قطع الطرق.. فزاعة جديدة تواجه الحكومة المصرية

بعضهم طالب بالتعيين وآخرون اعتصموا من أجل أسطوانة غاز

TT

البعض يسب الثورة، وآخرون يلومون الحكومة، والكل ينتظر الفرج، 5 ساعات من الانتظار لم تكن كافية لكي تعود عجلات القطار للدوران بعد أن وقف محتجون أمام قضبانه مطالبين الحكومة المصرية بحل مشكلات يعانون منها، ووقف طه توفيق محيطا بأولاده صارخا بنظرات خائفة: «إذا كانوا يريدون مطالب فلهم الحق بأن يطالبوا بها ولكن ما علاقتنا نحن بمطالبهم وليس في أيدينا أن نحلها لهم لم لا يعتصمون أمام مبنى المحافظة بدلا من تعطيل حركة المرور؟»، كلمات الحاج طه (56 عاما) ربما جاءت لتنفيس غضبه بعد أن توقف القطار المتوجه من صعيد مصر إلى القاهرة لأكثر من 5 ساعات متواصلة بسبب اعتصام الأهالي بمركز «أبو تيج» بسبب أزمة أسطوانات الغاز الحادة التي يعاني منها أهالي عدد من قرى المركز والذين لم يجدوا أمامهم إلا قطع الطريق لإجبار الحكومة على التدخل لحل مشكلتهم.

ولكن طه، الذي اصطحب أسرته للذهاب إلى أحد الأطباء بالقاهرة لتشخيص حالة زوجته المريضة، اضطره الاعتصام إلى الوقوف مكتوف الأيدي أمام زوجته المريضة مترقبا ربما اقتحام القطار من قبل عدد من البلطجية مستغلين حالة الانفلات الأمني هذه، ما دفعه إلى سب الثورة وقال بغضب: «هذا ما أتت لنا به الثورة ولا نستطيع قضاء مصالحنا بسبب غياب الأمن».. قول طه الذي وافق عليه الكثير من الركاب الذين سئموا هذا الانتظار الطويل عارضه كثير من الشباب المتواجد داخل إحدى عربات القطار وصاح أحمد سيد (27 عاما): «ليس الأمر بسبب الثورة التي أطاحت بالفساد والظلم ولكنه بسبب فشل حكومة الجنزوري في إدارة شؤون البلاد»، وظلت حالة الجدل المحتدم هذه داخل القطار، ولم يقطعها إلا صوت يسري حسين، الذي انتقد الأمر برمته مطالبا الجميع بالالتزام بقواعد الدين وأن الإسلام أعطى للطريق حقه وجرم مثل هذه الأفعال مهما كانت الأسباب، ولكن مسؤولي القطار وسائقه بمجرد توقف القطار غابوا عن الأنظار وخرجوا باحثين عن أقرب محطة للسكك الحديدية للبلاغ وإخلاء أنفسهم من مسؤولية القطار الذي قد تتعرض محتوياته للسرقة. لم يقتصر الأمر على حالة فردية تحدث هنا أو هناك، بل تحول لظاهرة كبرى تعاني منها مصر منذ فترة غير قصيرة، وأصبح قطع الطريق وسيلة للتعبير والاحتجاج، ولم يقتصر الأمر كذلك على مشكلة أو منطقة بعينها ولكنها امتدت لتشمل الكثير من المناطق في مختلف المحافظات، ففي محافظة قنا، التي شهدت أول اعتصام بعد الثورة بسبب رفض المواطنين تعيين محافظ غير مسلم ليتولى شؤون المحافظة، اعتصم العشرات من الأهالي منذ يومين قاطعين خطوط السكك الحديدية والطرق السريعة بسبب هزيمة أحد المرشحين في الجولة الثالثة من الانتخابات البرلمانية، وبالأمس اعتصم العشرات من أهالي الإسكندرية، للمطالبة بزيادة الرواتب والأجور، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور.