الدابي: مهمتنا بالكاد بدأت.. وأتوقع أن تكون طويلة الأمد

رئيس بعثة المراقبين العرب اشتكى من «هجمات» الإعلام الأميركي

الدابي (إ.ب.أ)
TT

أثار الفريق أحمد الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، بموجب المبادرة العربية لإنهاء العنف والقمع بحق المناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مزيدا من الجدل بتصريحات أدلى بها لصحيفة بريطانية، أكد من خلالها أن مهمة المراقبين ستكون طويلة الأمد، وأنها بالكاد قد بدأت.

وكان الدابي قد تعرض لحملة من الانتقادات بسبب تصريحاته المثيرة للجدل منذ وصول بعثة المراقبين إلى سوريا في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما تحدث باستخفاف عن الدمار في مدينة حمص المضطربة، التي قصفتها الدبابات الحكومية، قائلا: «بعض الأماكن تبدو في حالة من الفوضى، لكن الوضع ليس مخيفا». وأثار غضب المعارضين السوريين الذين توقفوا كثيرا عند فيديو بث على شبكة الإنترنت يظهر فيها الدابي وهو يدخن سيجارة، ولا يعير انتباهه لشكاوى أهالي حي بابا عمرو الساخن في مدينة حمص.

ثم أدلى بعد ذلك بتصريح علني ناقض فيه تصريحات أحد مراقبي الجامعة، الذي قال لسكان مدينة درعا إنه شاهد قناصة تابعين للحكومة، وإنه سيطلب من الحكومة السورية إبعادهم. بينما أكد الدابي لاحقا أن المراقب كان يشير إلى حالة افتراضية، «لكنه لم يرهم».

وأمس نشرت صحيفة «أوبزيرفر» البريطانية تصريحات خاصة للدابي تزامنت مع اجتماع اللجنة الوزارية العربية في القاهرة، أمس، لبحث أول تقرير للدابي حول مشاهدات المراقبين للأوضاع في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن الدابي أن مهمة المراقبين قد تستمر طويلا، وأنها «بالكاد بدأت». وأضاف للصحيفة قائلا إنها «المرة الأولى التي تقوم فيها جامعة الدول العربية بمثل هذه المهمة. لكنها بالكاد بدأت، ولهذا لم يكن لدي وقت كاف لأكون رأيا».

وتوقع الدابي أن تكون مهمة المراقبين طويلة الأمد، وأوضح أن «مهمات كهذه تأخذ وقتا.. مهمة الاتحاد الأفريقي بدأت في السودان عام 2004 وما زالت مستمرة. لا أستطيع القول كم ستستغرق هذه المهمة».

وحسب الصحيفة، فقد اشتكى الدابي من «الهجمات» التي يشنها ضده الإعلام الأميركي، وكذلك من الانتقادات المستمرة لبعثة المراقبين من عدم كفاءتها، وأنها أصبحت ستارا للنظام كي يواصل القمع ضد مناوئيه، وأضاف: «لا أحد يشعر بالسرور من هكذا تهم».

وانطلق الجدل حول الدابي، السوداني الجنسية، فور تسميته رئيسا للمراقبين العرب، وذلك على خلفية تاريخه الطويل، الذي تقول عنه المنظمات الحقوقية إنه «دموي».

ووفقا للسيرة الذاتية التي قدمها للصحافيين عقب تسميته للمنصب، فقد ولد الدابي (63 عاما) في مدينة بربر في شمال السودان، وتخرج في الكلية الحربية عام 1969.

وقد لعب الدابي على مدى عقود، دورا قويا، وإن كان غير ملحوظ، في حكومة الرئيس عمر حسن البشير. وكان عضوا في الدائرة الداخلية المقربة من البشير عندما ارتقى إلى السلطة في أعقاب انقلاب عام 1989. ومن حين لآخر كان الرئيس يختار الدابي لمناصب أمنية مهمة، عادة ما تتمثل في الإشراف على حملات مكافحة التمرد، أو ملاحقة المعارضين. وكان المنصب الأول له في حكومة البشير رئيسا للاستخبارات العسكرية. وعلى الرغم من أن اسمه لم يكن بارزا، فإن تقارير منظمة العفو الدولية منذ بداية التسعينات، توثق الدور الذي لعبه عملاء الاستخبارات العسكرية في إعدام وتعذيب واختفاء المعارضين أثناء فترة الصراع في جنوب السودان.