مقتل 11 جنديا من الجيش السوري في اشتباكات مع منشقين في درعا

سقوط 10 مدنيين بنيران قوات الأمن والقناصة أغلبهم في حمص.. و«الجيش الحر» ينفذ عملية في الزبداني

سوريون معارضون للنظام ينظمون مظاهرة أمام السفارة السورية في العاصمة البلغارية صوفيا أمس (إ.ب.أ)
TT

قتل أكثر من 20 سوريا أمس نصفهم جنود في اشتباكات دامية اندلعت بينهم وبين منشقين في محافظة درعا، جنوب سوريا، التي شهدت، أمس أيضا، اشتباكات عنيفة أخرى في مدينة داعل بين قوات الأمن ومنشقين. ولقي أكثر من 10 مدنيين حتفهم على الأقل، بينهم صبي، أغلبهم في مدينة حمص بنيران قوات الأمن والقناصة الموجودين على أسطح البنايات في المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن 11 جنديا، على الأقل، قُتلوا في اشتباكات عنيفة مع منشقين في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية في سوريا، وأفاد المرصد، ومقره لندن، لوكالة الصحافة الفرنسية: «دارت اشتباكات عنيفة قبل قليل (أمس) بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة في بلدة بصر الحرير في محافظة درعا (جنوب) قتل خلالها ما لا يقل عن 11 عنصرا من الجيش النظامي وجرح أكثر من 20 آخرين»، ولفت المصدر نفسه إلى «انشقاق 9 جنود».

في السياق نفسه، أورد المرصد أن «اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة في مدينة داعل في المحافظة نفسها، يستخدم الجيش النظامي فيها الرشاشات الثقيلة بشكل عشوائي، بالتزامن مع قطع التيار الكهربائي عن المدينة». وأفادت وكالة «أسوشييتد برس»، نقلا عن المرصد، بأن أكثر من 10 مدنيين، بينهم صبي، قتلوا، أغلبهم في حمص بنيران قوات الأمن والقناصة، وحسب المرصد فإن الصبي يبلغ من العمر 15 عاما. وحسب الناشطين فقد عاشت مدينة حمص ساعات عصيبة ليلة أول من أمس على وقع أصوات القنابل الصوتية وإطلاق النار في أحياء عدة. وتأزمت الأوضاع الأمنية بعد مهاجمة مناهضين للنظام وجنود في «الجيش الحر» لمسيرة شموع خرجت في حي الزهراء الموالي للنظام في حمص، وقال مناهضون للنظام في حمص إن هذا الهجوم جاء للرد على قمع قوات الأمن والشبيحة لمظاهرات المناهضين للنظام.

وفي ضاحية الزبداني في ريف دمشق قتل شخصان خلال مداهمات أعقبت اشتباكات بين قوات الأمن ومنشقين. يأتي اقتحام مدينة الزبداني وسط حالة من التصعيد العسكري واشتباكات مع «الجيش السوري الحر» تشهدها أكثر من مدينة في ريف دمشق منذ يوم الجمعة، كمدينتي حرستا ودوما. وقالت مصادر محلية في مدينة الزبداني: إن جنود الجيش الحر «تصدوا أمس لهجوم الجيش النظامي، وتمكنوا من تدمير مدرعة (بي آر دي إم)، مما استدعى إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية المؤلفة من 7 دبابات ومجنزرات مصفحة وسيارات زيل تقل جنودا وتم اقتحام المدينة من ثلاثة محاور». وأفادت تنسيقية الزبداني وما حولها بأن «هيثم الزين وعلي مصطفى برهان استشهدا إثر إطلاق النار عليهما من قبل الجيش الأسدي بعد الاشتباكات التي دارت طوال اليوم (أمس)، وذلك إثر انشقاق دورية من مفرزة أمن الدولة صباح أمس (أول من أمس السبت)»، كما أكد ناشطون أن قوات الجيش السوري زرعت مدافع هاون على قمم المرتفعات المحيطة بمدينة الزبداني، في وقت خرجت فيه مظاهرات في مدينة مضايا القريبة من الزبداني لتخفيف الهجوم على الزبداني، فتعرض المتظاهرون لإطلاق نار كثيف عند جامع البراق.

