إيران تعلن اقترابها من بدء تخصيب اليورانيوم في منشأة «فوردو» تحت الأرض

خبراء غربيون: قدرته الإنتاجية محدودة لإنتاج الطاقة النووية.. ولكنها مثالية لإنتاج سلاح

TT

قال مسؤول إيراني رفيع، أمس، إن إيران ستبدأ في «المستقبل القريب» تخصيب اليورانيوم في منشأة داخل جبل قرب مدينة قم بوسط إيران، في خطوة من المرجح أن تزيد الغضب العالمي، المشتعل بالأساس على خلفية الاتهامات الموجهة لإيران بالسعي نحو امتلاك سلاح نووي.

وتشير إيران منذ شهور إلى أنها تستعد لنقل أنشطة تخصيب اليورانيوم من منشأة «نطنز» النووية الرئيسية إلى «فوردو»، وهو موقع داخل جبل قرب مدينة قم. وقال فريدون عباسي دواني، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس بحسب وكالة «مهر» الإيرانية إن «محطة فوردو النووية للتخصيب ستعمل في المستقبل القريب»، وإن «منشآت فوردو في قم مؤهلة لتخصيب اليورانيوم من 3.5 إلى 20 في المائة لاستخدامه في أغراض طبية»، موضحا أن المنشآت «محصنة جيدا أمام القنابل المختلفة، حيث تقع تحت الأرض ولا يمكن الوصول إليها».

وذكر مسؤول غربي لوكالة «رويترز» للأخبار أنه مع بدء تشغيل «فوردو»، تبعث إيران برسالة سياسية تظهر أنها لن تذعن للمطالب الدولية بتعليق تخصيب اليورانيوم، وهو النشاط الذي من الممكن أن تكون له استخدامات مدنية وعسكرية، مضيفا «أرى أنها خطوة أخرى تصعيدية من الجانب الإيراني».

وقال دبلوماسيون في فيينا، مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، منذ يومين «من المعتقد أن إيران بدأت تغذية أجهزة الطرد المركزي في فوردو بغاز سادس فلوريد اليورانيوم في أواخر ديسمبر (كانون الأول)، في إطار أولى الاستعدادات لاستخدام هذه الأجهزة في عمليات التخصيب».

وتم تركيب أجهزة الطرد المركزي وغيرها من الأجهزة اللازمة لبدء عملية التخصيب في «فوردو» العام الماضي. وتخصب إيران بالفعل اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المائة في موقع آخر فوق الأرض، وهي نسبة تزيد كثيرا على المستوى المطلوب عادة لتشغيل محطات الطاقة النووية وهي 3.5 في المائة.

ولم تكشف إيران عن موقع وجود «فوردو» للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلا في سبتمبر (أيلول) عام 2009، وذلك بعد أن علمت أن أجهزة مخابرات غربية اكتشفت وجوده. وتقول إيران إنها ستستخدم اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 20 في المائة لتحويله إلى وقود لتشغيل مفاعل أبحاث ينتج نظائر لعلاج مرضى السرطان، لكن مسؤولين غربيين يقولون إنهم يشكون في أن لدى البلاد الإمكانيات الفنية لإتمام ذلك.

وإضافة إلى ذلك، فإن الخبراء يقولون إن القدرة الإنتاجية في «فوردو»، التي لا تزيد على 3 آلاف جهاز للطرد المركزي، محدودة للغاية لدرجة لا تسمح لها بإنتاج الوقود اللازم لمحطات الطاقة النووية، لكنها مثالية لإنتاج كميات أصغر من الوقود الذي يستخدم عادة في برنامج للأسلحة النووية.

ويتطلب صنع القنابل النووية اليورانيوم المخصب إلى درجة 90 في المائة، لكن قوى غربية تقول إن قدرا كبيرا من الجهد المطلوب للوصول إلى تلك المرحلة تحقق بالفعل، بمجرد الوصول إلى درجة نقاء 20 في المائة، مما يقلل من الوقت اللازم لصنع أي سلاح نووي. وتقدم القوى الغربية تقديرات مختلفة لمدى السرعة التي يمكن لإيران أن تصنع بها سلاحا نوويا، إذا قررت ذلك، بما يتراوح بين 6 أشهر وسنة أو أكثر.