصائب أهل الحق وأفعالها». وحذر البيان المجتمع العراقي من «خطر اندماج العصائب في العملية السياسية، وأثره السلبي على المجتمع ومحاولات استمالة الشارع العراقي بدعوى التحرير والانخداع بالخطاب الصوري المراوغ لجلب الكراسي وزيادتها فسادا على فسادها»، مشددا بالقول: «الحذر كل الحذر من حية ملمسها ناعم وسمها قاتل»، بحسب البيان. وأضاف البيان أن «العراق لا ينسى ما فعلته العصائب من جرائم وما زالت تفعل، من قتل وتشريد ومساومة وابتزاز»، لافتين إلى أن «الشعب العراقي يستطيع أن يميز بين من قاوم ودحر الاحتلال، ومن نفذ الجرائم باسم الجهاد». وأشار البيان إلى أن «أهالي منطقة الحرية في بغداد والكرخ يعلمون كيف كان صاحب البيت لا يستطيع أن يبيع بيته إلا بعد دفع الإتاوة لهم»، متهما إياهم بـ«قتل عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية في النجف والديوانية، بحجة حرمة الانتماء، فضلا عن تنفيذ 5337 عملية استهدفوا فيها الأبرياء، من ضمنها اغتيال النائب عن الكتلة الصدرية، صالح العكيلي».

الى ذلك قُتل اثنان من الزوار الشيعة وجرح 7 آخرون، أمس، في بغداد، في تفجيرين جديدين، غداة سلسلة هجمات أودت بحياة 68 شخصا، على الأقل، في العراق. من ناحية ثانية، دعا ممثل للمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الحكومة إلى حماية مراسم إحياء أربعينية الحسين نهاية الأسبوع المقبل.

وصرح مسؤول في وزارة الداخلية العراقية بأن هناك قنبلتين مزروعتين على جسرين في حي الدورة، جنوب العاصمة العراقية. وأكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك هذه الحصيلة، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

كانت سلسلة هجمات، بينها هجوم انتحاري استهدف زوارا شيعة في جنوب البلاد وانفجارات هزت بغداد، قد أدت إلى مقتل 68 شخصا على الأقل وإصابة نحو 150 آخرين بجروح في موجة عنف تتزامن مع أزمة سياسية خطيرة أحيت التوتر الطائفي في العراق.

تأتي هذه الهجمات بينما بدأ آلاف الشيعة من المحافظات الشيعية البعيدة التوجه سيرا على الأقدام إلى كربلاء للمشاركة في إحياء أربعينية الإمام الحسين التي تبلغ ذروتها نهاية الأسبوع المقبل. في هذا السياق، دعا مقرب من السيستاني، أمس، سلطات البلاد إلى تكثيف إجراءات الأمن لحماية جموع الزوار. وقال أحمد الصافي، خطيب الجمعة في صحن الإمام الحسين أمام آلاف من المصلين بمدينة كربلاء: «إن استهداف لون معين من الشعب العراقي ومناطق محددة من الشعب العراقي قطعا يكشف عن وجود مخططات لإرباك الوضع في البلاد بشتى الصنوف».

وأضاف الصافي، وهو من ممثلي المرجع الشيعي الأعلى: «ليس من الصحيح أن تقف الجهات المسؤولة وقفة المتفرج، أو أن تكون هناك معالجات لا ترقى إلى جسامة الحدث؛ حيث تكلمنا أكثر من مرة في قضية تقوية الأجهزة الأمنية والمخابراتية، لكن مع ذلك المشاكل تتكرر لاستهداف زوار الإمام الحسين». وأوضح، حسب وكالة الأنباء الألمانية، أن «هناك خللا لا بد من معالجته ولا بد من وجود إجراءات صارمة لتوفير الحماية لزوار الإمام الحسين».

وفي تطور أمني آخر، ذكرت مصادر الشرطة العراقية أن 4 أشخاص قتلوا جرَّاء انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا لقوات الشرطة غرب الموصل.