باكستان: مقتل 4 في أول هجوم بطائرة أميركية من دون طيار

هجمات على وزيرستان مأوى عناصر طالبان و«القاعدة»

TT

ذكر مسؤولو أمن أن أربعة أشخاص قتلوا أمس في هجوم بطائرة أميركية من دون طيار في شمال غربي باكستان مما ينهي توقفا استمر ستة أسابيع بهدف تخفيف التوترات بين البلدين.

وأطلقت الطائرة صاروخين على مجمع في بلدة جورا بمنطقة كبريستان بشمال وزيرستان وهي واحدة من المناطق القبلية السبع على طول الحدود مع أفغانستان حيث تتخذ عناصر طالبان و«القاعدة» مأوى لها.

وقال مسؤول استخباراتي طلب عدم الكشف عن هويته إنه «هجوم وقع في وقت مبكر صباح أمس وقتل أربعة أشخاص. واشتعلت النار في المجمع في أعقاب الهجوم الصاروخي».

وتابع المسؤول أن المجمع كان مخبئا لمقاتلين من جماعة حافظ جول بهادور وهو قيادي من طالبان أبرم اتفاق سلام مع الحكومة الباكستانية. وهذا أول هجوم منذ أن استهدفت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) موقعين حدوديين مما أسفر عن مقتل 24 جنديا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأدى الحادث إلى تقويض العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة بشكل أكبر.

وردا على ذلك، أوقفت باكستان نقل الإمدادات عبر أراضيها لقوات الناتو في أفغانستان وأجبرت الولايات المتحدة على إخلاء قاعدة شامسي الجوية في جنوب غربي باكستان التي تشن منها الولايات المتحدة هجماتها بطائرات من دون طيار.

وأوقفت الولايات المتحدة هجماتها بطائرات من دون طيار التي أثارت غضبا كبيرا في باكستان بعد الهجوم على الموقعين الحدوديين في 26 نوفمبر الماضي.

واستخدمت الطائرات من دون طيار بشكل متزايد في السنوات القليلة الماضية في المعركة مع المسلحين في المناطق القبلية المضطربة في باكستان في الغرب والشمال الغربي، الذين يشعلون العنف بامتداد الحدود مع أفغانستان.

وقال مسؤولو أمن ومخابرات باكستانيون إن الصواريخ ضربت منزلا على مشارف بلدة ميران شاه في وزيرستان الشمالية مما أسفر عن مقتل أربعة متشددين على الأقل.

وكثيرا ما يشكك المتشددون في الروايات الرسمية لمثل هذه الهجمات وأعداد القتلى.

وهذا أول هجوم من نوعه منذ 17 نوفمبر من العام الماضي. وقد يؤجج من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في باكستان التي زادت بالفعل بعد غارة جوية لحلف شمال الأطلسي عبر الحدود في 26 نوفمبر أدت إلى مقتل 24 جنديا باكستانيا.

وتسببت هذه الواقعة في فتور شديد في العلاقات المتوترة أصلا بين الولايات المتحدة وباكستان مما دفع باكستان إلى قطع طريق إمداد عن قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

وأكد مصدر في واشنطن أن طائرة أميركية من دون طيار أطلقت النار على هدف للمتشددين في باكستان. وقال المصدر إنه لا يعتقد أن أحدا من المتشددين المعروفين كان مستهدفا أو أصيب في الهجوم.

وقامت الطائرات من دون طيار المسلحة بصواريخ بدور رئيسي في عمليات مكافحة الإرهاب لواشنطن في الوقت الذي تعمل فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على إنهاء الحرب في أفغانستان ومع توسع تركيز واشنطن على مراكز للمتشددين في دول مثل باكستان. وأخلت الولايات المتحدة قاعدة جوية نائية كانت تستخدم في شن هجمات سرية بطائرات من دون طيار على المتشددين في إقليم بلوخستان في جنوب غربي باكستان في الشهر الماضي. وطلبت باكستان من القوات الأميركية مغادرة القاعدة بعد الغارة الجوية التي حدثت في نوفمبر الماضي.

وتقول إدارة أوباما إن الغارات الجوية بالطائرات من دون طيار ساعدت على إضعاف القيادة المركزية لـ«القاعدة» وجعلت الجماعات المتشددة الأخرى المرتبطة بها في حالة دفاع عن النفس.

وينشط كثير من تلك الجماعات في المناطق القبلية بباكستان.

ونفى مسؤولون أميركيون أن يكون التراجع في الهجمات بالطائرات من دون طيار جزءا من حظر متعمد على تلك الهجمات بسبب التصعيد السياسي والدبلوماسي بعد الغارة الجوية التي حدثت في نوفمبر الماضي.

ويصر مسؤولون على أن الضربات الجوية بالطائرات من دون طيار تعتمد على مدى توفر المعلومات اللازمة عن المواقع المستهدفة، ولمحوا إلى أن مثل هذه المعلومات أصبحت شحيحة في الآونة الأخيرة.

وأيا كان السبب، فإن أحدث ضربات جوية تظهر، في ما يبدو، أنه إذا ما كان هناك حظر على مثل تلك الهجمات فقد تم رفعه.