بوتين يعد بالتخلي عن «القمع» عند عودته المرتقبة للكرملين

أقوى مرشح لانتخابات الرئاسة لن يشارك في مناظرات تلفزيونية

TT

أشار برنامج فلاديمير بوتين، الذي نشر أمس، تمهيدا لانتخابات الرئاسة المقررة في مارس (آذار) المقبل، إلى أن روسيا ستتخلى عن «القمع المفرط» للمجتمع، في وعد لا يقنع المعارضة، في الوقت الذي يواجه فيه النظام حركة احتجاج غير مسبوقة.

وجاء على موقع إنترنت «بوتين2012 رو» الذي يحدد الخطوط العريضة للوعود الانتخابية التي أطلقها بوتين: «يتعين علينا أن نعيد التفكير بكل نظام حماية مصالح المجتمع والتخلي عن الميل لقمع مفرط. إن هذا الوضع يشوه مجتمعنا ويجعله منحرفا من الناحية المعنوية».

وللفترة 2012 – 2018، أي فترة ولايته في الكرملين إذا تم انتخابه، يعد البرنامج بأنه «سيتم وضع آليات حقيقية لمراقبة أنشطة السلطات من قبل المجتمع». والموظف السابق في جهاز الاستخبارات (كي جي بي) صنع لنفسه حتى الآن صورة الرجل القاسي، مشددا على ضرورة قيام دولة قوية وديمقراطية «موجهة»، حيث لا تحظى التنمية المجتمعية بالأولوية.

وأعرب زعيم الحزب الديمقراطي يابلوكو (معارضة) سيرغي ميتروخين عن دهشته لدى قراءة هذا النص. وقال لوكالة «إنترفاكس»: «ذلك يشبه برنامج مرشح لا يشغل المناصب الرئيسية في الدولة. وبالحد الأدنى، ينبغي أن يوضح لنا بوتين لماذا لم تطبق المواضيع المطروحة هنا على الإطلاق»، معتبرا أن هذه الوعود ستبقى حبرا على ورق. وأضاف المعارض: «لا أعتقد أنه سيتم تطبيقها، لأنه اعتاد إدارة الشؤون بالقوة».

وتأتي اللهجة الجديدة لبوتين في حين يواجه موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ وصوله إلى الكرملين، في عام 2000، وانطلقت الموجة مع الانتخابات التشريعية التي شابتها عمليات تزوير كبيرة، بحسب مراقبين والمعارضة. وتظاهر مئات آلاف الأشخاص في موسكو في 10 و24 من الشهر الماضي، للمطالبة بانتخابات حرة وبـ«روسيا من دون بوتين».

وعلى الرغم من أن برنامج بوتين يشيد بحصيلة السنوات الاثنتي عشرة الماضية، فإنه يقر بأنه لا يزال يتعين بذل جهود كثيرة، مستشهدا بمواضيع عزيزة على منتقديه، مثل تعسف الدولة والفساد. وجاء في البرنامج أيضا أن «هناك الكثير من الأمور التي لا توافقنا. إنها تتعلق بمستوى الفقر ومناخ الأعمال السيئ وحجم الفساد وعدم فعالية قسم كبير من الموظفين، عندما يتعلق الأمر بالاستجابة لمشكلات الناس، بدءا بأمن المواطنين».

وعلى الرغم من هذا الخطاب الانفتاحي، فإن رجل روسيا القوي لن يشارك في المناظرات التلفزيونية بين المرشحين، كما أعلن المتحدث باسمه، ديمتري بسكوف، مؤكدا أن مهامه على رأس الحكومة لا تسمح له بذلك.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، يتمسك برنامج بوتين الانتخابي بخطه العادي مع التزام بمكافحة كل محاولات الدول الغربية فرض إرادتها على موسكو. ويعتزم بوتين العودة بعد الانتخابات الرئاسية، في مارس (آذار)، إلى الكرملين الذي اضطر إلى مغادرته بسبب عدم إمكانية ترشحه لولاية ثالثة بحسب الدستور بعد ولايتين متتاليتين بين 2000 - 2008، وإن كان هو الأوفر حظا للفوز في الانتخابات المقبلة، فإن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع كبير في شعبيته، وإلى أنه لا يضمن الفوز من الدورة الأولى.