مقتل شخصية فلسطينية وطنية في يافا في ظروف غامضة

غبرييل قديس.. كان يتصدى لفلول مستوطني قطاع غزة ويدافع عن عروبة المدينة

غبرييل قديس
TT

قُتل الليلة قبل الماضية غبرييل قديس، أحد أرفع الشخصيات العربية المسيحية في مدينة يافا المتاخمة لمدينة تل أبيب، أثناء احتفالات بمولد المسيح، وفقا للكنيسة الشرقية. وتمت عملية القتل طعنا بالسكين، ونفذها شخص مجهول يرتدي زي «بابا نويل». ووصف مواطنون في يافا مقتل قديس بالزلزال، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 6 أشخاص على ذمة التحقيق قي القضية، لم تكشف عن هويتهم.

وثمة احتمالات عدة لمقتل قديس، أولها خلافات داخل الكنيسة الأرثوذكسية التي كان يتمتع بدور قيادي فيها في مدينة يافا؛ إذ كان يترأس رابطة الكنيسة الأرثوذكسية في المدينة. وقد انتخب لهذا المنصب للمرة الثالثة قبل 3 أسابيع، وكان يتعرض منذئذ إلى تهديدات طائفية لم تكشف عنها الشرطة الإسرائيلية.

وثانيها خلافات شخصية، إلا أن أصحابه والمقربين منه يقولون إنه لم يكن على خلاف مع أحد ولم يكن يشعر بالخوف في السير في شوارع يافا وحيدا في أي وقت، على الرغم من أنه يعمل في المسرح السياسي في المدينة.

والاحتمال الثالث هو الهجمة الاستيطانية على مدينة يافا؛ إذ إن مستوطنين متطرفين، من الذين أخلوا عن قطاع غزة، يحاولون التوسع في يافا، وذلك لتقليص الوجود العربي فيها، وهم يحاولون شراء ما يستطيعون شراءه من العقارات العربية في المدينة. ويتصدى قديس، حسب ما قالته مصادر لـ«الشرق الأوسط»، لمخططاتهم ويحارب العنصرية في يافا وقاد مظاهرات للدفاع عن عروبتها.

كان قديس مناضلا وشخصية وطنية مهمة جدا على المستوى العربي في إسرائيل، ومعروفا بنشاطاته ومواقفه الوطنية ودفاعه عن عروبة يافا ومواجهة المستوطنين ويقف ضد مصادرة إسرائيل للأراضي بشكل عام وفي يافا بشكل خاص. وقبل مقتله بساعات شارك قديس المسلمين في يافا صلاة الجمعة، تعبيرا عن تضامنه معهم بعد أن صادرت الشرطة الإسرائيلية أنظمة مكبرات الصوت من المساجد ومنعت الأذان بعد شكاوى تقدم بها يهود يعيشون قرب المسجد. ونقل أحمد مشهراوي، عضو المجلس البلدي الموحد لتل أبيب ويافا، عن قديس القول بعد الصلاة: «اليوم مكبرات الصوت في الجوامع وغدا الأجراس في الكنائس».

وبعد صلاة الجمعة قاد قديس مسيرة احتفالية من أبناء الطائفة الأرثوذكسية في المدينة بمناسبة عيد الميلاد، وفق الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، شارك فيها مئات الأشخاص، انتهت بمهرجان خطابي ألقى فيه قديس كلمة، بعدها توجه إلى سيارته. وقال مشهراوي: «كان هناك الكثير من الأشخاص الذين يرتدون لباس بابا نويل أحمر اللون.. وما كان من السهل التعرف عليهم بسبب ظلمة الليل». وأضاف: «كنت أتقدم قديس بنحو 20 مترا، وعند بابا مدرسة الترسنطة (مدرسة خاصة) ونحو الساعة السادسة والنصف طُعن. وقد شعر بطعنة حادة في ظهره». وحسب شهود عيان فإنه قال لأشخاص بجواره إنه طعن وبعدها سقط على الأرض.