كيندي جديد يدخل عالم السياسة في أميركا

جوزيف كيندي الثالث يخوض انتخابات الكونغرس بعد سنتين من غياب أي اسم من العائلة

جوزيف كيندي الثالث
TT

بعد غياب آل كيندي عن المسرح السياسي الأميركي، على مدى سنتين، أعلن واحد من الجيل الثالث رغبته في الترشح لانتخابات الكونغرس المقررة العام الحالي. ويتعلق الأمر بجوزيف كيندي الثالث، حفيد السيناتور روبرت كيندي الذي كان مع شقيقيه الرئيس الأسبق جون كيندي والسيناتور إدوارد كيندي، على مدى ثلاثين سنة، نجوما في المسرح السياسي الأميركي.

يعمل كيندي الثالث (31 سنة)، مدعيا قانونيا في ماساشوستس، ولاية آل كيندي. وعلى الرغم من أنه مبتدئ سياسيا، فإن معرفة اسمه لن تكون مشكلة. كما أن القانون ليس جديدا عليه لأن جده كان وزير العدل في حكومة الرئيس الأسبق جون كيندي في بداية الستينات من القرن الماضي، ووالده جوزيف كيندي الثاني مثل مدينة بوسطن (ولاية ماساشوستس) في الكونغرس لأكثر من عشر سنوات، من عام 1987 إلى عام 1999. كما أن شقيق والده، إدوارد كيندي، مثل ولاية ماساشوستس في مجلس الشيوخ لأربعين سنة تقريبا، حتى وفاته في عام 2009.

في العام الماضي، ولأول مرة منذ أربعينات القرن الماضي، لم يكن هناك أي اسم من عائلة كيندي هذه في أي منصب سياسي بواشنطن. وكان باتريك كيندي، عم المرشح الجديد، وممثل الحزب الديمقراطي من ولاية رود آيلاند، رفض إعادة انتخابه في عام 2010. ومنذ ذلك الوقت، بل ومن قبله، ظلت الدوائر الديمقراطية في ولاية ماساشوستس تأمل في أن يظهر كيندي آخر على المسرح السياسي في واشنطن، وتركزت الأنظار على جوزيف كيندي الثالث.

غير أن هناك من يتساءل ما إذا كان ترشيح كيندي سيأتي بنتائج عكسية، بسبب زيادة تأثير المسيحيين المحافظين والجمهوريين المحافظين على المسرح السياسي الأميركي، وذلك كرد فعل، وفق ما يرى مراقبون، على سيطرة الديمقراطيين والليبراليين على المسرح السياسي الأميركي منذ أن كان جون كيندي رئيسا للولايات المتحدة في بداية ستينات القرن الماضي. ومثلا، فاز السيناتور سكوت براون الجمهوري في انتخابات خاصة لشغل مقعد إدوارد كيندي في عام 2010، وكان يرفع شعار «هذا مقعد الشعب وليس مقعد آل كيندي».

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن بيتر أوبيرتاكسيو، أستاذ العلوم السياسية في كلية ستونهيل (ولاية ماساشوستس) قوله «إننا نعيش في سنوات الموجة الشعبية الحماسية، ويمكن للسلالات العائلية أن تكون عاملا سلبيا بالنسبة لأي مرشح».

لكن غياب آل كيندي وانخفاض موجة الليبرالية لا يعنيان نهاية الليبرالية، خاصة في ولاية ماساشوستس، معقل عائلة كيندي. وفي الشهر الماضي، أعلنت إليزابيث وارن، أستاذة القانون في جامعة هارفارد، والتي كانت ترأست وكالة فيدرالية لحماية المستهلكين والزبائن من طغيان البنوك والشركات الكبرى، ترشيح نفسها ضد السيناتور الجمهوري براون. ويتوقع أن تكون المنافسة لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل فرصة لاختبار قوة الموجات الليبرالية والمحافظة.

والآن، يترشح جوزيف كيندي الثالث لشغل مقعد بارني فرانك، وهو عضو عريق في الكونغرس قضى فيه أكثر من أربعين سنة، وأعلن في نهاية السنة الماضية أنه لن يعيد ترشيح نفسه بسبب تقدم سنه. وكان فرانك من حملة الشعلة الليبرالية في الكونغرس. وكان آخر إنجاز له، في عهد الرئيس باراك أوباما، قانون تقييد حرية الشركات والبنوك والمستثمرين الذين حملهم مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي بدأت سنة 2008، في آخر سنة للرئيس السابق جورج بوش الابن.

ويتوقع أن ينافس جوزيف كيندي الثالث المرشح الجمهوري المحافظ شون بيلات، الذي كان ضابطا في سلاح البحرية. وكان نافس فرانك في آخر انتخابات، وكاد يفوز عليه.

وتغظي الدائرة ضواحي مدينة بوسطن، حيث يكثر الأثرياء والليبراليون خصوصا في ضاحيتي نيوتن وبروكلين. ورغم أن جوزيف كيندي الثالث لا يعيش في هاتين الضاحيتين، لأنه يقسم وقته بين منزل والده في ضاحية برايتون ومنزل والدته في ضاحية كمبردج (حيث جامعة هارفارد)، فإن ذلك لا يمنعه من الترشح في الدائرة.

تخرج جوزيف كيندي الثالث في جامعة ستانفورد، ثم في مدرسة هارفارد للقانون. ثم تطوع في «بيس كورب» (فيلق السلام) الذي يرسل متطوعين ومتطوعات إلى دول العالم الثالث للمساعدة في مشاريع تنموية. وكان يعمل كمدع عام في مقاطعة كيب كود بولاية ماساشوستس. ثم تولى وظيفة مماثلة في مكتب المدعي العام في مقاطعة ميدلسكس المجاورة في عام 2011.

وأول من أمس، أصدر جوزيف كيندي الثالث بيانا قال فيه إنه سوف يستقيل من هذه الوظيفة في غضون أسبوعين للتركيز على الحملة الانتخابية، و«للاستماع مباشرة للمواطنين عن التحديات التي تواجههم». وأضاف أنه سيتخذ قرارا نهائيا بعد ذلك بوقت قصير.

لم يكن اهتمام جوزيف كيندي الثالث بالسياسة سرا. ففي عام 2010، فكر في الترشيح لمقعد في كونغرس ولاية ماساشوستس. لكنه، في النهاية، قال إنه سعيد جدا كمدع عام. وفي العام الماضي، ألقى خطابا في كونغرس الولاية، تحدث فيه عن «جو الكراهية في السياسة المعاصرة». ورغم أنه لم يشر إلى أسماء، فقد كان واضحا أنه يقصد زيادة تأثير المسيحيين المحافظين والجمهوريين المحافظين على المسرح السياسي الأميركي. وقوبل خطابه بتأييد كبير من الديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونغرس. وأعلنت تيريز موراي، رئيسة مجلس شيوخ الولاية «لدينا كيندي جديد».