طالباني والنجيفي يتعهدان بإقناع بارزاني بحضور المؤتمر الوطني في بغداد

مسؤول : خلافات رئيس إقليم كردستان مع المالكي وراء قراره

TT

يواصل الرئيس العراقي جلال طالباني مهامه الصعبة في التحضير للمؤتمر الوطني العراقي المزمع عقده قريبا وذلك في سياق برنامج مكثف بدأه أول من أمس لدى وصوله العاصمة بغداد قادما من السليمانية. النصائح التي أسداها الأطباء للرئيس طالباني بضرورة الخلود إلى الراحة أو القيام بإجراء عملية جراحية لمفصل الركبة لم تحل دون قيامه باستقبال وتوديع العديد من كبار قادة البلاد وزعماء أحزابها وكتلها وعبر اجتماعات متواصلة ليلا ونهارا بهدف بلورة موقف نهائي بشأن التحضيرات الخاصة بعقد هذا المؤتمر.

وفي هذا السياق فقد تقرر عقد اجتماع للرئاسات الثلاث مع ممثلي قادة الكتل يوم الأحد المقبل. وقال مقرر البرلمان والقيادي في القائمة العراقية محمد الخالدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الاجتماع الذي تقرر أن يعقد الأحد المقبل سوف يضم الرئاسات الثلاث (الجمهورية والبرلمان والحكومة) فضلا عن اثنين يمثلان كل كتلة وذلك بهدف وضع الآليات المناسبة لعقد المؤتمر الوطني التي تتمثل في تحديد برنامج عمل للمؤتمر وجدول أعمال واضح ومن ثم تشكيل لجنة متابعة وتقييم لما سوف يصدر من مقررات عن المؤتمر».

وبشأن الموقف الذي عبر عنه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بعدم المشاركة في المؤتمر وعلى الرغم من الإيضاح الصادر عن رئاسة الإقليم بأن عدم المشاركة لا يعني المقاطعة، قال الخالدي إن «كلا من رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس البرلمان أسامة النجيفي تكفلا بإقناع السيد مسعود بارزاني بحضور المؤتمر»، كاشفا أن «النجيفي سيتوجه فعلا إلى أربيل لإقناع بارزاني بحضور المؤتمر في بغداد، لا سيما أن هناك توافقا على هذا الأمر بالإضافة إلى أن حضور بارزاني عامل مهم لإنجاح المؤتمر حيث إن العديد من القضايا مرتبط أساسا باتفاقات أربيل التي كان بارزاني هو من رعاها».

إلى ذلك، كشف مصدر مسؤول - طالبا عدم الكشف عن اسمه - في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «السبب الذي يجعل من بارزاني يتخذ مثل هذا الموقف هو خلافاته التي باتت شديدة مع رئيس الوزراء نوري المالكي». وردا على سؤال حول ما إذا كانت هذه الخلافات تتصل بالاتفاقات التي عقدت في أربيل أو تعود إلى الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم أكد المصدر المسؤول أن «السبب الرئيس في خلافات الرجلين هو قانون النفط والغاز حيث أن الكرد يعولون كثيرا على هذا القانون بينما لم تتحمس له دولة القانون فضلا عن اعتراضات الحكومة الاتحادية على العقود النفطية التي وقعتها حكومة إقليم كردستان مع العديد من الشركات العالمية ومن بينها شركة أكسون موبيل مؤخرا الأمر الذي فجر خلافا كبيرا بين الطرفين».

وفي سياق الاتصالات التي يجريها الرئيس طالباني فإنه اجتمع مساء أول من أمس في مكتبه مع المالكي والنجيفي. وقال بيان صادر عن مكتب طالباني إنه تم خلال اللقاء «بحث الجهد المشترك من أجل العمل على حل المشاكل العالقة وإنجاح اللقاء المرتقب للقيادات السياسية التي اتفقت لحل كل المشاكل العالقة». وأضاف البيان «من أجل إنجاح هذه المهمة الوطنية ارتأينا أن ندعو إلى لقاء أوسع لممثلي الأطراف الثلاثة في أقرب فرصة في الأسبوع المقبل لعدد أكبر ليحضروا مع الرؤساء الثلاثة لبحث مستلزمات إنجاح هذا اللقاء الوطني المنشود». وكان طالباني بحث أمس مع القيادي في «العراقية» رافع العيساوي التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني للكتل السياسية. وقال بيان لمكتب رئيس الجمهورية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «الجانبين تبادلا وجهات النظر حول التحضيرات لعقد المؤتمر الوطني للكتل السياسية من أجل رأب الصدع فيما بينها وحل الخلافات والمشاكل العالقة».

من جانبه دق القيادي في القائمة العراقية ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك المسمار الأخير في نعش علاقته مع المالكي. إذ اعتبر المطلك في بيان له أنه «غير نادم على انتقاده نوري المالكي، ونعته بالديكتاتور». وقال المطلك إن «المالكي ديكتاتور وحكمه وبقاؤه في السلطة لمدة طويلة يهدد بتقسيم العراق، وأن رؤساء الكتل والكيانات داخل التحالف الوطني يجب عليهم أن يمسكوا بيد المالكي الظالم ويقولوا له كفى ويجب أن يجدوا شخصا يناسب المرحلة المقبلة لأن وجوده في السلطة خطر ويهدد بتقسيم العراق». وأشار إلى أن «المالكي، يبطش بالمواطنين وهو بلا حكمة أو مشروع وطني»، مشيرا إلى أن «هناك ديكتاتوريات لديها مشروع».