اغتيال مسؤول نووي إيراني في طهران والسلطات تتهم أميركا وإسرائيل

لاريجاني في أنقرة لبحث الملف النووي وروسيا تعارض فرض عقوبات نفطية والهند تخفض واردات النفط الإيراني

رجال امن ايرانيون يرفعون سيارة العالم النووي بعد تفجيرها وسط طهران أمس (أ.ب)
TT

في حادثة هي الرابعة من نوعها خلال عامين.. قتل عالم إيراني مسؤول في موقع ناتنز النووي بوسط إيران أمس، في تفجير سيارة قرب جامعة بطهران، في اعتداء اتهمت السلطات الإيرانية الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراءه، لكن الجانبين الأميركي والإسرائيلي نفيا أي مسؤولية عن الحادث في وقت وصفته وكالة الطاقة الدولية بأنه «حادث مشين». وأبرز انفجار أمس المخاوف المتعلقة بإمدادات النفط الإيراني، وارتفع سعر برنت 22 سنتا إلى 113.50 دولار للبرميل إثر الحادث مباشرة ويأتي هذا الهجوم وسط أزمة حادة بين الدول الكبرى وإيران بخصوص برنامجها النووي المثير للجدل. وكان ثلاثة من هؤلاء العلماء يعملون في مواقع نووية. وقتل العالم مصطفى أحمدي روشان إثر انفجار قنبلة لاصقة وضعت على السيارة التي كان بداخلها فيما كانت تسير قرب جامعة العلامة الطبطبائي شرق طهران.

وقال نائب حاكم طهران سفر علي براتلو بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية «هذا الصباح (أمس) قام رجل على دراجة نارية بلصق قنبلة بسيارة بيجو 405 ما لبثت أن انفجرت».

وقتل أحمدي روشان الذي يبلغ 32 عاما من العمر وسائق السيارة بينما أصيب حارسه الشخصي بجروح نقل على أثرها إلى أحد المستشفيات بحسب هذا المسؤول. واتهم نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الاعتداء الذي استهدف العالم النووي مؤكدا أن هذا النوع من الهجمات لن يوقف «التقدم» في هذا المجال. وقال رحيمي «اليوم استهدف الذين يزعمون محاربة الإرهاب علماءنا لكن عليهم أن يعلموا أن هؤلاء مصممون أكثر من أي وقت مضى.. على الذهاب قدما على طريق التقدم العلمي».

وقالت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في بيان إن «الشهيد كان من الذين يخدمون الصناعة الذرية». وأضافت أن «الطريق الذي اختاره الشعب الإيراني لا رجعة عنه والأعمال الباطلة التي تقوم بها الولايات المتحدة وإسرائيل لن تؤثر على الطريق المختار». وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن «المهندس مصطفى أحمدي روشان الذي حصل قبل تسع سنوات على شهادة في الكيمياء من جامعة شريف كان نائب مدير تجاري في موقع ناتنز». ونقلت وكالة «فارس» عن أحد زملائه أن أحمدي روشان كان يعمل على مشروع أغشية مكثفة تستخدم لفصل الغاز.

واتهم نائب حاكم طهران على الفور إسرائيل بالوقوف وراء الاعتداء. وقال كما نقلت عنه قناة «العالم» التي تبث باللغة العربية: «إن الكيان الإسرائيلي يقف وراء الانفجار إنه شبيه بهجمات استهدفت أكثر من عالم نووي (إيراني)». وفي مجلس الشورى (البرلمان) هتف النواب بعد الإعلان عن الاعتداء «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا».

من جهته قال قائد الميليشيات الإسلامية (الباسيج) الجنرال محمد رضا نقدي إن «الشهيد أحمدي روشان كان عضوا في منظمة الباسيج الطلابية ثم في هيئة الباسيج لأساتذة جامعة شريف». وأضاف أنه «كان لديه دائما هدفان هما النضال ضد إسرائيل والشهادة». وبدأت وسائل إعلام ومسؤولون إيرانيون اتهام الوكالة الدولية للطاقة الذرية «بنقل» اسم أحمدي روشان إلى الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية المتهمتين باستهدافه.

وقالت وكالة «مهر» إن «مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقوه مؤخرا». وناتنز هو الموقع الرئيسي الإيراني لتخصيب اليورانيوم ويحتوي أكثر من ثمانية آلاف جهاز للطرد المركزي. وبدأت إيران هذا الأسبوع بتشغيل مصنع آخر لتخصيب اليورانيوم هو مصنع فوردو الواقع على بعد 150 كلم جنوب غربي طهران لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة.

ودانت الدول الغربية هذا الإعلان فيما تخشى أن يخفي البرنامج النووي الإيراني المدني شقا عسكريا، الأمر الذي تنفيه طهران. وتسعى هذه الدول إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران لإرغامها على وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وتنوي الدول الأوروبية خصوصا فرض عقوبات لوقف شراء النفط الإيراني بغية تشديد الضغوط على طهران.

وأكدت الدنمارك التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي أمس أن سلسلة جديدة من العقوبات الأوروبية الشديدة ستتخذ بحق إيران في 23 يناير (كانون الثاني) بسبب برنامجها النووي ولا تقتصر على استهداف القطاع النفطي فحسب بل تشمل البنك المركزي أيضا.

وعبرت الصين حليفة إيران أمس عن أملها في أن تتعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم في وقت يزور وزير الخزانة الأميركية تيموثي غايتنر بكين لمطالبتها بممارسة ضغوط على طهران.

وقال مصدران بصناعة النفط أمس إن الحكومة الهندية طلبت من شركات التكرير خفض واردات النفط الإيراني والبحث عن بدائل إذ قد لا تسعى نيودلهي للحصول على استثناء لحماية مشتري نفط طهران من عقوبات أميركية جديدة. والهند ثاني أكبر مشتر للخام الإيراني بعد الصين حيث تستورد منه ما بين 350 و400 ألف برميل يوميا بما قيمته 12 مليار دولار سنويا. وتأتي الخطوة الهندية بعد ما اتخذت الصين واليابان وكوريا الجنوبية خطوات مشابهة. لكن في موسكو قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريبكوف أمس إن روسيا تعارض فرض عقوبات نفطية أميركية على إيران وكذلك احتمال أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات مماثلة حتى إذا مضت طهران قدما في تخصيب اليورانيوم الذي يقول الغرب إنه يخدم أهدافا عسكرية.

من جهة ثانية يجري رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني اليوم مباحثات في أنقرة مع المسؤولين الأتراك تتناول بالخصوص البرنامج النووي الإيراني بحسب ما أفاد مصدر رسمي تركي. ومن المقرر أن يلتقي لاريجاني المفاوض السابق في الملف النووي الإيراني نظيره التركي جميل جيجيك ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بحسب ما أوضح المصدر ذاته. وقد يتم استقباله أيضا من قبل الرئيس عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.