معارض سوري: العرب وحدهم لا يملكون القدرة على وقف القتل

الحمصي: نظام الأسد يعيش على أكسجين السلاح

مأمون الحمصي
TT

أمام أحد فنادق القاهرة الفاخرة، حيث تعقد اللجنة العربية المعنية بالأزمة في سوريا اجتماعاتها، صرخ مناديا مطالبا بالحرية لشعبه، متظاهرا ضد قرارات الجامعة العربية التي رآها مخيبة لآماله وآمال الشعب السوري، ما دعاه في النهاية لاقتحام المؤتمر الصحافي لأمين الجامعة العربية نبيل العربي عقب اجتماع الوزراء العرب بشأن سوريا قبل عدة أيام. إنه المعارض السوري مأمون الحمصي الذي وقف موجها رسالة إلى الجميع، محذرا من النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة ودعمها اللامحدود للنظام السوري للتغلب على أزمته السياسية الطاحنة بقوة السلاح. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أكد الحمصي أن التدخل الدولي في بلاده هو الدواء المر للداء الخبيث الذي تعاني منه سوريا، مشيرا إلى أن العرب وحدهم لا يملكون القدرة على وقف القتل في بلاده. وقال الحمصي: «جئت إلى القاهرة لكي أدافع عن قضيتي أمام مقر الجامعة العربية فقط، واعتصمت أمام الجامعة لتوصيل رسالتي عما يدور في وطني، ومنذ تعيين الدكتور نبيل العربي أمينا عاما لجامعة الدول العربية وأنا أسعى دوما من أجل أن نستنجد به لنصرة الشعب السوري الأعزل». وتابع الحمصي متحدثا عن واقعة اقتحامه للمؤتمر الصحافي للعربي قبل عدة أيام: «أكد لنا نبيل العربي في أكثر من لقاء أنه إذا لم يستمع الأسد لصوت العقل.. فالأمور ستذهب إلى التدويل»، وتابع قائلا «لكن التسويف والتباطؤ من قبل الجامعة العربية استمر شهرا وراء شهر، مما أفقدنا الأمل في هذه الجامعة». وكان عدم استجابة الجامعة العربية التي اجتمعت على مستوى وزراء الخارجية قبل عدة أيام لمناقشة الأزمة السورية، لطلب المعارضة السورية بالقاهرة بسحب المراقبين العرب من سوريا، أحد أسباب غضب الحمصي، واقتحامه المؤتمر الصحافي عقب الاجتماع وتهجمه على أمين عام جامعة الدول العربية.

وقال الحمصي: «نحن قدمنا مطالبنا إلى الجامعة العربية وفي مقدمتها سحب لجنة المراقبين، ولكن الاجتماع الوزاري قرر بقاء المراقبين مع كل هذه الدماء المراقة، ثم منعنا الأمن من دخول المؤتمر الصحافي عقب الاجتماع ثم وجدنا نبيل العربي يخرج قائلا: ستستمر لجنة المراقبين في عملها، وهنا لم أستطع أن أكظم غيظي، فاتهمت الجامعة بالتواطؤ مع نظام بشار الأسد واللوبي الإيراني الذي يدعمه». واعتبر الحمصي أن استمرار اللجنة في عملها هو نوع من التغطية على جرائم نظام الأسد، مؤكدا أن النظام السوري يمنع الصحافة أو أي وسيلة إعلامية حرة من الدخول إلى سوريا، وأنه على الرغم من وصول لجنة مراقبي الجامعة العربية فإن المئات من الضحايا ما زالوا يسقطون يوميا بالمئات والمدن تقصف بالمدفعية والطائرات، واللجنة لا تستطيع التحرك على الأرض إلا عن طريق المخابرات السورية وبالشروط التي قيدت عملها».

وأكد الحمصي أن حزب الله يقف بكل قوة خلف نظام بشار لكي يستمر في قتل الشعب السوري. وقال: «منذ بداية الثورة في سوريا وحافلات حزب الله تزحف إلى سوريا»، إلا أن الحمصي أكد أن أحد أسباب فشل الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد حتى الآن لا يرجع فقط للدعم الإيراني وحزب الله، ولكن لضعف المعارضة السورية أيضا، قائلا إن «المعارضة السورية فاشلة، وأنا واحد منهم، فالمعارضة لم تقدم أي مشروع لهذا الشعب على مدار خمسين عاما لكي يتم إنقاذه»، ولكنه استدرك قائلا إن «الشعب السوري هو من قام بالثورة وهو من يستحق الحماية الدولية ويستحق الحرية». وأكد الحمصي أن «التدخل الدولي أمر صعب ولكنه كالدواء لداء خبيث لا يمكن أن تشفى منه إلا إذا تحملت كثيرا من الآلام»، مشيرا إلى أن العرب غير قادرين على مساندة الشعب السوري. وقال: «لا توجد جيوش عربية قادرة على الصدام مع بشار الأسد أو إيران أو حزب الله.. لذا لا مفر من التدخل الدولي».