المرشحون الجمهوريون يهاجمون المتقدم عليهم رومني.. وأوباما

مناظرتان جديدتان عشية الاستحقاق التمهيدي المهم في نيوهامشير

(من اليمين) بيري وغينغريتش ورومني وهانتسمان يأخذون مواقعهم، بعد استراحة، خلال مناظرة الليلة قبل الماضية (أ.ب)
TT

تبادل المرشحون الجمهوريون للانتخابات الرئاسية الأميركية الانتقادات الليلة قبل الماضية في مناظرة تلفزيونية في نيوهامشير، مستهدفين ميت رومني الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب، وكذلك الرئيس باراك أوباما. كان مقررا أن يلتقي المتنافسون مجددا في مناظرة أخرى الليلة الماضية، استعدادا للانتخابات التمهيدية المهمة التي ستشهدها الولاية غدا الثلاثاء.

وفي مناظرة الليلة قبل الماضية، التي نظمت في حرم جامعة سانت انسيلم في غوفستاون قرب مانشستر، ودارت ساعة ونصف الساعة، واجه رومني، المليونير والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، انتقادات حادة من قبل خصومه الخمسة الذين ركزوا خصوصا على ماضيه كرجل أعمال.

وقال الحاكم السابق لولاية بنسلفانيا، ريك سانتوروم، إن «قائد هذا البلد ليس مسؤولا إداريا. الرئيس يجب أن يتولى القيادة لا أن يكون رئيس مجلس إدارة، ونحتاج إلى شخصية ملهمة». أما الرئيس السابق لمجلس النواب، نيوت غينغريتش، فقد شكك في حصيلة أداء رومني، متسائلا عما إذا كان الناس في الشركات التي تولى إدارتها «أصبحوا في أوضاع أفضل أو أسوأ».

ورد رومني الذي بدا مرتاحا طوال المناظرة بأن «الناس الذين أمضوا حياتهم في واشنطن لا يفهمون ما يحدث في الاقتصاد الحقيقي».

وتبادل المرشحون الانتقادات فيما بينهم. فقد اتهم رون بول، المرشح الليبرالي الذي يتمتع بشعبية بين الشباب، والبالغ من العمر 76 عاما، الكاثوليكي المتشدد ريك سانتوروم، بأنه «فاسد» وحصل «على الكثير من المال» بفضل مجموعات الضغط.

وسانتوروم حصل على نسبة تأييد لم تكن متوقعة في ولاية أيوا، حيث حل ثانيا بفارق ثمانية أصوات فقط عن رومني.

كما اتهم رون بول خلال المناظرة نيوت غينغريتش بأنه «جبان» لأنه لم يخدم في الجيش.

وخلال المناظرة، دان نحو مائة متظاهر من حركة «احتلوا» تأثير سلطة المال الكبير على السياسة الأميركية. ووصل المتظاهرون في مجموعات صغيرة إلى حرم الجامعة وهم يرفعون لافتات كتب عليها «المال خارج السياسة» و«نحن الـ99 في المائة». وشكلت المظاهرة فرصة لبعض المشاركين لانتقاد الحزب الجمهوري. ورفع دون غاريت الذي جاء من نيوهافن من ولاية كونكتيكت (شمال شرق) مع ابنته أربيغايل (ست سنوات) لافتة كتب عليها «الجمهوريون يحبون الأغنياء». وقال الرجل الذي يعمل في القطاع العقاري لوكالة الصحافة الفرنسية إن «بلدنا في مفترق طرق»، معتبرا أن «الحزب الجمهوري أصبح أكثر تطرفا ويسيطر عليه حزب الشاي». أما ديزيريه تانغي (19 عاما)، فقالت إنها جاءت لتدين «مسخرة الأحزاب السياسية التي تخلق الانقسامات ولا تفعل شيئا».

ووقف المتظاهرون في باحة خارج المبنى الذي جرت فيه المناظرة. ومع أن المرشحين الستة لم يشعروا بوجود هؤلاء المتظاهرين، أكدت ليديا سيماس (30 عاما)، التي تعمل بائعة في محل تجاري في بيتربورو (نيوهامشير) أنها سعيدة لأنها جاءت إلى المظاهرة. وقالت: «أريد نهاية للقمع والعنصرية والتمييز بين الجنسين. الناس يستغلهم الأغنياء الذين يمثلون واحدا في المائة. حضوري إلى هنا يسمح لي بنشر هذه الرسالة».

وجاءت المناظرة قبل الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير، على أن تنظم لاحقا انتخابات مماثلة في ولايات أخرى، تنتهي باختيار المرشح الجمهوري الذي سينافس أوباما في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ولم يتردد المرشحون في توجيه الانتقادات الحادة للسياسة الاقتصادية للرئيس أوباما، على الرغم من التحسن في أرقام البطالة. وقال رومني إن «الرئيس أوباما سيحاول أن يجر ذلك لمصلحته، لكنه أمر لم يحدث بفضله»، مؤكدا أن سياسة الرئيس الأميركي «أدت إلى تفاقم الانكماش وجعلت الأوضاع أصعب على الشركات الصغيرة». وأضاف أن «الأمر يشبه ديكا يؤكد أنه مسؤول عن شروق الشمس وهو لا علاقة له بذلك». واتهم ريك بيري أوباما أيضا بأنه «وضع أميركا على طريق الانهيار»، بينما رأى غينغريتش أن الرئيس «يريد إنشاء نموذج اشتراكي أوروبي متشدد»، معتبرا أن ذلك يشكل «خطوة يائسة».

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم رومني على منافسيه وحصوله على أكثر من أربعين في المائة من نوايا التصويت. لكن الناخبين في نيوهامشير معروفون بأنهم لا يحسمون أمرهم إلا في اللحظة الأخيرة ويحدثون في بعض الأحيان مفاجآت.