الأسعد لـ «الشرق الأوسط»: لا صلة لنا بتفجير دمشق.. وسننقل المعركة إلى عقر دار النظام

أكد أن «الجيش الحر» لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى الشعب السوري يقتل ويذبح

TT

بينما توجه الموالون لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بالاتهامات إلى «الجيش السوري الحر» بتنفيذ الهجوم الانتحاري في حي الميدان بدمشق أمس، على خلفية ما قاله العقيد رياض الأسعد، قائد «الجيش الحر» مؤخرا حول النية لـ«شن هجمات تستهدف القوات الحكومية»، نفى الأسعد تلك التهم، موجها أصابع الاتهام إلى «السلطات السورية بتدبير العمل، لتلفيقه لـ(الجيش) بعد أن تم الإعلان عن استئناف العمليات ضد القوات الحكومية». وكان الأسعد قد قال الثلاثاء الماضي، إنه غير راض عن مدى التقدم الذي يحققه المراقبون العرب في وقف الحملة العسكرية ضد المحتجين، وهدد بأنه لن ينتظر سوى أيام قليلة فقط قبل أن يصعد العمليات بأسلوب جديد في الهجوم على القوات الحكومية، وذلك بعد أن أعلن «الجيش السوري الحر»، أنه أوقف جميع عملياته ضد القوات الحكومية منذ يوم دخول بعثة المراقبين العرب إلى المدن السورية.

وأكد الأسعد لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «(الجيش الحر) لن يقف مكتوف الأيدي وهو يرى الشعب السوري يقتل ويذبح على يد نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد». وأعلن أنه ينتظر نتائج الاجتماع الوزاري العربي غدا وما سيصدر عنه لاتخاذ القرارات الملائمة في ضوء ذلك. وكشف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش السوري الحر «وضع استراتيجيته التي سيبدأ العمل بها في الأيام المقبلة، والتي تقضي بنقل المعركة إلى عقر دار النظام وأجهزة الأمن والحرس الجمهوري من خلال عمليات يحضّر لها ولن نكشف عنها حاليا».

وقال الأسعد «إذا ما أعلنت بعثة المراقبين العرب انتهاء مهمتها، من دون وقف آلة القتل في سوريا، ستكون كل الخيارات مفتوحة أمامنا من أجل إسقاط هذا النظام المجرم الذي يستبيح دم أهلنا، إما بالقتل الممنهج وإما بالتفجيرات التي بدأ يزيد من وتيرتها، ففي الفترة السابقة نفذ تفجيرات وسارع إلى اتهام تنظيم القاعدة بها، كما اتهم عناصر من شرفاء (الجيش الحر) بها، لكن هذه الفبركات تعودناها منذ 40 عاما، واليوم نرى أن هذا النظام وبعد 11 شهرا على انطلاقة الثورة بدأ يخطط للفتنة ولحرب أهلية طويلة، لكن كل هذه المخططات ستفشل، وهذا النظام إلى زوال لا محالة». واعتبر أن «التفجير الذي شهده حي الميدان هو رسالة إلى الثورة، لأن هذا الحي كان أول الأحياء الشعبية التي انتفضت في دمشق وصرخت في وجه هذا النظام». وسأل: «هل يقبل أي سوري شريف بأن يقوم بهكذا عمل داخل حي سكني؟ ولماذا لم تطلق رصاصة واحدة على المظاهرات المؤيدة للنظام ولم يقتل أو يُجرح فيها شخص واحد؟ وهل يعقل أن المتآمرين على النظام، كما يزعمون، لا يقتلون إلا من هم ضد هذا النظام».

وشدد قائد «الجيش السوري الحر»، على أن «النظام السوري لن يستمر أكثر من ستة أشهر، لأن معنويات الجيش النظامي باتت منهارة، فنحن نتواصل مع الكثير من الضباط والعناصر الذين يعبرون عن انهيار معنوياتهم وأوضاعهم النفسية، ويصارحوننا بالرعب الذي يمارسه النظام عليهم وهو ما يؤخر انشقاقهم»، لافتا إلى أن «هناك أكثر من 1500 ضابط في السجون السورية لا أحد يعرف ما مصيرهم، فهذا النظام بنى نفسه على العمل الأمني، ونحن داخل الجيش كنا نعيش على الرعب، وأحدنا لم يكن يأمن جانب زميله الذي يأكل ويشرب معه، لأنه قد يكون جاسوسا عليه».

وردا على سؤال عما إذا كانت عقيدة الجيش السوري القتالية كفيلة ببقاء هذا الجيش متماسكا، قال الأسعد «لا توجد عقيدة لدى الجيش السوري سوى أن يكون مذعنا للنظام ويؤلهه ويركع له ويمجده ويخضع لمشيئته». أضاف «هذا النظام لم يربّ الجيش السوري منذ 40 سنة على حماية الأرض والدفاع عن الوطن، بل على الدفاع عن النظام، وكننا ننام ونستفيق على معزوفة قال حافظ الأسد وقال بشار الأسد، وكانوا يوهمون الشعب بشعارات الممانعة ومقاومة الصهيونية وإسرائيل، لكنهم في الحقيقة كانوا حلفاء أوفياء للصهيونية ولإسرائيل، بدليل أنهم منذ 40 عاما لم يطلق الجيش السوري رصاصة واحدة على الجبهة مع إسرائيل». إلى ذلك، اتهم حزب الله المتحالف مع سوريا وإيران، الولايات المتحدة بالوقوف وراء «الجريمة الإرهابية» في وسط دمشق. وقال الحزب في بيان إن هذه «الجريمة الإرهابية الجديدة التي استهدفت قلب العاصمة السورية، هي الدفعة الثانية من خطة قوى الشر الأميركية، والقوى الخاضعة لها في منطقتنا، لمعاقبة سوريا على موقفها الصامد».