إسرائيل تدعو إلى الاستعداد لاستقبال لاجئين علويين سوريين في هضبة الجولان

رئيس الأركان قال إن الأسد لن يستطيع الاحتفاظ بالسلطة.. وسقوطه سيقوض الطائفة

TT

قال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز أمس إنه يتوجب على إسرائيل «الاستعداد» لاستقبال لاجئين علويين سوريين في هضبة الجولان في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقل متحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي قول غانتز للجنة «سقوط الأسد سيقوض الطائفة العلوية، ويجب أن نكون مستعدين لاستقبال لاجئين في الجولان». وجاءت تعليقات غانتز، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أمس، بعد دقائق من انتهاء خطاب الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي أعلن فيه أن نظامه سينتصر. فقال إن «إسرائيل تستعد لاستيعاب لاجئين سوريين في الجولان السوري المحتل مع سقوط النظام السوري». وهذه هي المرة الأولى التي يثير فيها مسؤول إسرائيلي كبير احتمال أن تهرب الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد من انتقام الطوائف الأخرى في حال سقوط النظام السوري الحالي. وأضاف غانتز «لا يستطيع الأسد مواصلة الاحتفاظ بالسلطة وسيسبب سقوطه تصدعات في المحور المتشدد» الذي يضم إيران وحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني. وتابع «من المحتمل على المدى القصير أن تؤدي الأحداث في سوريا إلى دفع السوريين إلى القيام بأعمال ضدنا».

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال في خطاب أمام اللجنة نفسها الأسبوع الماضي إنه «بقي لعائلة الأسد عدة أسابيع فقط في السلطة في سوريا». وأضاف باراك «لا يوجد إمكانية في الوضع الحالي لتقييم ما سيحدث في أول يوم بعد سقوط بشار» الأسد.

كما حذر باراك من أن سقوط عائلة الأسد سيكون له أثر على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وقال في بيان وزعه مكتبه «في الشمال من المحتمل أن يكون هناك آثار من سوريا على هضبة الجولان وعلى منطقة أوسع نتيجة الفلتان».

ورأى باراك أيضا أن سقوط نظام الأسد سيشكل «ضربة قاسية للمحور المتشدد»، مشددا على التأثير المتوقع لسقوط النظام السوري على طهران.

وأعرب غانتز أيضا عن خوفه من «انتقال الأسلحة من سوريا إلى لبنان (بسبب عدم الاستقرار) خاصة الصواريخ المضادة للطائرات»، مضيفا «يجب علينا مراقبة التطورات في هذا الموضوع بدقة».

وتابع «لست متأكدا من أن الهدوء سيستمر في هضبة الجولان». وأشار مسؤولون عسكريون إسرائيليون مؤخرا إلى احتمال أن تقوم جماعات إسلامية متطرفة من الاستفادة من الفوضى التي قد يحدثها سقوط الأسد للانخراط في «استفزازات» ضد إسرائيل في الجولان. واحتلت إسرائيل الهضبة في يونيو (حزيران) 1967 وضمتها في 1981. ويعيش نحو عشرين ألف مستوطن إسرائيلي على هذه الهضبة الاستراتيجية التي تطالب دمشق بإعادتها كاملة شرطا للسلام مع إسرائيل.

وبالعودة إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، فقد أشار أمس إلى تطورات العالم العربي، فقال: «إن الأخطار من هذه التطورات تبدو أكبر من الفرص والآمال الكامنة فيها». واعتبر الحدود مع مصر خطرة على أمن إسرائيل، لأنه «في ظل النظام الجديد يوجد خطر تراكم خلايا الإرهاب». كما تحدث عن إيران، فقال إنها تقف في مواجهة ضغوط دولية متصاعدة، وإن هذه الضغوط تؤثر بالتأكيد على القيادة الإيرانية. وأضاف أنه في المقابل لا يوجد ما يشير إلى أن هذه الضغوط تدفع إيران باتجاه اتخاذ قرار بالتنازل عما سماه «البرنامج النووي العسكري». وقال غانتز إن العام الحالي، 2012، سيكون مصيريا في الربط بين استمرار البرامج النووية الإيرانية والتغييرات الداخلية في إيران، واستمرار الضغوط المتصاعدة من جانب المجتمع الدولي وما يحصل في إيران من أمور غير طبيعية، وذلك في إشارة إلى سلسلة تفجيرات غامضة وقعت في إيران.

كما ادعى غانتز أن تركيا أيضا قلقة من البرنامج النووي الإيراني. وقال أيضا إن عام 2012 سيكون عاما انتقاليا بكل ما يتصل بالتغييرات الإقليمية، وإن جزءا من النظام الإقليمي سيستقر، في حين يقف جزء آخر أمام تغيير. أما بشأن الهجوم الإلكتروني على إسرائيل، الذي تم في إطاره الكشف عن مئات آلاف بطاقات الاعتماد لمواطنين إسرائيليين بأيدي قراصنة حاسوب، فقال إنه يوجد لدى الجيش الإسرائيلي الفرص للتفوق والانتصار من الناحية النوعية والتكنولوجية، وإن الجيش يستثمر في هذا المجال ويصنف في مواقع متقدمة على مستوى دول العالم.

وقد ربط المراقبون بين هذه التصريحات والخلافات المحتدمة في الحكومة الإسرائيلية، حول موقف وزارة المالية المطالبة بتقليص ميزانية الجيش. فقد قال غانتز إنه في ظل التحليل الاستراتيجي وفي ظل الميزانية التي تمت المصادقة عليها من قبل الحكومة، فإنه سيصر على عدم المس بتدريبات وإعدادات الجيش لخوض أي مواجهة محتملة، معتبرا أن ذلك بمثابة خط أحمر.