أبو مازن: منطق إسرائيل مرفوض.. وبعد الاتفاق يمنع عليها الوجود في أراضينا

قال إن الأميركيين ما زالوا يعاملون السلطة كمنظمة إرهابية.. وإنه يتعامل مع مشعل وليس حمساويين «من تحت»

أبو مازن أثناء كلمته أمام المجلس الاستشاري لفتح في رام الله الليلة قبل الماضية (أ.ب)
TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إنه يتفهم أهمية الأمن بالنسبة لإسرائيل، لكنه لن يقبل أبدا بالطروحات الإسرائيلية المتعلقة بهذا الأمر. وكشف أبو مازن في كلمة أمام المجلس الاستشاري لحركة فتح أن إسرائيل كانت وما زالت تطرح على الفلسطينيين الاحتفاظ بغور الأردن والبقاء في التلال المقابلة للأرض الفلسطينية مدة 40 سنة، على أن تجري مفاوضات أخرى بعد هذا الوقت، وكنا نقول: «إن هذا المنطق مرفوض».

وكان أبو مازن يتحدث عن الطرح الإسرائيلي في اللقاءات التي تتم في عمان وستستمر حتى 26 يناير (كانون الثاني) الجاري. وأضاف: «هناك خلاف بيننا وبينهم حول الأسس، هم يرون الأمن بالشكل الذي تحدثت عنه، ونحن نرى الأمن في حدودنا ونقبل طرفا ثالثا لفترة من الزمن، وهذا لا يشمل إسرائيل، فبعد الاتفاق يمنع عليها التواجد في أراضينا. هذا هو مفهومنا».

وترك أبو مازن الباب مفتوحا للعودة إلى المفاوضات، حتى 26 يناير إذا توصلت اللقاءات في عمان إلى حلحلة في المواقف، واتفاق حول مسألتي الأمن والحدود. وقال: «إذا كان هناك أرضية متفق عليها للتفاوض سنذهب، وإذا لم يكن هناك أرضية فعلى ماذا نتفاوض. لدينا من الوقت لغاية 26 من الشهر الجاري، وعدد من الاجتماعات. ولا مانع إذا حصلنا على شيء مطمئن نوافق عليه، فنحن مستعدون، وإذا لم يحصل شيء فماذا سنفعل؟ لدينا لجنة اسمها اللجنة السياسية، (مشكلة) من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لفتح تناقش وتسبر الأغوار وتفتح الآفاق لمعرفة ماذا علينا أن نعمل بعد 26 - 1».

وأكد أبو مازن أنه أخبر الرئيس الأميركي باراك أوباما بهذا التوجه عندما التقاه آخر مرة في نيويورك، «كنا 4 أشخاص حينها، نحن الرئيسان، ووزيرة الخارجية الأميركية وصائب عريقات، وقلت له أنا عائد إلى بلدي لأناقش عدة مواضيع أهمها الإجابة على سؤال إلى أين بعدما لم تعد السلطة سلطة؟ (قلت له) أي واحد منا معه تصريح خروج ودخول يعطونه تصريحا لمدة شهرين، أنا يعطونني تصريحا لشهرين، مكتوب فيه أنه مسموح لي (الدخول والخروج) برغم الحظر الأمني، فقال لي الرئيس أوباما هذا كلام خطير، قلت له أعلم، وأخبرته أنني أريد العودة.. لدي اجتماعات وأريد أن أستمع من القيادة وأتناقش معها قبل أن أعطيك إجابة».

وأعاد أبو مازن الالتزام بما تعهد به لأطراف مختلفة، بوقف التوجه إلى منظمات دولية حتى نهاية لقاءات عمان. وقال: «طلب العضوية موجود في مجلس الأمن، لم نصل لمرحلة التصويت لأن دولا إسلامية شقيقة خذلتنا، لكن حتى هذه اللحظة الطلب موجود، ولن ينتهي إلا إذا قدم للتصويت أو سحب، ولا أعتقد أنه بالإمكان سحبه ونحن لن نسحبه، ولكن إذا أردنا أن نصوت فسنقدم أو سنطلب من إحدى الدول الأعضاء أن تقدم المشروع بالورقة الزرقاء وحينها سيدخل للتصويت، وهذا يمكن أن يحصل في أي وقت ونحن الآن نقيس كل الأمور وندرسها لنرى ماذا يمكن أن نعمل».

