جمعية إنسانية تعمل لإنشاء تحالف دولي لتنسيق إغاثة المنكوبين السوريين

المديرة العامة لها لـ «الشرق الأوسط»: لا علاقة لنا بأي طرف سياسي.. ومهمتنا إنسانية بحتة

جانب من مظاهرة في حوران أمس
TT

أكدت المديرة العامة للجمعية السورية الإنسانية للإغاثة والتنمية، والتي تتخذ من مدينة إسطنبول التركية مقرا لها، أنها تقوم بجهود «حثيثة» لإنشاء اتحاد للجمعيات الإنسانية المعنية بإغاثة المنكوبين السوريين جراء الأوضاع الإنسانية التي تشهدها سوريا، مشيرة إلى أن جميع الجمعيات التي يتم التواصل معها هي جمعيات إنسانية بحتة؛ لا علاقة لها بأي اتجاه سياسي، وأن أي جمعية تظهر ارتباطات سياسية بأي طرف من الأطراف يجري استبعادها فورا، لافتة إلى أن ما يميز جمعيتها هو الاهتمام للمرة الأولى باللاجئين السوريين في العراق، والذين غابوا تماما عن اهتمام أي جهة سواء كانت إنسانية أو إعلامية أو سياسية، إضافة إلى الاهتمام باللاجئين في كل من تركيا والأردن ولبنان، ومنكوبي الداخل.

وقالت المستشارة ابتهاج النقشبندي، المديرة العامة للجمعية السورية الإنسانية للإغاثة والتنمية، والتي أنشئت بهدف مساعدة المنكوبين في الداخل والخارج، إن هناك مبادرة قدمت باسم الجمعية وبحضور المنظمات الإنسانية السورية والعاملة للشأن السوري لإنشاء تحالف للمنظمات الإنسانية السورية من أجل القيام بعمل واحد مشترك إنساني فقط، مع التشديد على الالتزام بالمعايير الإنسانية دون التدخل في الشأن الحقوقي أو السياسي. وأضافت «عقدنا اجتماعا في القاهرة في 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي برعاية منظمة المؤتمر الإسلامي والمنتدى الإنساني، وكان من المقرر أن يخصص الاجتماع لبحث الوضع الإنساني لكل من سوريا واليمن. وكنا بوصفنا الجمعية السورية الإنسانية للإغاثة والتنمية من ضمن الجهات الموجودة، وقدمنا مبادرة سميناها (مبادرة الغوث) نطالب فيها المجتمع الدولي بتأمين ممر إنساني نقدم من خلاله المساعدات الإغاثية للسوريين المنكوبين في الداخل».

واستطردت النقشبندي «نسعى لقيام تحالف مع كل المنظمات العاملة لسوريا، من أجل تنسيق العمل الإنساني. وهو ما قمنا بطرحه قبل الاجتماع وقمنا بالاجتماع مع تلك المنظمات، واتفقنا على أن نطرح الفكرة، ليس كجمعية وإنما كتحالف.. والجميع وافق على المبدأ».

وشارك في المؤتمر عدد من المؤسسات الخيرية العالمية، وكان على رأسها منظمة الأمم المتحدة عن طريق مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنتدى الإنساني، ولجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب، ومؤسسة «عيد» الخيرية، ومؤسسة التربية الإسلامية بالأردن، ومؤسسة إعانة الإنسانية بلندن، ومؤسسة قطر الخيرية، ومؤسسة فهد الأحمد الكويتية.

وتنص آليات ووسائل تفعيل مبادرة الغوث على عقد مؤتمر خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، تحت رعاية المنظمات الدولية، لتقييم الوضع الإنساني ووضع خطة لتوصيل المعونات، إضافة إلى العمل على أن يخرج المؤتمر بوثيقة تتوافق عليها جميع هذه الأطراف من أجل التعامل مع الوضع الإنساني في سوريا، للاستفادة من هذه الوثيقة التي وجدت إجماعا دوليا في وضع برنامج تفصيلي من أجل تنفيذها؛ بما من شأنه معالجة مجمل الوضع الإنساني في سوريا.

ومن المقرر وضع خطة عمل تفصيلية لمواجهة تطورات الوضع الإنساني في سوريا، تشمل الوضع الداخلي والوضع في مخيمات النازحين، وإنشاء منظمة للتواصل مع المجتمع الإنساني الدولي وإطلاعه على تطورات الوضع الإنساني في سوريا، وتوصيل المساعدات الإنسانية لكل الأطراف.

