إصابة 11 مراقبا عربيا في هجوم باللاذقية.. والعربي يحذر من «تجميد» البعثة

دمشق تتعهد بحمايتهم.. ووزير الخارجية الإماراتي: مهمة المراقبين تزداد صعوبة ولا نرى التزاما سوريا * مقتل وإصابة 50 في دير الزور

صورتان مأخوذتان من مواقع سورية معارضة الأولى لموالين للنظام وهم يحيطون بسيارة تقل مراقبي الجامعة العربية في اللاذقية.. والثانية بعد تعرضها لأضرار إثر الهجوم عليها
TT

أعلنت جامعة الدول العربية أمس عن إصابة 11 من مراقبيها في مدينة اللاذقية السورية عندما هاجم محتجون سيارتهم أول من أمس، وطالبت السلطات السورية بتحمل مسؤولياتها وتوفير الحماية لهم، وندد نبيل العربي الأمين العام للجامعة بالاعتداء وحذر من «تجميد» البعثة إذا تعرضت لاعتداء ثان.

وقال عدنان الخضير، رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، أمس، إن 11 فردا من أعضاء البعثة أصيبوا عندما هاجم محتجون سيارتهم في مدينة اللاذقية السورية إلا أن الواقعة لم تعطل عمل البعثة.

وتابع في القاهرة أن 11 مراقبا عربيا من بين مجموعة المراقبين الذين كانوا يزورون اللاذقية أول من أمس أصيبوا عندما هاجم محتجون السيارات التي كانت تقلهم، مضيفا أنه لم يطلق أي جانب أعيرة نارية وأن الإصابات طفيفة للغاية ولم ينقل أحد للمستشفى ولم يتأثر عمل البعثة.

وكانت دولة الكويت أول من أعلن عن إصابة اثنين من مراقبيها في اللاذقية، وقالت وكالة الأنباء الكويتية أمس إن كويتيين من أفراد بعثة المراقبة العربية في سوريا أصيبا بجروح طفيفة في هجوم لمتظاهرين مجهولين أثناء توجه المراقبين إلى مدينة اللاذقية. ونقلت الوكالة عن بيان من الجيش الكويتي قوله إن المراقبين المصابين نقلا إلى المستشفى حيث عولجا وواصلا مهمتهما. وأوضح البيان دون تفاصيل أن مراقبين من الكويت والإمارات والعراق والمغرب والجزائر تعرضوا لهجوم بينما كانوا في طريقهم إلى اللاذقية أول من أمس (الاثنين).

وأظهر تسجيل فيديو على الإنترنت فيما يبدو موكبا للسيارات تقل المراقبين في اللاذقية أمس وحشدا من المتظاهرين الذين كانوا يرفعون الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد وهم يحيطون بالموكب ويركبون فوق السيارات.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي وزع تسجيل الفيديو، إنه لا علم له بوقوع أي إصابات في هذه الواقعة. لكن تسجيل فيديو آخر قال نشطاء إنه تم تصويره مساء أمس أظهر سيارة بيضاء عليها علامات مماثلة لتلك الموجودة في فيديو عبد الرحمن وهي تسير ببطء بعد أن لحقت أضرار بجسمها وإطاراتها.

من جانبه، أدان العربي الهجوم وحمل الحكومة السورية «المسؤولية الكاملة» عن حمايتهم، محذرا من «تجميد» أعمال البعثة في حالة تعرض أعضائها للخطر أو إعاقة مهمتهم.

وقال العربي في بيان إن الجامعة «تدين تعرض بعض المراقبين لأعمال عنف من جانب عناصر موالية للحكومة السورية في اللاذقية ودير الزور ومن عناصر محسوبة على المعارضة في مناطق أخرى أدت إلى وقوع إصابات لأعضاء البعثة وإحداث أضرار جسيمة لمعداتها».

وأضاف أن الجامعة «تعتبر أن الحكومة السورية مسؤولة مسؤولية كاملة عن حماية أفراد البعثة»، موضحا أن «عدم توفير الحماية الكافية في اللاذقية والمناطق الأخرى التي تنتشر فيها البعثة يعتبر إخلالا جوهريا وجسيما من جانب الحكومة (السورية) بالتزاماتها».

