المرشح الجمهوري بيري يدعو لغزو العراق مجددا لمواجهة إيران

رومني يريد انسحابا «قريبا» من أفغانستان.. وغينغريتش يحذر من عدم استقرار باكستان

TT

على الرغم من أن المناظرة التلفزيونية للمرشحين الجمهوريين الرئاسيين، الليلة قبل الماضية، تركزت على القضايا الداخلية، فإن السياسة الخارجية كانت حاضرة أيضا. فقد ذكر ريك بيري، حاكم ولاية تكساس، أنه، في حال وصل للرئاسة، سيعيد إرسال القوات الأميركية إلى العراق لمواجهة المطامع التوسعية لإيران. وانتقد بيري الرئيس باراك أوباما لأنه سحب القوات الأميركية من العراق، مما جعل العراق «عرضه لتسلل من إيران». وأضاف بيري: «أعتقد أن فكرة سماحنا للإيرانيين بالعودة إلى العراق والسيطرة عليه، مع كل الكنوز، سواء في الدم أو المال، وهو ما ضحينا به نحن في العراق، ليست سوى محاولة من الرئيس ليخضع لليساريين الليبراليين». وتابع: «كان بإمكان أوباما التفاوض حول الفترة الزمنية لانسحابنا من العراق. أعتقد أنه خطأ كبير».

ورأت مصادر إخبارية أميركية أن هذا التصريح، الذي كان الأكثر قوة مقارنة بتصريحات المرشحين الآخرين خلال المناظرة، يعكس رغبة بيري في كسب تأييد الجمهوريين المحافظين والمسيحيين المتشددين. ويريد بيري أن ينافس المرشح ريك سانتوروم، الذي صعد فجأة إلى المركز الثاني في الانتخابات التمهيدية في إيوا الأسبوع الماضي اعتمادا على أصوات المحافظين والمسيحيين المتشددين. واعتبرت المصادر نفسها أن بيري يواجه مشكلة أخرى، هي أن غالبية الأميركيين لم تكن تريد بقاء القوات الأميركية في العراق.

كان استطلاع لشبكة «سي إن إن» قد أفاد بأن غالبية الأميركيين (78%) كانت تؤيد سحب القوات من العراق، مقابل 21%، وأن 60% من الجمهوريين و78% من المستقلين أيدوا ذلك الانسحاب. وقالت الأغلبية (51%) إن قرار إرسال القوات الأميركية إلى العراق، في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن كان «غبيا». كما قال 57% إنهم يعتقدون أن الرئيس بوش ضلل، عمدا، الشعب الأميركي حول امتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل.

وفي مناظرة الليلة قبل الماضية، قال بيري: «سنرى العراق ينتقل إلى الخلف بسرعة الضوء. سيعودون إلى الوراء، وسيكون كل العمل الذي قمنا به، وكل شاب أميركي ضحى بحياته، وكل شابة أميركية ضحت بحياتها في سبيل ذلك البلد، بلا فائدة». وأضاف: «السبب هو أن لدينا رئيسا لا يفهم ما يحدث في تلك المنطقة».

بدوره، عبر المرشح الأوفر حظا، ميت رومني، عن تأييده لسحب القوات الأميركية من أفغانستان «في أقرب وقت ممكن»، لكنه قال إنه سيتشاور مع القادة العسكريين هناك قبل تحديد موعد لسحب القوات. كذلك رأى السفير السابق جون هانتسمان، وهو معتدل ويبدو في موقع متدنٍّ ضمن قائمة المرشحين، أن سحب القوات من أفغانستان يرجع إلى الرئيس الأميركي، بوصفه القائد العام للقوات. وبدا أن هانتسمان يختلف مع رومني في أن الرئيس، وليس العسكريين، هو صاحب الكلمة العليا.

أما نيوت غينغريتش، الرئيس الأسبق لمجلس النواب، فيرى أن عدم الاستقرار في باكستان وتهديد إيران النووي يعتبران موضوعين ملحين أكثر من أفغانستان. وبدا أنه يريد بقاء القوات الأميركية في أفغانستان حتى تنتهي المخاطر على الأمن الأميركي من جانب باكستان في الشرق، وإيران في الغرب.

وفي منتصف المناظرة التلفزيونية، شن سانتوروم ورومني هجوما عنيفا على أوباما، وقالا إنه «رئيس صامت» لأنه لم يتحرك عندما تظاهر مليون إيراني عام 2009 للاحتجاج على الانتخابات الرئاسية التي أعيد فيها انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.