وفي مدينة دوما، حيث تؤكد مصادر محلية وجودا ملحوظا للجيش الحر، قال ناشطون: «إن ثوار دوما قاموا بتعديل طفيف لعبارة كتبها أزلام النظام عن دورا البلدية قلبت المعنى إلى الضد تماما». والعبارة «الأسد للأبد»؛ إذ تمت إضافة حرف عين لكلمة الأسد فغدت العبارة «الأسعد للأبد». والأسعد هو العقيد رياض الأسعد، قائد الجيش الحر، واعتبر ناشطون أن ذلك تأكيد على الدعم الذي يلقاه الجيش الحر في مدينة دوما، مما جعلها مستهدفة على الدوام من قبل قوات الجيش النظامي. وأعلن في مدينة دوما، أمس، عن وفاة أحمد ياسين رمضان، مواليد عام 1991، متأثرا بإصابته يوم الخميس برصاص الأمن السوري عند حاجز أمني.

وفي مدينة داريا وزعت تنسيقية داريا بيانا صحافيا قالت إنه صادر عن أهالي داريا، استنكروا فيه بشدة «اعتقال الكثير من أبنائهم»، وطالبوا بالإفراج عن «جميع معتقليهم بمن فيهم معتقلو الأيام الأخيرة، ومنهم: رضوان شربجي - محمود شربجي - محمد بشار شربجي - فهد حمدوني - سعيد عوض». وقال البيان إن هؤلاء المعتقلين بعيدون كل البعد عن «التهم المضحكة التي تم تلفيقها لهم في الإعلام السوري»، وإن «اعتقالهم تم مع سياراتهم بطريقة مخزية وبعيدة عن أي تصرف أخلاقي». وطالب البيان بالإفراج الفوري عن «الدكتور ياسر العبار وإخوته، الذين اعتقلوا بطريقة همجية بحجة تحريضهم على الشغب». يُشار إلى أن الدكتور ياسر العبار مدرس في جامعة دمشق والجامعة الدولية وجامعة الأردن، ويعتبر من المبدعين السورين في مجال الفن والخط العربي.

وفي مدينة دمشق قال سكان في حي الميدان الذي يشهد استنفارا أمنيا بعد التفجير الذي حصل يوم الجمعة الماضي: سُمعت أمس أصوات تحليق طائرات مروحية لعدة مرات خلال النهار، وقريبا من حي الميدان قامت قوات الأمن والشبيحة باقتحام حي العسالي وشنت حملة اعتقالات عشوائية طالت ما لا يقل عن 30 شابا بعد خروج مظاهرة نسائية هناك.

كما خرجت في وسط مدينة دمشق مظاهرة طيارة من عند جامع عبد الرحمن بن عوف في شارع خالد بن الوليد، وهتفت للحرية ورمت منشورات تحمل شعارات الثورة قبل أن يتمكن رجال الأمن من الوصول إليها.

وفي إدلب، قال ناشطون إن قوات الأمن قامت باعتقال المفتش بالهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، مأمون أحمد رحال، من بيته، الكائن في مدينة حلب – شمال.

وفي مدينة اللاذقية على الساحل السوري قال ناشطون إن حريقا اندلع في مدرسة سيف الدولة، وقامت قوات الأمن بتطويق المدرسة التي تحولت إلى مركز لتجمع رجال الأمن والشبيحة، لمنع خروج مظاهرات هناك، ولم تتوافر أي معلومات إضافية عن هذا الحادث.

وفي محافظة دير الزور، شرق، قالت مصادر محلية من السكان: «إن قوات الأمن مدعومة بـ8 دبابات و3 سيارات زيل اقتحمت بلدة القورية، خصوصا منطقتي الحجين والزهيري، وشنت حملة دهم للمنازل واعتقالات طالت أكثر من 7 أشخاص»، كما تم «تخريب أثاث عدة منازل ومصادرة قرابة 4 سيارات» وذلك في وقت تعاني فيه البلدة «وضعا إنسانيا سيئا نتيجة النقص الحاد بالمواد الغذائية والطبية ومواد المحروقات بسبب حصار خانق مفروض على البلدة».

وقال المرصد: «إن القوات السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات صباح أمس في قرية الطيانة»، في محافظة دير الزور (شرق). وأوضح أن «الحملة أسفرت عن استشهاد مواطن يبلغ من العمر 19 عاما واعتقال أكثر من 30 شخصا من أهالي القرية».

كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بأن 21 مدنيا قُتلوا أول من أمس في أعمال عنف شهدتها محافظتا حمص وإدلب، بينهم 17 سقطوا برصاص قوات الأمن، والأربعة الباقون بانفجار قذيفة صاروخية استهدفت مسيرة موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، قتل أكثر من 5 آلاف شخص جرَّاء قمع النظام السوري منذ بدء الانتفاضة ضده في منتصف مارس (آذار) الماضي.