قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط»: كردستان لن تسلم الهاشمي قبل صدور قرار من المؤتمر المرتقب

ظافر العاني: ليس في العراق دولة بمعنى الكلمة.. بل هناك سلطة تحكم من داخل المنطقة الخضراء

TT

قال فريد أسسرد عضو اللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، لـ«الشرق الأوسط» إن «مسألة تسليم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي غير واردة في هذه المرحلة قبل انعقاد المؤتمر الوطني المزمع عقده»، مشيرا إلى أن «هذه المسألة غير مطروحة إطلاقا، ومن غير الممكن أن تسلم قيادة الإقليم الهاشمي إلى السلطات العراقية في مثل هذه الظروف، وخصوصا أن هذه المسألة لها جانباها السياسي والقضائي، وفي الحقيقة فإن القيادة الكردية لا تريد في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة والعراق يمر بأزمة كبيرة، والعلاقات بين مكوناته تتأزم ساعة بعد أخرى، أن تكون طرفا في الصراع أو تنجر إليه، ولذلك فهي لا تريد أن تتخذ قرارا يفسر في المحصلة بأنه انحياز لطرف أو مكون طائفي ضد الآخر، فهي تريد أن تنأى بنفسها عن هذا الصراع الذي أخذ طابعا سنيا - شيعيا، وعليه فإن القيادة الكردية تنتظر انعقاد هذا المؤتمر والقرار الذي سيتخذه بشأن وضع نائب الرئيس الهاشمي، حيث إن ما يصدر عن المؤتمر سيكون قرارا عراقيا، بمعنى أنه يكون قرارا كرديا وسنيا وشيعيا، عندها سيكون القرار ملزما على جميع الأطراف السياسية في العراق باعتباره صادرا عن مرجعية وطنية». وحول تناقض التصريحات التي صدرت في إقليم كردستان خلال الأيام الثلاثة المنصرمة بشأن مشاركة رئيس الإقليم مسعود بارزاني أو عدم مشاركته في المؤتمر المرتقب، قال أسسرد «على الأغلب لن يشارك الرئيس مسعود بارزاني في المؤتمر، وذلك بحسب المؤشرات والتصريحات الصادرة عن رئاسة الإقليم، ولذلك ستقتصر المشاركة على وفد رفيع المستوى سيشارك في جميع فعاليات وأعمال المؤتمر، فالقيادة الكردية كانت تنتظر عقد المؤتمر في أربيل على غرار مؤتمر القمة التي عقدت في السابق وتمخضت عن تجاوز أزمة أكبر تتعلق بتشكيل الحكومة العراقية الحالية، ويبدو أن موقف رئاسة الإقليم من المؤتمر ناجم عن امتناع ورفض عدد من القوى والأطراف العراقية عقد المؤتمر في الإقليم، فيبدو أن موقف رئاسة الإقليم هو رد فعل لمواقف القوى العراقية، ولهذا ستكون المشاركة في المؤتمر بمستوى أدنى من رئاسة الإقليم».

وحول تشكيلة الوفد الكردي قال عضو اللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني «هناك محاولة لإشراك ممثلين عن المعارضة الكردية في الوفد الذي يراد له أن يمثل إقليم كردستان، لا حزبي السلطة فقط، خصوصا أن الموضوع يهم الإقليم ككل، وهناك مواقف موحدة من أغلبية القوى السياسية تجاه الأزمة العراقية الحالية، مما يتطلب أن ينعكس هذا الموقف الموحد على التمثيل الكردي في المؤتمر».

يذكر أن رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان الدكتور فؤاد حسين أصدر تصريحا صحافيا نشر في الموقع الرسمي للرئاسة تحدث فيه عن أن «رئيس الإقليم مسعود بارزاني يؤيد الجهود التي يبذلها حاليا الرئيس العراقي جلال طالباني في بغداد من أجل انعقاد المؤتمر وإنجاح أعماله»، فيما أشار الدكتور ظافر العاني القيادي في القائمة العراقية إلى أن «اجتماعا سيعقد يوم الأحد المقبل على مستوى رؤساء الكتل البرلمانية والرئاسات الثلاث لبحث موضوع المؤتمر المرتقب». ووجه العاني في تصريح نقله موقع «خندان» الكردي المحلي انتقادات شديدة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، محذرا إياه من تداعيات الأزمة الحالية وتغير مسارها نحو الانفتاح على التدخلات الخارجية.

وقال العاني «ليس في العراق حاليا دولة بمعنى الكلمة، بل هناك سلطة تحكم من داخل المنطقة الخضراء، ونحن شركاء في الحكم وعليه لن نقبل بهذا الظلم الكبير الذي يمارسه المالكي، فعليه أولا أن يلتزم باتفاقية أربيل، وأن يقبل بمطالب المحافظات التي تريد أن تتحول إلى أقاليم مستقلة، ثم يجب عليه أن ينهي الملف المتعلق بنائبه صالح المطلك».

وحذر القيادي في القائمة العراقية من مغبة التقاعس عن معالجة الأزمة السياسية التي تعصف حاليا بالعراق وقال «إذا لم نجد الحلول اللازمة لهذه الأزمة فإن الخيارات ستنفتح أمام التدخلات الخارجية، ورغم أننا في (العراقية) لا نحبذ ذلك، ولكننا قد نضطر أخيرا إلى سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي».