تل أبيب تعين «رجل موساد» سفيرا لها لدى جنوب السودان

حاييم كورين رفضته تركمانستان مرتين لعلاقته بالمخابرات الإسرائيلية

TT

اختارت وزارة الخارجية الإسرائيلية حاييم كورين ليكون أول سفير لتل أبيب لدى دولة جنوب السودان. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الوزارة يغال بالمور قوله إن كورين الذي يتحدث العربية ويتقن عدة لهجات سودانية سيكون سفيرا غير مقيم لدى جنوب السودان وسيكون مقره في القدس المحتلة.

ويأتي تعيين كورين في هذا المنصب بعد أسابيع قليلة من الزيارة التي قام بها رئيس جنوب السودان سلفا كير في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى إسرائيل والتقى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس شيمعون بيريس.

وكانت إسرائيل قد أعلنت على لسان وزير خارجيتها أفيغدور ليبرمان في 28 يوليو (تموز) الماضي، أي بعد 19 يوما من إعلان استقلال جنوب السودان، اعترافها بالدولة الحديث وإقامة علاقات دبلوماسية معها.

يذكر أن جمهورية تركمانستان قد رفضت في يوليو الماضي وللمرة الثانية قبول اعتماد كورين سفيرا لإسرائيل لديها. وعللت تركمانستان قرارها هذا بعد عشرة أشهر من الصمت حياله، بالقول إن كورين ليس دبلوماسيا؛ بل «عميل للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد)».

ونقل عن وزير الخارجية التركمانستاني القول إنه لم يقبل أوراق اعتماد كورين الذي اختير في أغسطس (آب) 2010 لشغل هذا المنصب لأن سيرته الذاتية تؤكد أنه أمضى ثلاث سنوات مدرسا في كلية الأمن الوطني في غيلوت بما يثبت أنه كان عضوا في الموساد أكثر من كونه دبلوماسيا. ولم تثمر محاولات ليبرمان المتكررة في إقناع الحكومة التركمانستانية بأن تلك الكلية ليست مؤسسة استخباراتية. وأصرت على أنها تريد سفيرا يهتم بالعلاقات الثنائية، وليس جاسوسا.

وكانت هذه هي المرة الثانية التي ترفض فيها تركمانستان سفيرا إسرائيليا معينا لديها. فقد سبق عام 2009 أن رفضت قبول أوراق اعتماد روفين دانيال الذي سبق أن خدم أيضا في الموساد، وبعد هذا الرفض، عين ليبرمان دانيال سفيرا لدى أوكرانيا، وذكر ليبرمان في حينه أن تركمانستان رفضت دانيال لأنه طرد عام 1996 من موسكو التي كان يعمل فيها رئيسا لمكتب الموساد، بعد ضبطه متلبسا بتسلم صور سرية من مسؤولين روس التقطت بالأقمار الصناعية.

وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن وزارة الخارجية التركمانية كانت أبلغت الحكومة الإسرائيلية، أنها لن تقبل أوراق اعتماد المواطن الإسرائيلي حاييم كورين، الذي سمته الحكومة الإسرائيلية سفيرا لها لدى تركمانستان في أغسطس 2010، نظرا لوجود شكوك في جوهر العمل الدبلوماسي الذي يقوم به.

واعتبرت السلطات التركمانية كورين جاسوسا وليس دبلوماسيا بعد ملاحظة سيرته الذاتية التي تتضمن عمله ثلاثة أعوام في كلية الأمن القومي في غيلوت.

وتذكر الصحيفة، أن تل أبيب حاولت عبثا مرات عديدة التأثير على الحكومة التركمانية لاستقبال كورين، وأضافت أن مسؤولا تركمانيا رفيع المستوى قال لمسؤولين إسرائيليين: «نريد أن ترسلوا إلينا سفيرا يتعامل في العلاقات الثنائية، وليس جاسوسا لجمع معلومات عن إيران».