ميشيل أوباما: يريدون خطأ تصويري على أني «امرأة سوداء غاضبة»

السيدة الأولى ترد على كتاب تناول دورها العام.. وسط تصاعد شعبيتها

ميشيل أوباما
TT

نفت السيدة الأولى الأميركية ميشيل أوباما، صحة أخبار تحدثت عن صراعات داخل البيت الأبيض بين مكتبها ومكتب الرئيس الأميركي، وقالت إن الناس قد حاولوا بشكل خاطئ تصويرها بصورة «امرأة سوداء غاضبة».

في مقابلة واسعة النطاق مع مذيعة محطة «سي بي إس» الإخبارية غايل كينغ، أنكرت أوباما الصفات المنسوبة إليها في كتاب «آل أوباما»، الذي أصدرته في الآونة الأخيرة جودي كانتور، المحررة بصحيفة «نيويورك تايمز»، والذي يصف السيدة الأولى بأنها صاحبة نفوذ قوي وراء الكواليس في إدارة زوجها.

وقالت ميشيل أوباما: «أعتقد أنه من المثير تخيل هذا الموقف النزاعي هنا، و(وجود) امرأة قوية. لكن تلك صورة قد حاول الناس رسمها لي منذ يوم إعلان تنصيب باراك كرئيس» للولايات المتحدة.

واعترضت كانتور على هذا الاستدلال في ما يتعلق بمحتوى كتابها، الذي أكدت السيدة الأولى أنها لم تقرأه. وقالت كانتور: «لا توجد إشارة إليها بوصفها سيدة سوداء غاضبة في الكتاب».

وفي حقيقة الأمر، تراجع الاتجاه لتجسيد السيدة الأولى على أنها امرأة غاضبة، الذي ساد في بداية الحملة الانتخابية عام 2008، وبلغ ذروته في رسم كرتوني ساخر نشر في مجلة «نيويوركر» يصورها في صورة متطرفة سوداء محاربة، في السنوات التالية. وقد استمرت في رسم صورة إيجابية لنفسها بوصفها «الأم الرئيسة»، بتبني قضايا لا خلاف عليها، مثل مكافحة البدانة عند الأطفال.

وتبدو شعبية السيدة الأولى في ارتفاع؛ ففي استطلاع رأي جديد واسع النطاق أجرته صحيفة «واشنطن بوست» ومؤسسة «كيزر فاميلي»، أدلى 73 في المائة من الأميركيين بآراء إيجابية عن السيدة الأولى، حيث فاقت الانطباعات الإيجابية بقوة الانطباعات السلبية بنسبة تربو على 5 إلى 1. ووصفت أغلبية ضئيلة من الجمهوريين السيدة الأولى بشكل إيجابي، في تناقض صارخ مع الآراء السلبية التي وصفت بها أغلبية كبيرة من الجمهوريين زوجها.

ومع ذلك، فإن هناك فجوة عنصرية في درجة إعجاب الناس بالسيدة الأولى، حيث ذكر 75 في المائة من السود أن لديهم انطباعات «إيجابية جدا» عن السيدة الأولى، في مقابل نسبة 35 في المائة من البيض.

ويرى مؤيدون للسيدة الأولى أن شعبيتها تعتبر نتيجة مباشرة لنجاحها في إدارة صورتها. فقد تواصلت ميشيل أوباما مع الشعب من خلال «التمسك بأعلى المعايير»، حسب ما قالت كاميل جونستون، وهي معاونة سابقة للسيدة الأولى. قالت جونستون: «منذ أول يوم لها داخل البيت الأبيض، حددت طبيعة شخصية السيدة الأولى التي ستكون عليها، وقد تجاوب الناس مع تلك الطبيعة وتقبلوها».

تتعرض كل سيدة أولى لانتقادات تتركز حول تدخلها في الشؤون السياسية، ثم لا تلبث أن تنكرها. غير أن تعليقات أوباما أول من أمس خالفت النهج المعتاد في مثل هذه المواقف، لأنها لم ترد بشكل مباشر على المزاعم المثارة حولها. وكان من المقرر أن تكون مقابلتها مع كينغ العام الماضي بحيث تتوافق مع إطلاق برنامج صباحي جديد على قناة «سي بي إس» الإخبارية وحدث أن بدأ البرنامج في اللحظة التي تم تخصيصها لحديثها.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز إن التعليقات الخاصة بالسيدة الأولى، مع كونها استفزازية، إلا أنها كانت تشير ببساطة إلى «إجراء قديم اتبع في الحملة الانتخابية لعام 2008».

ولدى سؤالها عن كيفية تعاملها مع الصورة غير الصحيحة التي رسمت لها، قالت ميشيل أوباما: «أحاول فقط أن أكون نفسي. وأملي أن يعرفني الناس بمرور الوقت وأن يكونوا رأيا عني ويحكموا عليّ لشخصي فقط».

كذلك، اعترضت ميشيل أوباما على تفاصيل أخرى واردة في الكتاب، من بينها فكرة أنها لم تكن على وفاق مع كبير موظفي البيت الأبيض السابق، رام إيمانويل، وكذلك أنها كانت على خلاف مع السكرتير الصحافي السابق، روبرت غيبس، الذي وصف في الكتاب بأنه وجه إهانة للسيدة الأولى في أحد الاجتماعات.

ووصفت أوباما، غيبس بـ«المرشد الأمين» وإيمانويل بـ«الصديق العزيز» و«الرفيق المرح». وقالت السيدة الأولى: «لا أجري محادثات مع أي فرد من فريق عمل زوجي. ولا أحضر الاجتماعات. إن علاقتنا تسير على خير ما يرام بالفعل». وأضافت: «يمكنني أن أحصي عدد المرات التي أذهب فيها إلى الجناح الغربي». وفي الكتاب، تصف كانتور مشاركة السيدة الأولى بأنها تتم في الأساس من خلال وسطاء.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»