تنظيم سلفي عراقي يرفض فتاوى سلفيي تونس الداعية إلى العمل المسلح في العراق

قيادي بـ«دولة القانون» لـ «الشرق الأوسط» ردا على مطالب بتسليم تونسيين مدانين: لا نسلم قتلة أبنائنا

سلفيون تونسيون يتظاهرون أمام وزارة الخارجية التونسية أول من أمس مطالبين بالإفراج عن تونسيين معتقلين في العراق بتهمة الإرهاب (أ.ب)
TT

شن «أمير» تنظيم «السلفية الجهادية» في العراق، الذي انخرط مؤخرا في مشروع المصالحة الوطنية بعد الانسحاب الأميركي، هجوما عنيفا على الفتاوى التي أصدرها أمير السلفية في تونس ودعا فيها إلى العمل المسلح في العراق بعد خروج القوات الأميركية.

وقال مهدي الصميدعي، في بيان: «إن ما تكلم به أمير السلفية الجهادية في تونس بعيد عن الحق ولا ينسجم مع طارئ الوقت وفيه من الاندفاع والحماس غير المبرر، خاصة ممن هو بعيد عن واقع العراق»، مبينا أن في تلك الفتوى «تجاوزا على رأي الجماعة التي درست الواقع عن كثب وأصدرت فتوى بضرورة العمل على بناء لحمة المجتمع ونبذ العنف والتطرف الفكري وعدم جر المسلمين إلى أمور لا تحمد لها نهاية»، مؤكدا أن «المسائل المتعلقة بالجهاد في العراق لها خصوصية؛ فأهل البلد أعلم بحالهم ولا يجوز تصدر من ليس له أي مؤهل من مؤهلات الإفتاء ولا أن يقحم نفسه في مثل هذه الفتوى التي قد تؤدي إلى هلاك المسلمين وإضعافهم».

كان أمير السلفية في تونس، أبو عياض التونسي، قد أعلن، في بيان له، أن «الجهاد الفعلي» في العراق «بدأ الآن»، كما أكد أن المسلح التونسي الذي تم إعدامه في العراق بتهمة تفجير مرقد الإمامين العسكريين هو أحد أعضاء السلفية الجهادية. من جهته، كشف القيادي بـ«دولة القانون» عضو البرلمان العراقي، إحسان العوادي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أن «الترتيبات جارية بين بغداد وتونس للزيارة المرتقبة للرئيس التونسي المؤقت إلى العراق، المنصف المرزوقي». وأضاف العوادي أن «الجهات العراقية تنظر إلى هذه الزيارة التي يزمع الرئيس التونسي القيام بها إلى العراق على أنها بادرة طيبة، لا سيما أن العراق كان رائدا في تجربة التغيير في المنطقة التي كانت قد بدأت العام الماضي من تونس». وأشار إلى أن «المباحثات التي سوف يجريها الرئيس التونسي في بغداد سوف تتعلق بإعادة العلاقات العراقية - التونسية إلى مستوى جيد، وهو ما يأمله العراق أيضا».

وردا على سؤال بشأن السجناء والمعتقلين التونسيين في العراق واحتمال مطالبة الرئيس التونسي بهم مثلما يريد السلفيون التونسيون الذين تظاهروا من أجل ذلك أول من أمس، قال العوادي: «ليس هناك أحد في العراق بإمكانه المساومة على دماء العراقيين، كما أننا لن نسلم قتلة أبنائنا إلى جلاديهم مهما كانت الاعتبارات».