مصدر تركي لـ «الشرق الأوسط»: لاريجاني التقى أردوغان ولا اختراق إيجابيا بشأن إيران

أوغلو يبحث في موسكو وواشنطن الملف النووي الإيراني

الرئيس التركي عبد الله غول خلال استقباله رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أمس (ا.ف.ب)
TT

عقدت في أنقرة أمس جولة محادثات تركية - إيرانية جديدة بحثت فيها الملفات الثلاثة التي يتشارك فيها البلدان بالاهتمام، وهي الملف النووي الإيراني والوساطة التركية بين طهران ومجموعة «5+1»، وملفا العراق وسوريا اللذان يشهدان «اختلافا» إيرانيا تركيا لا يزال مضبوطا تحت سقف الرغبة المشتركة في عدم توتر العلاقات بين البلدين.

فقد زار رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني تركيا والتقى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو وكل من رئيس البرلمان التركي جميل جيجيك ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورئيس الجمهورية عبد الله غل. وقالت مصادر تركية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن المحادثات بين لاريجاني وداود أوغلو كان عنوانها الأساسي الملفين الإيراني والسوري، مشيرة إلى أن أي اختراق لم يحدث في هذين الموضوعين، مقابل تفاهم في الموضوع النووي الذي تسعى أنقرة للعب دور الوسيط فيه مجددا، بعد أن عرضت استضافة المحادثات بين مجموعة «5+1» وإيران لتجنب عقوبات أوروبية جديدة. وأشارت المصادر إلى أن الموقف بين البلدين لا يزال متباعدا بشدة في الموضوعين، السوري والإيراني، حيث ترى أنقرة أن مجريات الأمور في هذين البلدين تؤشر إلى «عواقب وخيمة»، مكررة نفيها انحياز تركيا لأي طرف على حساب آخر في العراق. وقالت: «موقفهم (الإيرانيون) معروف وموقفنا أيضا في الملفين، وقد تبادلنا الآراء ونحاول أن لا يؤثر الأمر على علاقاتنا، فكل ما يهم تركيا هو أن لا يتأذى السوريون ولا العراقيون».

وكررت تركيا أمس توجيه الإشارات الإيجابية حيال إيران، بإعلانها عدم مشاركتها في أي عقوبات دولية بحق طهران ما لم تكن صادرة عن مجلس الأمن الدولي، في إشارة إلى حزمة العقوبات الأوروبية والأميركية الجديدة على طهران على خلفية برنامجها النووي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال إن بلاده سوف تدرس محتوى العقوبات الأميركية التي صدرت بحق إيران، «لكنها لا تجد نفسها مجبرة على الالتزام بها»، مشيرا إلى أن «موقف تركيا واضح. نأمل في تسوية هذا الملف عبر الطرق الدبلوماسية».

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير الطاقة التركي تانر يلديز قوله: «توجد أخبار أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتخذا قرارات معينة ضد إيران وسيطبقان عقوبات على النفط الإيراني»، وأضاف: «قرارات الأمم المتحدة فقط حول إيران ملزمة لتركيا، وأي قرار يؤخذ خارج الأمم المتحدة غير ملزم لها». وقال إن شركة تكرير النفط التركية مستمرة في استيراد النفط من إيران من دون أي تغيير.

ومن المتوقع أن يبدأ وزير الخارجية التركي جولة دولية يبحث خلالها الملف النووي الإيراني، تقوده إلى موسكو في 25 يناير (كانون الثاني) وواشنطن في مطلع فبراير (شباط) . وكشفت مصادر دبلوماسية تركية أن داود أوغلو سيزور بيروت يومي السبت والأحد المقبلين، حيث سيكون على جدول أعماله لقاءات مع مختلف القوى السياسية اللبنانية. وقالت مصادر دبلوماسية تركية لـ«الشرق الأوسط» إن داود أوغلو سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين أهمية «تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للأزمة السورية»، مشيرة إلى أنه سيؤكد موقف بلاده الذي «يقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف».