طالباني يبدأ مشاوراته بشأن المؤتمر الوطني.. وبارزاني يؤكد أنه لن يحضره إذا عقد في بغداد

مقربة من الرئيس العراقي لـ «الشرق الأوسط»: يفكر في لقاء تمهيدي لقادة الصف الأول

جلال طالباني
TT

فيما افتتح الرئيس العراقي جلال طالباني سلسلة لقاءاته السياسية فور وصوله إلى بغداد أمس قادما من مدينة السليمانية مع السفير الأميركي جيمس جيفري في رسالة واضحة إلى الأهمية التي توليها الإدارة الأميركية للجهود التي يبذلها طالباني من أجل عقد المؤتمر الوطني الذي يضم جميع الزعماء وقادة الكتل والأحزاب السياسية في العراق، أعلنت رئاسة إقليم كردستان أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني لن يحضر المؤتمر في حال عقد ببغداد.

وقال رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق فؤاد حسين «يجب أن يعقد المؤتمر الوطني في مكان يكون بمقدور الجميع المشاركة فيه، وإذا تعذرت مشاركة الجميع في هذا المؤتمر في بغداد فكردستان على استعداد لاستضافته». وفي معرض رده على سؤال حول مشاركة الرئيس بارزاني فيه إذا لم يعقد في كردستان، قال حسين «إذا عقد في بغداد فإن فخامة الرئيس لن يذهب إلى هناك». وبدا حسين متشائما من نتائج المؤتمر المرتقب ناقلا تكهنات راجت بأن المؤتمر سيفشل في تحقيق نتائج مرضية لجميع أطراف الأزمة وقال في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام المحلية «نحن على استعداد لدعم أي خطط أو تفاهمات تهدف إلى حل الأزمة العراقية، ورغم أن هناك تكهنات بفشل المؤتمر في تحقيق أهدافه، ولكننا لا نريد أن نستبق الأحداث وعلينا أن ننتظر ما سيتمخض عن المؤتمر من قرارات وتوصيات».

وفي السياق ذاته وطبقا لما كشفته القيادية في التحالف الكردستاني والمقربة من رئيس الجمهورية النائبة آلاء طالباني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فإن «الرئيس أعد برنامجا حافلا للقاءات التمهيدية مع كبار الزعماء السياسيين وقادة الكتل والأحزاب والذين سوف يلتقيهم أولا على انفراد استكمالا لسلسلة لقاءات أجراها في السليمانية مع عدد من هؤلاء القادة وفي مقدمتهم زعيم القائمة العراقية إياد علاوي والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي عادل عبد المهدي، فضلا عن اتصالات هاتفية مع كل من رئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم».

وأضافت آلاء طالباني أن «لدى الرئيس فكرة وهي أن يلتقي قادة الخط الأول في قمة مصغرة تسبق عقد المؤتمر الوطني وذلك من أجل بحث أسس الخلافات وجذورها عبر ما يمكن تسميته بتصفير الأزمات»، مشيرة إلى أن «هذه الفكرة لم تصل بعد إلى نهاياتها ولكنها مطروحة في إطار برنامجه الشامل للإعداد للمؤتمر الوطني». وحول الجدل حول مكان عقد المؤتمر لا سيما بعد تصريحات زعيم «العراقية» إياد علاوي بشأن عقد المؤتمر في السليمانية، قالت آلاء طالباني «بصرف النظر عن أي تصريح هنا أو هناك فإنه تم التوافق من قبل جميع الأطراف على أن يعقد المؤتمر في بغداد والرئيس وصل بغداد بالفعل وبدأ مشاوراته منها».

من جهته، دعا القيادي في ائتلاف دولة القانون وعضو البرلمان صادق اللبان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما صدر عن زعيم (العراقية) الدكتور إياد علاوي من تصريحات بشأن مكان انعقاد المؤتمر يدخل في باب التشكيك والعرقلة وهو أمر لا يصب في الصالح العام لا سيما أن جميع الأنظار تتجه الآن نحو هذا المؤتمر وتطالب القادة والسياسيين بأن يفعلوا شيئا». وأضاف اللبان أن «على الدكتور علاوي أن يترك مثل هذه الأمور للمتخصصين واللجنة التحضيرية التي سوف تبدأ أعمالها لأجل مناقشة برنامج المؤتمر وبالتالي فإن أي تصعيد من قبل أي طرف يعطي رسالة خاطئة بأن هناك نوايا مسبقة للإطاحة بالمؤتمر وهو ما لم نأمله». واعتبر أن «بغداد مؤهلة لاستقبال واحتضان كل القادة السياسيين وهو أمر تم الاتفاق عليه بالكامل ولا داعي لإعادة طرح قضايا لا تخدم أي طرف من الأطراف».

وحول ما صدر عن رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان من تصريح بشأن عدم حضور بارزاني المؤتمر في حال انعقاده في بغداد، قال اللبان إن «مسألة مكان عقد المؤتمر في بغداد أصبحت محسومة باتفاق جميع القادة ورؤساء الكتل ولا مجال لتغيير مكان انعقاده باتفاق الجميع أيضا». وأضاف أنه «سبق أن عقدت لقاءات في أربيل وقد احترمت تلك الاتفاقات واحترمت أربيل كمكان لعقد تلك الاتفاقات»، مشيرا إلى أنه «في حال عدم تمكن زعيم سياسي أو رئيس كتلة من الحضور إلى بغداد لهذا السبب أو ذاك فإن بإمكانه أن ينيب عنه لحضور المؤتمر ولا مشكلة في ذلك على الإطلاق».

أما القيادي في القائمة العراقية وعضو البرلمان حمزة الكرطاني فقد أكد في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» أن «ما عبر عنه زعيم (العراقية) إياد علاوي بشأن المؤتمر يصب في سياق المخاوف التي يعرفها الجميع ولكننا في النهاية مع الإجماع الوطني وبالتالي لا يهمنا مكان عقد المؤتمر بقدر ما يهمنا العمل على حل الأزمة السياسية الخانقة بدءا من جذورها وأن تكون النوايا في النهاية صادقة». وأوضح أن «الأهم هو تنفيذ اتفاقات الشراكة الوطنية ومن أبرزها اتفاقات أربيل بهدف الخروج من عنق الزجاجة لأننا جميعا نحتاج إلى أن نكون بمستوى ما يريده الناس منا لا سيما أنهم ملوا الوعود واستمرار الأزمات».

إلى ذلك نفى القيادي البارز في دولة القانون ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي الأنباء التي أشارت إلى عزمه الاستقالة من منصبه. وقال بيان صادر عن مكتب الخزاعي واطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن نية نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي تقديم استقالته عارية عن الصحة»، وأضاف «أنه ما زال يسعى لحل المشاكل العالقة بين الكتل السياسية»، معتبرا «تلك الأنباء أحد أساليب الإعلام المغرض والمريض»، حسب تعبيره. وأضاف البيان أن الخزاعي «استطاع الجمع بين المالكي والنجيفي على طاولة حوار كخطوة أولى نحو المؤتمر الوطني الذي دعا إليه طالباني».