نجم الكرة كانتونا يدخل سباق المنافسة على «الإليزيه»

دعا رؤساء البلديات لمنحه 500 توقيع ضرورية للترشح والتصدي لمشكلة السكن

إريك كانتونا
TT

من الرياضة إلى السينما، مرورا بالإعلانات، ينوي لاعب كرة القدم الفرنسي السابق، إريك كانتونا، ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في الربيع المقبل. وعادت أخبار نجم نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى صدارة وسائل الإعلام من جديد بعد أن وجه رسالة إلى جميع رؤساء البلديات في فرنسا لكي يحصل على 500 توقيع منهم، حسب الشروط المطلوبة من المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية.

يدخل كانتونا الذي منحه المشجعون لقب «لاعب القرن العشرين» المنافسة الانتخابية من بوابة العمل الإنساني؛ فقد رفع شعار توفير السكن لذوي الدخل المحدود وأعلن أن التوقيعات التي يطلبها تسجل باسم مؤسسة «الأب بيير» الخيرية. ووصف اللاعب المعتزل نفسه، في ترويسة رسالته المفتوحة التي نشرتها صحيفة «ليبراسيون» الباريسية، أمس، على صفحتها الأولى، بأنه «مواطن ملتزم». وخاطب رؤساء البلديات قائلا إنه يحمل رسالة بسيطة وواضحة ويبحث عن 500 توقيع في بادرة تضامن مع الذين لا يجدون سكنا لائقا. ولفت اللاعب الاهتمام إلى مشكلة ملايين الفرنسيين الذين لا يتمكنون من العثور على سكن لائق، قائلا إنهم يشعرون بأن مرشحي الرئاسة يبتعدون عنهم. لكن معلق صحيفة «لوموند» وصف رسالة كانتونا، أمس، بأنها ليست سوى «خبطة إعلامية» لدفع مشكلة السكن إلى أولويات الحملة الانتخابية.

حتى الصحيفة نفسها التي نشرت رسالة النجم البالغ من العمر 45 عاما، كتبت تطمئن المسؤولين في الأحزاب الفرنسية الكبرى بأن كانتونا لن يقوم بحملة يتنقل فيها من مدينة إلى مدينة ومن تجمع إلى تجمع. وأضافت في مقال لها أن رسالته هي «ترشيح حقيقي وكاذب» في آن، بهدف إيقاظ المعركة الانتخابية وتوجيهها نحو دعم المؤسسات الإنسانية التي تعمل لتوفير المأوى للفقراء، مثل «إيمايوس» التي أسسها الكاهن الراحل الأب بيير وجمعية «النجدة الكاثوليكية». وحسب «إيمايوس» فإن 100 ألف توقيع قد جمعت من الفرنسيين لحث المرشحين على وضع مشكلة السكن في صدارة برامجهم الانتخابية. وكان لا بد من نجم بحجم «كانتونا» لإعطاء دفعة قوية لهذا الهدف.

في الرسالة، قال كانتونا إنه قبل أن يكون رياضيا من مستوى عال، أو ممثلا ذا نشاط فني، فإنه «مواطن متيقظ لعصره» وللفرص المحدودة جدا الممنوحة للشباب ولغياب العدالة الذي يتمخض عنه انتشار العنف؛ لهذا فهو يأخذ الكلمة انطلاقا من شعور حاد بالمسؤولية «في الوقت الذي تواجه فيه فرنسا خيارا صعبا يتعلق بمستقبلها».

غير أن ناتالي كوزيوكو موريزيه، وزيرة النقل والتنمية المستدامة والإسكان، لم تأخذ رسالة كانتونا كمجرد «تمريرة» دعائية وصرحت بأن اللاعب السابق والممثل الحالي، على الرغم من الطابع الخاص لترشيح نفسه للرئاسة، محق في رفع قضية السكن في فرنسا إلى اهتمامات الحملة الرئاسية. وأضافت الوزيرة، أمس، أن النقص في المساكن الشعبية مشكلة حقيقية على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة لحلها. أما فرانسوا باروان، وزير الاقتصاد، فقد علق في تصريح تلفزيوني على الرسالة بالقول: «أفضل اللاعب كانتونا الذي يبادر لدعم مشكلة السكن على ذاك الذي طرح مبادرة سابقة عام 2010». وهي ليست المرة الأولى التي يثير فيها نجم الكرة السابق زوبعة إعلامية وسياسية. فهو كان قد دعا الفرنسيين، قبل سنة، إلى سحب مدخراتهم من المصارف وتركها تنهار. لكن الزوبعة هدأت سريعا، لا سيما بعد أن عيره أصحاب البنوك بأنه يظهر في إعلانات للدعاية للسيارات ولماكينات الحلاقة وأن زوجته، الممثلة جزائرية الأصل رشيدة براكني، سبق أن ظهرت في إعلان للترويج لقرض مصرفي.

يومها، أخذت رشيدة المبادرة وعبرت، في رسالة مفتوحة موجهة إلى وزيرة التضامن في فرنسا روزلين باشلو ونشرتها صحيفة «ليبراسيون»، أيضا، عن صدمتها من تصريحات الوزيرة بشأن ظهورها في إعلان دعائي لمصرف فرنسي، بعكس ما دعا إليه زوجها، إريك كانتونا، من مقاطعة للنظام المصرفي. وحملت رسالة الممثلة جزائرية الأصل عنوان «أنا امرأة حرة». وخاطبت رشيدة الوزيرة قائلة: «هل المرأة في مجتمعنا كائن تابع إلى الحد الذي نحملها فيه كل أفكار زوجها؟».

يتمتع كانتونا بقامة مديدة عريضة وبشخصية تفرض نفسها. وعلى الرغم من مضي أكثر من عقد على اعتزاله اللعب، ما زالت أخباره وصوره تشغل الصحف، خصوصا بعد اقترانه بالممثلة العربية التي تماثله في قوة الشخصية، وانتقاله إلى التمثيل. وأدى نجم الكرة دور البطولة في فيلم «البحث عن إريك» للمخرج كين لوتش. وهو يقوم حاليا بجولة لتقديم مسرحية «أوبو المربوط» التي يخرجها البريطاني دان جيميت عن نص لألفريد جاري. لكن الكرة ما زالت ولع كانتونا الحقيقي وهو لا يتردد في التعبير عن أمله بأن يكون مدربا لناديه السابق مانشستر يونايتد ذات يوم.