طالباني يقود لقاء الفرصة الأخيرة مع الكتل السياسية

قيادي بـ«دولة القانون» لـ «الشرق الأوسط»: القادة السياسيون في أصعب امتحان

الرئيس العراقي جلال طالباني
TT

تتجه الأنظار في العراق الآن إلى اللقاء الموسع الذي دعا إليه الرئيس العراقي جلال طالباني يوم الأحد المقبل لقادة الكتل السياسية بهدف وضع خارطة طريق للمؤتمر الوطني المزمع عقده في مكان وزمان لا يزالان غير محسومين، بسبب التناقضات الحادة التي بدأت تبرز بين أبرز زعامات الكتل السياسية، وفي المقدمة منها إعلان كل من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزني وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي عدم مشاركتهما في حال تم عقد المؤتمر في بغداد. الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية جلال طالباني باتت تنصب الآن في اتجاهين؛ يقوم الأول منهما على بلورة موقف نهائي باتجاه عقد المؤتمر في زمان لم يتعدّ نهاية الشهر الحالي أو منتصف الشهر المقبل وتحديد مكان المؤتمر، فضلا عن برنامجه وجدول أعماله، فيما يقوم الجهد الثاني للرئيس طالباني في إقناع كل من بارزاني وعلاوي بالمشاركة في المؤتمر بشخصيهما وليس عبر ممثلين، نظرا للأهمية التي تترتب على مثل هذا الحضور. القيادي في التحالف الكردستاني محسن السعدون أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ردا على سؤال أين تتجه الأوضاع في العراق في حال لم يعقد المؤتمر أو فشل في تحقيق أهدافه؟ قائلا إن «النية تتجه الآن نحو عقد المؤتمر وإنجاحه وهو ما يعمل عليه الفرقاء السياسيون وهو ما سوف يتضح بشكل جلي يوم الأحد المقبل من خلال الاجتماع الموسع».

وأضاف السعدون أن «الجميع بات يدرك الآن أنه مسؤول بشكل أو بآخر عن تعطيل العملية السياسية والتشريعية بالإضافة إلى ما يحصل من خرق أمني، وبالتالي فإن هناك إجماعا لدى الكل في أن يصلوا خلال المؤتمر القادم إلى نتائج ولو ما يمكن تسميته بالحد الأدنى المقبول»، مشيرا إلى أنه «في حال لم يعقد المؤتمر أو حتى فشل في حال انعقاده فإننا لا بد أن نعرف أن هناك أسسا بنيت عليها التوافقات السياسية وتشكلت الحكومة الحالية بموجبها وهي اتفاقية أربيل»، مؤكدا أن «اتفاقية أربيل تضمنت أصلا خارطة طريق واضحة وأن كل ما يمكن عمله في حال لم نصل إلى نتيجة هو تفعيل تلك الاتفاقيات، وبالتالي سوف يتضح من هو الطرف الذي يعرقل تنفيذ هذه المادة أو تلك الفرقة، ويمكن بعدها اللجوء إلى السياقات الدستورية في التعامل مع حالات من هذا النوع، وفقا لقواعد اللعبة الديمقراطية من دون الحاجة إلى التصعيد في المواقف أو اللجوء إلى نوع من التسقيط السياسي».

الكتل السياسية من جانبها بدأت بتسمية ممثليها في اللقاء الموسع لممثلي الكتل السياسية، الذي سيعقد يوم الأحد بحضور كل من رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس البرلمان أسامة النجيفي ورئيس الوزراء نوري المالكي. وقال القيادي في القائمة زياد الذرب في تصريح صحافي، إن قائمته سمت كلا من سلمان الجميلي وحسين الشعلان لحضور المؤتمر، وهي بصدد تسمية اثنين آخرين. من جانبها أعلنت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري ما سمته شروط التحالف الوطني للمشاركة في المؤتمر. وقال رئيس كتلة الأحرار بهاء الأعرجي في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «شروط كتلته والتحالف الوطني للمشاركة في المؤتمر الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال طالباني أن يعقد في بغداد باعتبارها العاصمة، وأن لا يشترك به من قتل أبناء الشعب العراقي من الصداميين والإرهابيين والفصل بين الملفات القضائية والسياسية».

وأضاف الأعرجي أن «المؤتمر الوطني من المفترض أن يناقش جميع المشاكل الموجودة بين الكتل السياسية أو بين الكتل والحكومة، وهذا يعني أن كل المشاكل والأزمات يجب أن توضع ضمن برنامج المؤتمر ولا يقتصر على موضوع القائمة العراقية والحكومة»، مبينا أن «نجاح أي مؤتمر لا بد أن تسبقه ورشة عمل مكثفة تتم بها التفاهمات قبل انعقاد ذلك المؤتمر مما سيجعله جلسة حاسمة لاتخاذ القرارات والتوافقات». وأشار إلى أن «المؤتمر ليس لحل المشاكل بين الكتل السياسية فقط، وإنما هناك مشاكل بين الكتل والحكومة من جهة، وبين الحكومة وأبناء الشعب العراق، ويجب الالتفات لهذا الأمر ليكون ناجحا، وهذه الخطوات لم نجدها حتى الساعة»، لافتا إلى أن «المؤتمر أخذ طابع المزايدة السياسية». وشدد على أن «تكون هناك ضمانات حقيقية واقعية ليكون ناجحا ومقبولا لدى الجماهير، كما يجب أن يناقش المشاكل المهمة التي يمر بها الشعب العراقي».

من جهته، اعتبر القيادي بائتلاف دولة القانون إحسان العوادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «كل التصريحات والمواقف تتجه الآن نحو عقد المؤتمر الوطني، وبالتالي فإن القرار الرسمي هو المشاركة وليس المقاطعة»، مشيرا إلى أن «إعلان كل من السيد مسعود بارزاني أو الدكتور إياد علاوي بعدم المشاركة لا يعني مقاطعتهما وإنما يعني إرسال ممثلين عنهما»، معتبرا أنه «في حال فشل المؤتمر أو لم يعقد فإن جميع الزعماء السياسيين سيتحملون مسؤولية تاريخية كبرى أمام الشعب العراقي الذي لن يسامحهم أبدا». وحول ما إذا كانت هناك نية لاستبدال المالكي من داخل التحالف الوطني، قال العوادي إن «كل قوى التحالف الوطني تعيش الآن حالة ممتازة من التوحد ولا حديث بهذا الإطار على الإطلاق». أما القيادي بالقائمة العراقية حامد المطلك فقد أبلغ «الشرق الأوسط» أن «المهم ليس مكان وزمان المؤتمر بل المهم هو النية الصادقة»، مشيرا إلى أن «الشعب العراقي يعول كثيرا على هذا المؤتمر وفي حال لم يعقد أو يحقق النتائج فإن (العراقية) يمكن أن تنسحب من العملية السياسية أو تصر على سحب الثقة من المالكي، وهي تطورات سوف يدفع ثمنها الجميع».