مراقب يغادر سوريا ويتهم السلطات بارتكاب جرائم حرب

قال إن القناصة موجودون في كل مكان ويطلقون النار على المدنيين

وصول المراقبين العرب لمدينة عامودا الحسكة أمس وسط احتجاجات (أوغاريت)
TT

غادر مراقب من جامعة الدول العربية سوريا، قائلا إنه كان شاهدا على مشاهد مروعة لم يتمكن من منعها، واتهم السلطات بارتكاب جرائم حرب وبأنها حولت بعثة المراقبة في سوريا إلى «مسرحية هزلية».

وقال أنور مالك في تصريحات لقناة «الجزيرة» «شاهدت الباطل.. شاهدت الكذب.. شاهدت الجثث.. ما لا يمكن أن أصمت عليه ولذلك رأيت أن أتكلم».

وأضاف «أنا كنت في حمص.. لم يتم سحب آلية عسكرية إلا الآليات المحاصرة من الجيش (السوري الحر) في إشارة إلى المجموعة التي كونها عسكريون منشقون عن الجيش السوري». ومضى يقول إن القناصة موجودون في كل مكان ويطلقون النار على المدنيين.

وقال مالك، الجزائري الجنسية، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» في قطر إنه كان يخدم النظام بمنحه فرصة أكبر لمواصلة القتل وإنه لم يتمكن من منع ذلك.

وبدأت بعثة المراقبة العربية، التي تتألف حاليا من نحو 165 فردا، عملها يوم 26 ديسمبر (كانون الأول). ومهمتها هي التحقق مما إذا كانت سوريا تلتزم باتفاق لوقف قمع المحتجين (الذين يطالبون برحيل الرئيس بشار الأسد) المستمر منذ عشرة أشهر والذي تقول الأمم المتحدة إنه أسفر عن سقوط خمسة آلاف قتيل.

واستقالة مالك هي أحدث ضربة للبعثة، التي وجهت إليها انتقادات بالفعل بعدم الفاعلية، والتي تعرض أعضاؤها لهجمات هذا الأسبوع سواء من أنصار الأسد أو المحتجين.

وتابع مالك «الواقع مأساوي في حمص.. وهناك مأساة إنسانية». وأضاف «أنا زرت مقر الأمن السياسي. وجدت أناسا في حالة يرثى لها ويتعرضون للتعذيب والتجويع، يأكلون وجبة خفيفة في اليوم الواحد... والأشخاص الذين في حالة سيئة من التعذيب يتم تهريبهم لمناطق أخرى لا يسمح للمراقبين بأن يطلعوا عليها وتم زج عسكريين وضباط مخابرات على أنهم مساجين وهذا من خلال تجربتي لأني شممت أناسا عليهم رائحة عطور نساء فمن أين أتت هذه العطور».

وعندما سئل مالك عن سبب استقالته، أجاب بأن أهم شيء هو التحلي بالمشاعر الإنسانية وأنه أمضى أكثر من 15 يوما في حمص رأى فيها مشاهد مروعة وجثثا محترقة وأنه لا يمكن تجاهل إنسانيته في مثل هذا الظرف.

وانتقد مالك رئيس بعثة المراقبة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي من السودان الذي شككت جماعات لحقوق الإنسان في مدى ملاءمته لهذه المهمة نظرا لدوره السابق في الصراع في دارفور.

وقال مالك، الذي لفت الأنظار بتصريحات وضعها على موقع «فيس بوك»، إن رئيس البعثة أراد أن يسلك مسارا وسطيا حتى لا يغضب السلطات السورية أو أي جانب آخر. حسب «رويترز».

وقال مالك إن النظام لم يرتكب جريمة حرب واحدة، بل سلسلة جرائم ضد الشعب السوري. وتابع مالك «هذه مسرحية هزلية يقوم بها النظام.. قبل أن يتم الإفراج عن المعتقلين يتم اختطاف الناس من الشوارع بصفة عشوائية ويتركون في السجون لبضعة أيام حتى تسوء حالتهم». وقال «ثم يتم استدعاؤنا لنكمل المسرحية وبهذا يتم الإفراج عن المعتقلين، أما الأشخاص الحقيقيون الذين طالبنا بهم فلم يتم الإفراج عن أي شخص».