أما عن الدور الذي تقوم به الجمعية مرحليا لخدمة مشروع تحالف الجمعيات الإنسانية، فتقول النقشبندي «لدينا تعاون مع المنظمات الإنسانية، كما أننا نقوم في الجمعية بتدريب وبناء قدرات للمنظمات التي يتم إنشاؤها حديثا، والمتخصصة بالشأن السوري. كما نحاول أن نشجع على إنشاء منظمات إنسانية تعمل لإغاثة منكوبي سوريا.. فحتى الآن لا يوجد سوى ما بين 7 إلى 8 منظمات تعمل على هذه القضية فقط».

وتوضح النقشبندي أن المساعدات تستهدف السوريين المنكوبين، سواء في الداخل السوري أو في مخيمات اللجوء. وتتضمن «احتياجات دوائية، غذائية، علاجية، كفالة أيتام»، وهي المساعدات المتعارف عليها وفق المعايير الدولية.. «فجمعيتنا غير ربحية، والأهم من ذلك أنها مستقلة ولا تتبع لأي جهة سياسية، وهدفها الأساسي تقديم المساعدات الإنسانية الإغاثية بعيدا عن أي اتجاه سياسي أو حزبي أو ديني أو عرقي، بحيث تقدم مساعدات إنسانية على كل التراب السوري ولكل أفراد الشعب السوري».

وعما إذا كان الجمعية بدأت بخطوات عملية لتنفيذ خططها، تقول النقشبندي «بدأنا بالعمل، ولدينا التزام رئيسي بالمعايير الدولية التي تعمل فيها منظمة المؤتمر الإسلامي والصليب الأحمر الدولي والمنظمات الدولية العاملة في الحقل الإنساني. وإلى الآن قدمنا مساعدات للاجئين الموجودين في الأردن، سواء كانت مساعدات غذائية أو علاجية، مع أن الجمعية ما زالت وليدة. علما بأننا نحاول أن يكون عملنا تحت مظلة الأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي».

وتعتبر النقشبندي أن الجمعية بحاجة كمرحلة أولى إلى ما لا يقل شهريا عن 10 ملايين دولار، وتوضح أن مصادر التمويل هي من منظمات إغاثية عربية وعالمية، إضافة إلى التبرعات والاشتراكات والمساهمات والهبات من الأعضاء غير العاديين، ورسوم العضويات والجهات الممولة والمانحة، وكذلك المشاركة في عمليات الإغاثة بالتنسيق والتعاون مع الشبكات الدولية للمنظمات العاملة في مجال الإغاثة والخدمات الإنسانية والدعم المالي لأسر المنكوبين وأنشطة التأهيل.

وأعربت عن أملها في أن يكون لدى جمعيتها موقع في سوريا، من خلال الجهات في الداخل السوري، كالجمعيات الخيرية التي ترعى الأيتام، مضيفة «أنا لم يسبق أن تقدمت بطلب إلى السلطات السورية للدخول، ولدي أمل أن يسمح لنا لأننا نقوم بعمل إنساني ونسعى لأن يكون عملنا ميداني على الأرض»، مؤكدة أن جمعيتها «لن تلجأ للطرق غير الرسمية لتوصيل المساعدات، كتهريب الأموال مثلا، لأننا ملتزمون بمعيار دولي». وتضيف النقشبندي «نحن الآن باشرنا العمل من خلال تقديم مساعدات للمنكوبين داخل أو خارج سوريا ومشاركة كل المنظمات غير السورية العاملة على الشأن السوري، كما نحاول أن نتواصل مع الجمعيات الموجودة في سوريا بحيث ندعمها في أداء عملها، من خلال تقديم المساعدات، لأننا نشتكي من عدم نشاط مؤسسات المجتمع المدني، كالجمعيات الخيرية والإنسانية، كما نشتكي من ضعف في أدائها».

وتعتبر النقشبندي أن ما يميز جمعيتها هو «ابتعادها الكامل عن أي ارتباط سياسي بأي جهة مهما كان موقفها من الأحداث في سوريا»، إضافة إلى أن جمعيتها هي أول من تحدث عن احتياجات السوريين اللاجئين إلى العراق «فهناك اللاجئون في تركيا والأردن ولبنان، لكن أحدا لم يذكر شيئا عن اللاجئين السوريين في العراق.

وعن طبيعة العلاقة بين الجمعية التي تتخذ من تركيا مقرا لها والمجلس الوطني السوري، تقول النقشبندي «لا علاقة.. المجلس الوطني جهة سياسية وله أن يتكلم بما يشاء، أما بالنسبة لنا كجمعية إنسانية فلا علاقة لنا بأي شيء يخص العمل السياسي.. عملنا واضح وصريح لن نحيد عنه، نقدم مساعدات للمحتاجين على التراب السوري، وليس لدينا أي انتماء سياسي أو حزبي، ولا ندخل في المهاترات.. لأنه ليس لدينا وقت لنضيعه فهناك منكوبون بحاجة للمساعدات».