نائب وزيرة الخارجية الأميركية يلتقي طنطاوي وقيادات من حزب الإخوان

قيادي بالجماعة لـ«الشرق الأوسط»: الزيارة استكشافية وتعكس حرص واشنطن على تنمية علاقاتها مع القاهرة

TT

فيما يعد أعلى مستوى للقاءات الطرفين في الفترة الأخيرة، التقى مساعد وزير الخارجية الأميركية، ويليام بيرنز، قادة من حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، الذي حصد نصيب الأسد من مقاعد البرلمان المصري الذي انتهت جولته الثالثة والأخيرة أمس. بيرنز الذي التقى أيضا المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم) في مصر، لبحث العلاقات بين البلدين، حرص كذلك على زيارة حزب الأغلبية في البرلمان المقبل والذي سيعقد أولى اجتماعاته في الثالث والعشرين من الشهر الحالي.

وأشاد بيرنز خلال لقائه طنطاوي بسير العملية الانتخابية في مصر كما تطرق خلال لقائه إلى موضوع المداهمات الأخيرة التي شنتها قوات الأمن المصرية ضد عدد من منظمات المجتمع المدني المصرية والأجنبية على خلفية قضية التمويل الأجنبي غير القانوني لبعض المنظمات الأهلية العاملة في مصر والتي سبق واتهمتها السلطات المصرية بالتحريض ضدها.

ولم تكن زيارة بيرنز لطنطاوي مفاجئة بقدر ما كان لقاؤه مع قيادات من حزب الحرية والعدالة وهو اللقاء الذي أحيط بقدر كبير من السرية، ورفضت مسؤولة بالسفارة الأميركية بالقاهرة الإفصاح عما جرى داخل اللقاء أو أهم الموضوعات التي تناولها لقاء بيرنز مع مسؤولي الحزب، وأكدت أن السفارة ستصدر بيانا حول الزيارة برمتها.

من جانبه، أكد الدكتور صبحي صالح، القيادي الإخواني البارز، لـ«الشرق الأوسط»، أن زيارة بيرنز لمقر الحزب طبيعية للغاية لأن حزب الحرية والعدالة هو الآن حزب الأغلبية في مصر، ومن الطبيعي لأي دولة تهتم بعلاقاتها مع مصر أن تنمي علاقاتها بحزب الأغلبية.

وقال صالح: «الزيارة هي زيارة استكشافية وتعكس حرص واشنطن على تنمية علاقاتها بمصر التي اختار شعبها أغلبية نواب البرلمان من الإخوان كممثلين له»، مضيفا «لا توجد دولة في العالم لا تعرف اختيارات وتوجهات الشعب المصري التي أعلن عنها في الانتخابات الأخيرة»، مؤكدا أن الزيارة لا تأتي للضغط على الإخوان خاصة بعد تخوفات الإدارة الأميركية من نمط متشدد في حال حصد الإخوان أغلبية المقاعد في البرلمان المصري خاصة في مجال العلاقات الخارجية والعلاقات المصرية الإسرائيلية على وجه الخصوص.

وقال صالح: «نحن نفهم أدوات السياسة الخارجية جيدا ونفرق بين المرونة والتفريط وإذا كانت المرونة ضرورية وتعني الحصول على مكاسب للشعب المصري دون تفريط في حقوق أو كرامة أي مصري فنحن أول من سينادي بها ولكنها إذا كانت تعني التفريط في حقوق هذا الشعب أو كرامته فإننا لن نقبل أن نفرط في حق أي مواطن مصري أبدا».

وحولت نتائج الانتخابات المصرية الأخيرة جماعة الإخوان المسلمين من كونها الجماعة المحظورة إبان فترة حكم مبارك إلى أحد أهم القوى السياسية الأبرز داخل المشهد السياسي المصري. ورغم قلق الولايات المتحدة من مواقف الإخوان تجاه المرأة والأقباط وإسرائيل، فإنها بدأت حوارا مع الجماعة، على فترات متباعدة منذ سقوط نظام مبارك في فبراير (شباط) الماضي.

ويعتبر لقاء قيادات حزب الإخوان ببيرنز هو اللقاء الأول على هذا المستوى بين الإدارة الأميركية والحزب.