حراك خارجي لـ «الشرق الأوسط»: «هيئة التنسيق السورية» شمل طهران

رئيس مكتبها الإعلامي لـ: المسؤولون الإيرانيون باتوا أقدر بكثير على تفهم مطالب الشعب السوري

جنود سوريون منشقون يعلنون انضمامهم للجيش السوري الحر
TT

أكد رئيس المكتب الإعلامي لـ«هيئة التنسيق الوطنية السورية»، الدكتور عبد العزيز الخير، أن «وفدا من هيئة التنسيق التقى مسؤولين إيرانيين على مستوى وزارة الخارجية وخبراء في الملف السوري». وأعرب لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده أن «المسؤولين الإيرانيين، بعد استماعهم لوجهات النظر التي نقلناها إليهم، باتوا أقدر بكثير على تفهم مطالب الشعب السوري والإقرار بشرعيتها، وعلى تفهم سياسات النظام، وأن السير باتجاه خاطئ يزيد الأمور سوءا وينبغي فعل ما يمكن فعله من أجل معالجة سلمية للوضع بما يحفظ حقوق الشعب السوري وأهداف ثورته».

كانت أطراف في المجلس الوطني السوري المعارض قد رفضت التحالف مع هيئة التنسيق لتوحيد المعارضة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأسباب عدة، من بينها: اتهام هيئة التنسيق بالتعامل مع إيران.

وأوضح الخير أن «المجلس الوطني لم ينتقدنا (للتواصل مع إيران)، بل إنها أصوات غير منضبطة فيه وتعبر عن رأيها الخاص». وقال: هيئة التنسيق حريصة على الاتصال بكل الأطراف التي لها علاقة بالملف السوري وتجمعها علاقات وثيقة مع النظام؛ لأنها قادرة على التأثير بصورة فعالة وملموسة على النظام وسياساته».

وشدد على أن «كل تفكير عقلاني سياسي يحرص على الاتصال بدولة (إيران) لها مثل هذا التأثير، وعلى أن تكون قراءتها للوضع تتم بشكل صحيح، لحثها على توظيف قواها في خدمة مصالح الشعب السوري، ولتمارس ضغوطا على النظام وتحاول دفعه على الأقل لوقف سفك الدماء والتخلي عن الحل العسكري والأمني الذي فاقم الوضع سوءا وخطورة، وتدفعه إلى توفير مناخ لعملية سياسية تؤدي إلى إنهاء الديكتاتورية وإقامة دولة ديمقراطية».

وذكر الخير أن «وفدا من هيئة التنسيق أجرى ويجري اتصالات مع عدد كبير من المسؤولين في دول عربية وإقليمية وأوروبية، حتى إن اتصالاتنا وصلت إلى الصين»، ومن المقرر أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في 18 الجاري، واضعا هذه التحركات الخارجية في «إطار جزء من النشاط الذي نقوم به لخدمة الشعب السوري وأهدافه بالحرية والكرامة». وأوضح: «إننا على اتصال بكل القوى والأطراف والدول، ما عدا العدو الإسرائيلي، لشرح قضية الشعب السوري وإيصال رؤيته إلى العالم أجمع». وأشار إلى أن «هيئة التنسيق تقوم، خلال لقاءاتها هذه، بعرض قراءتها للوضع في سوريا، وتوضح شرعية مطالب المتظاهرين وحقوق الشعب السوري، وضرورة تغيير النظام وإقامة نظام ديمقراطي مدني برلماني تعددي». وأضاف: «تسعى الهيئة لحشد كل تأييد دولي وسياسي ممكن لتحقيق هذا الهدف للجم وحشية النظام وسفكه للدماء وحماية قضية الشعب السوري من مخاطر كبيرة تتهددها وتهدد بحرف الثورة عن مسارها، على غرار الدعوات لتدخل عسكري خارجي، ومحاولة إثارة فتنة طائفية ووضع أجزاء من التراب السوري تحت احتلال قوى أجنبية، أيا ما كانت الذريعة».

وتعليقا على الفشل في توحيد صفوف المعارضة السورية وتداعيات ذلك على حراكها الخارجي، أكد الخير أن «هيئة التنسيق بذلت جهودا مضنية ودؤوبا لتوحيد المعارضة، ووصلت إلى نص اتفاق بعد شهرين من العمل المتواصل، لكن للأسف يبدو أن الأوضاع الداخلية في المجلس الوطني لم تمكن أطرافه المختلفة من إقرار هذا لاتفاق»، لافتا إلى «أننا كنا نعرف سلفا أن ثمة أطرافا في المجلس الوطني لا تريد للمعارضة السورية أن تتوحد، لكننا عملنا على أمل أن تستطيع القوى المؤيدة للتوحيد داخل المجلس إقناع شركائها بأهمية هذه الخطوة الحاسمة».

وشدد الخير على أن «توحيد المعارضة هو ضرورة سياسية كبرى للثورة وللشعب السوري، وهو مطلب مهم جدا لمختلف الجهات السياسية خارج سوريا»، موضحا «أننا لا نزال، كهيئة تنسيق، مصرين على العمل لإنجاز هذه الوحدة، وقد يكون من الضروري في سياق هذه المهمة تحييد الأصوات الرافضة لهذه الوحدة، وهو الأمر الذي تقع مسؤوليته على أنصار توحيد المعارضة في المجلس الوطني».