وتحدث أبو مازن عن كواليس بعض النقاشات التي جرت مع الأميركيين، قبل التقدم بطلب الدولة في مجلس الأمن، وأثناء تقديم طلب عضوية اليونيسكو، وقال: «هذا الطلب (طلب اليونيسكو) قدم قبل سبتمبر (أيلول)، أي قبل أن نذهب إلى مجلس الأمن أو إلى الجمعية العامة، وبدأ يتفاعل وبدأت أيضا الضغوط الهائلة تنهال علينا لنسحب الطلب، واستند الأميركيون في رفضهم لطلب فلسطين في اليونيسكو إلى سببين: الأول: إننا ذاهبون إلى الأمم المتحدة ولدينا الآن نشاط لمدة شهر أو شهرين، ولا حاجة إلى أن تشغلوا أنفسكم بقضايا جانبية، (..) والسبب الثاني: هو ما قاله الجانب الأميركي لنا وهو: لدينا قانون أصدره الكونغرس سنة 1989 يحرم التعامل مع الإرهاب، وأجبناهم هل نحن إرهابيون؟.. قالوا القانون قانون، فأجبنا الأميركيين: إننا استقبلنا 3 رؤساء جمهورية أميركية وقدموا لنا مساعدات هائلة، ولنا علم مرفوع في واشنطن وما زلنا نعتبر إرهابيين أو التعامل معنا مثل الإرهابيين؟.. هذا السبب يجعلنا نصمم على الذهاب إلى اليونيسكو، قالوا على كل حال هذا عمل غير صديق وسيحرجنا، قلنا ما دامت هذه هي أسبابكم نحن ذاهبون لا محالة». وبحسب أبو مازن، فإن مثل هذه النشاطات ستستأنف بعد الانتهاء من لقاءات عمان، «إذ وضعت السلطة قائمة من 19 منظمة للتوجه إليها».

وفيما يخص المصالحة، قال أبو مازن إنه عندما التقى مع رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، اتفقوا بلا لبس على أن الهدنة تنطبق على الضفة كما تنطبق على غزة، كما اتفقوا على انتهاج المقاومة السلمية طريقا موحدا، وعلى إقامة الدولة في على حدود 1967.

وأضاف: «لدينا كثيرون يقولون إن حماس لا تريد المصالحة، أعادوا الوفد الذاهب إلى غزة، وشتموا صخر بسيسو والحاج إسماعيل وروحي فتوح والمدني، ولا نقبل أن يمس أحد بكرامتنا، ولكن نحن نريد المصالحة، هناك أشخاص في أي مكان لا أريد أن أحدد الأمكنة لا يريدون المصالحة، ولكن هناك أشخاصا أيضا يريدون المصالحة، ونحن تكلمنا مع رأس الهرم وهو يريد المصالحة، ونريد أن نسير بالمصالحة إلى النهاية لأنها مصلحة لنا».

وأضاف: «لن نسمح لأي أحد أن يقف في وجهنا إذا وصلنا إلى أرضية جيدة، وللآن أقول: إننا وصلنا لأرضية جيدة، قيادة حركة حماس تريد المصالحة، يمكن أن يكون واحد أو اثنان أو أربعة من تحت لا يريدون ولكن أنا لا أتعامل مع هؤلاء أنا أتعامل مع القيادات، نحن علاقتنا بقيادة حماس التي وافقت.. والتي تجتمع والتي تلتقي وتقول نعم أو لا، وعلى الأرض هذا أول امتحان طبعا، ولكن ليس من أول امتحان نقول سقطتم، فهناك إكمال وإكمال وإكمال، ويجب أن نطول بالنا، وهذه هي القضية المتعلقة بالمصالحة».