صديق لنتنياهو يتبرع لمرشح جمهوري نفى وجود الشعب الفلسطيني

يهود معادون للصهيونية يناصرون مرشحا آخر يريد وقف المساعدات الأميركية لإسرائيل

TT

مع احتدام معركة الانتخابات الأميركية يبرز دور القيادات السياسية والاقتصادية والدينية اليهودية في محاولات للتأثير على مجرياتها، لكنّ اليهود الأميركيين ليسوا موحدين في الموقف. وما زالت أغلبيتهم تؤيد مرشحي الحزب الديمقراطي، إلا أن شرائح كثيرة منهم تؤيد الحزب الجمهوري وتفضل مرشحا على آخر.

وقد كشف النقاب في تل أبيب أمس عن أن أحد أكبر أصدقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تبرع بمبلغ 5 ملايين دولار للمرشح الجمهوري، نيوت غينغريتش، الذي اشتهر قبل أسابيع بتصريح نفى فيه وجود شعب فلسطيني، وأعرب عن تأييد مطلق لسياسة اليمين الإسرائيلي في التنكر لحق هذا الشعب في تقرير المصير بإقامة دولة فلسطينية. والممول الأميركي المذكور، هو شيلدون أريسون، وهو من ممولي حملات نتنياهو الانتخابية. وقد اشترى صحيفة «إسرائيل هيوم»، التي تصدر في تل أبيب بالعبرية وتوزع مجانا وتعتبر بوقا لحكومة نتنياهو، وهو يمول خسارتها بقيمة 3 ملايين دولار في الشهر.

وكانت مصادر سياسية في إسرائيل والولايات المتحدة قد تحدثت بإسهاب عن رغبة نتنياهو في أن يرى مرشحا جمهوريا يفوز على الرئيس باراك أوباما في الانتخابات القادمة، وأوضحت أن نتنياهو يخشى من احتمال فوز أوباما مرة أخرى، ويقدر أن يتفرغ الرئيس الأميركي لإنهاء ملف الشرق الأوسط بممارسة ضغوط على إسرائيل حتى تنسحب من الضفة الغربية. ويتحسب نتنياهو من خطر أن يدير الرئيس أوباما حملة ضده تؤدي إلى سقوطه في الانتخابات القادمة، مثلما حصل في سنة 1999 عندما سقط نتنياهو وفاز مكانه إيهود باراك برئاسة الحكومة الإسرائيلية. ولذلك فإنه ينوي تقديم موعد الانتخابات الإسرائيلية من سنة 2013 إلى السنة الحالية، حتى لا يكون لدى أوباما وقت للتأثير عليها وهو رئيس في دورة ثانية.

من جهة ثانية تناصر حركة «نتوري كارتا» اليهودية المرشح الجمهوري عضو الكونغرس رون بول، الذي كان قد أعرب عن تأييده للصداقة المميزة لإسرائيل، ولكنه قال إنه سيعمل على إلغاء الدعم الأميركي المالي لها. وهذه الحركة معروفة في إسرائيل والولايات المتحدة بعدائها للصهيونية، وتعتبر إقامة دولة إسرائيل خطيئة لأن التوراة تقول إن إسرائيل ستقوم فقط بعد وصول المسيح، وهي تؤيد كل من يعادي إسرائيل، وتقيم علاقات مع إيران. وكان قادتها قد التقوا بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأعلنوا أنهم يدينون بالولاء لمنظمة التحرير الفلسطينية وليس للحكومة الإسرائيلية.

وقال ديفيد فايس، رئيس الحركة في الولايات المتحدة، إنه «في الوقت الذي نرى فيه المرشحين للانتخابات الأميركية يتهافتون على المتمولين اليهود من أجل كسب أصواتهم وتبرعاتهم، يبدو رون بول مختلفا. لا ينافق اليهود. ويقول صراحة إنه يريد أن يوقف الدعم لأولئك الذين يملأون الدنيا بالشرور في الشرق الأدنى (يقصد إسرائيل)».

لكن الصحافة الأميركية اعتبرت هذا التأييد مشكلة، وكتبت صحيفة «أميريكان سبكتايتور» أن «اليد التي صافحها رون بول كانت قد صافحت من قبل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ولذلك نشك في أن تكون المصافحة قد أكسبته شيئا، إن لم تكن قد كلفته خسائر كبيرة».

يشار أيضا إلى أن الرئيس أوباما عيّن شخصية سياسية يهودية مشهورة في الولايات المتحدة وإسرائيل ليكون مديرا لطاقم العاملين في البيت الأبيض، هو جاك لو. ولو يهودي متدين، شغل حتى الآن منصب مدير الدائرة المالية في البيت الأبيض، وهو صديق شخصي لوزير المالية الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، لدرجة تبادل الزيارات العائلية. ويقيم علاقات عمل ممتازة مع السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل أورن، ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيلون. ويدين له رئيس الوكالة اليهودية، نتان شرانسكي، بأنه «أدى دورا أساسيا في النضال من أجل هجرة يهود روسيا إلى إسرائيل». وقال: «المظاهرة التي ضمت 250 ألف يهودي أميركي ضد منع اليهود من مغادرة الاتحاد السوفياتي في السبعينيات، نظمت في بيت جاك لو». وحسب تقديرات إسرائيلية فإن هذا التعيين جاء في إطار تحسين علاقات أوباما مع قادة التنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة، التي تنتقد البرود في علاقات الرئيس مع نتنياهو.