نائب مراقب «الإخوان» لـ«الشرق الأوسط»: التطرف لم يظهر في سوريا إلا بعدما تسلم هذا النظام الحكم

في رده على مواقف مطران حلب للروم الكاثوليك الذي أبدى خشيته على مستقبل المسيحيين

TT

أبدى فاروق طيفور، نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، أسفه لما صدر على لسان مطران حلب للروم الملكيين الكاثوليك يوحنا جنبرت، الذي قال إن «المسيحيين لا يثقون بسلطة سنية متطرفة ونخشى هيمنة إخوان مسلمين دغمائيين»، داعيا إلى إعطاء الرئيس السوري بشار الأسد «فرصته». وقال طيفور لـ«الشرق الأوسط» «نأسف أن يصدر على لسان مسؤول ديني مسيحي موقف سلبي من المسلمين بشكل عام ومن جماعة الإخوان بشكل خاص، رغم أنّه لم يصدر باسمنا أو على لسان أي جهة مسلمة أي موقف عدائي من المسيحيين. وأضاف «لطالما كان المسيحيون مرشّحين على قوائمنا في الانتخابات عندما كان في سوريا نظام ديمقراطي. فالمسلمون السنة الذين يشكّلون السواد الأعظم من المكونات السورية المتعددة، كان وجودهم في السلطة يشكّل عامل استقرار بعيدا عن التمييز والفتنة، ولو كان عكس ذلك لما كان وصل هذا النظام إلى الحكم. مع تأكيدنا أن الوضع في سوريا مختلف تماما عن الوضع في العراق حيث كان الاحتلال الأميركي». واعتبر أن التطرف لم يظهر في سوريا إلا بعدما تسلم هذا النظام الحكم واستأثر بكل شيء من الاقتصاد إلى السياسة والتعليم». وتمنى طيفور على الجميع، ولا سيما المسيحيين والأقليات في سوريا، أن يطمئنوا إلى مستقبل سوريا، وقال «حتى قبل أن تبدأ هذه الأحداث، كانت مواقفنا منفتحة على الجميع، وكنا قد قدمنا مشروعا خاصا في عام 2005 يحمل عنوان (المشروع السياسي لسوريا المستقبل) أكدنا فيه على الدولة المدنية والتعددية في النواحي كافة ولا سيما السياسة والدين». وقال طيفور «نتمنى على الجميع أن يستوعب الوضع مع تأكيدنا أننا بعيدون كل البعد عن أي تطرف»، سائلا «هل هم مرتاحون لما يحصل في سوريا وللديكتاتورية والجرائم التي يقوم بها النظام بحق الشعب والأبرياء؟».

وكان مطران حلب للروم الملكيين الكاثوليك يوحنا جنبرت قد أعلن في مقابلة مع صحيفة فرنسية أنه قلق جدا من انعكاسات احتمال سقوط للنظام على المسيحيين في سوريا وسيدفع عددا كبيرا من المؤمنين إلى الهجرة كما حدث في العراق منذ سقوط صدام حسين، داعيا إلى إعطاء الرئيس السوري بشار الأسد «فرصته». وأضاف «المسيحيون لا يثقون بسلطة سنية متطرفة ونخشى هيمنة إخوان مسلمين دغمائيين».

وأكد جنبرت أن الدستور الجديد الذي أعلن عنه الرئيس السوري يتضمن «نقاطا مهمة في المحافظة على العلمانية»، معتبرا أن «النظام يدعم الأقليات، وأنه بتوحد العلويين والمسيحيين والأكراد والدروز والإسماعيليين وأعضاء حزب البعث والتجار السنة في دمشق وحلب، تتجاوز النسبة المؤيدة للأسد من الشعب السوري الخمسين في المائة».

وأضاف «لا نريد أن نكون مثل العراق، والعملية الانتقالية في مصر وتونس لا تطمئننا». واتهم رجل الدين المسيحي المعارضة برفض «أي حوار» مع السلطة، مؤكدا أن صفتها التمثيلية «ضعيفة».