وأكد «حرص» الجامعة العربية على «مواصلة البعثة مهمتها الميدانية في مناخ آمن لأفرادها حتى لا تضطر إلى تجميد أعمالها في حالة شعورها بالخطر على حياة أفرادها أو إعاقة مهمتها».

وقال العربي إنه في حالة تجميد أعمال البعثة فإن الجامعة ستقوم «بتحديد مسؤولية الطرف المتسبب في إفشال مهمتها». وأضاف العربي في بيانه أن الجامعة «ترفض أي ضغوط أو استفزازات من أي طرف كان؛ حكومة أو معارضة، أو محاولة لإثناء البعثة عن القيام بواجبها أو إعاقة أعمالها».

ودعا «الحكومة والمعارضة إلى وقف ما تقوم به عناصرها من حملة تحريض ضد البعثة وتمكينها من أداء المهمة الموكولة إليها وتحقيق الهدف النهائي من وجودها على الأرض السورية والمتمثل في المعالجة السياسية للأزمة السورية».

وسارعت الحكومة السورية إلى تدارك الموقف، وتعهدت بحماية المراقبين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس إن سوريا مستمرة في تحمل مسؤولياتها لتأمين المراقبين العرب وعدم السماح بأي عمل يعرقل عملهم.

وقال مقدسي في بيان إن وزير الخارجية وليد المعلم أكد أن «سوريا ستستمر بتحمل مسؤولياتها لتأمين أمن وحماية هؤلاء المراقبين وعدم السماح لأي عمل يعيق ممارسة مهامهم واستنكاره ورفضه لأي عمل تعرضت له فرق البعثة أو يعرقل تأديتهم لمهامهم انطلاقا من قناعة سوريا بأن نجاح مهمة المراقبين العرب في سوريا يصب في مصلحة سوريا والجامعة العربية».

وقال مقدسي في البيان إن وزير الخارجية وليد المعلم التقى مع رئيس فريق مراقبي الجامعة العربية الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي واستمع منه إلى عرض عن الأعمال والمهام التي نفذها مراقبو الجامعة على الأراضي السورية والنتائج التي خلصوا إليها. وأضاف مقدسي أن المعلم «جدد التزام سوريا بالبروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة واستعدادها لمواصلة التعاون التام مع بعثة المراقبين العرب بما يكفل لها أداء مهامها على الشكل الأمثل»، وشدد السيد الوزير على «أهمية ممارسة المراقبين لمهامهم بروح من الموضوعية والحياد»، ولفت الوزير المعلم إلى «محاولات بعض الأوساط الإقليمية والدولية للتشكيك بأداء بعثة المراقبين في محاولة لإفشال دور الجامعة العربية ونقل الملف لمجلس الأمن بغطاء عربي».

وفي سياق متصل، أكد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أمس في أبوظبي أنه لا يرى «التزاما سوريا يسمح» للمراقبين العرب بأداء مهمتهم في هذا البلد.

وقال في مؤتمر صحافي إن «مهمة المراقبين تزداد صعوبة يوميا لأسباب مختلفة. لا نرى التزاما من الجانب السوري بشكل يسمح للمراقبين بأداء مهمتهم. وللأسف هناك اعتداءات عليهم واضح أنها من غير المعارضة. هذه مؤشرات غير إيجابية».

وميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 10 مدنيين قتلوا أمس وأصيب 40 بجروح في مدينة دير الزور، شرق سوريا. وأكد المرصد نقلا عن أحد نشطائه في دير الزور أن «معظم الشهداء من الشباب الذين كانوا يتظاهرون بشكل سلمي». وأكد الناشط أنه شاهد عشرة أشخاص يقتلون وأحصى أكثر من 40 جريحا، مؤكدا أنه «أسعف الكثير منهم ومستعد للإدلاء بشهادته أمام جهة حقوقية عربية أو دولية».