اليمن: 4 قتلى في مهرجان «التصالح والتسامح» في عدن

إطلاق النار على أنصار الحراك الجنوبي في «ساحة العروض»

متظاهر يمني يصور حريقا في احد المباني في صنعاء أمس ( إ.ب.أ)
TT

أحيا اليمنيون الجنوبيون أمس ذكرى «التصالح والتسامح» بين الجنوبيين والتي انطلقت قبل عدة سنوات، وأطلقت قوات الأمن في عدن النار على المحتفلين بالمناسبة وسقط 3 قتلى وعدد من الجرحى، في حين استمرت المظاهرات المطالبة بعدم منح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حصانة من الملاحقة القضائية.

وقالت مصادر محلية وشهود عيان في عدن إن قوات الأمن أطلقت النار على أنصار الحراك الجنوبي الذين احتشدوا بالآلاف في «ساحة العروض» أو «الشابات»، كما تسمى، بحي خور مكسر وسقط 4 قتلى وعدد من الجرحى، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بـ«فك الارتباط» أو «الانفصال» بين شمال اليمن وجنوبها، حيث رفع المشاركون أعلام «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية – سابقا» وشعارات تطالب بفصل الجنوب عن الشمال، وبين القتلى عقيد طيار في القوات الجوية من المحالين على التقاعد من الجنوبيين ويدعى زين اليافعي، ومحام يدعى فضل العلوي، إضافة إلى شخص آخر ورائد في قوات الأمن المركزي.

وجاء الاحتفال بالمناسبة هذا العام في ظل «الثورة» القائمة والمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، وقد جرت عملية التصالح والتسامح بين اليمنيين الجنوبيين في ذات المناسبة عام 2006، وتأتي عملية التصالح والتسامح في ضوء الحرب التي دارت بين أطراف الحكم في جنوب اليمن في 13 يناير (كانون الثاني) عام 1986، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الكوادر اليمنية الجنوبية.

وقالت المصادر إن اشتباكات دارت بين المشاركين في المهرجان وقوات الأمن وإن الأخيرة قامت باعتقال العشرات من المشاركين في المهرجان، الذين توافدوا على عدن من مختلف المحافظات اليمنية الجنوبية، وتشير المعلومات إلى أن بين القتلى الثلاثة جنديا.

ونشرت قوات الأمن مئات الجنود وعشرات المدرعات والقوات العسكرية وحاولت منع أنصار الحراك من الدخول إلى المدينة، غير أن إصرار الحراكيين على الدخول وإقامة المهرجان في الساحة التي كانت مخصصة للمناسبات الرسمية، أدى إلى نجاح الحراكيين في إقامة مهرجانهم الذي يجري التحضير له منذ فترة ليست بالقصيرة.

وقال صلاح السقلدي، الناشط في الحراك الجنوبي لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن المركزي حاولت تفريق جموع المشاركين في المهرجان وقامت بإطلاق الرصاص الحي عليهم، وإن عدد الجرحى وصل إلى 18 شخصا نقلوا جميعا إلى أحد مستشفيات المدينة.

وأشارت مصادر سياسية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إلى أن فرقاء العمل السياسي الجنوبي، سواء المطالبين بالفيدرالية أو بـ«فك الارتباط» شاركوا معا في المهرجان الذي يقام بمناسبة الذكرى الثالثة للتصالح والتسامح بين الجنوبيين، ويعد هذا المهرجان من أقوى الفعاليات للحراك الجنوبي خلال قرابة العام بعد أن خفتت فعالياته وأنشطته مع الاحتجاجات المطالبة برحيل صالح. وفي المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، أصيب 6 من «شباب الثورة» بإصابات مختلفة في «اعتداء» لمجموعات مسلحة على المعتصمين في «ساحة التغيير» بالمدينة، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المهاجمين كانوا يحملون أعلاما شطرية، وإنه يعتقد أنهم يرتبطون بعلاقات مع النظام «من أجل تشويه صورة الحراك الجنوبي». وفي شأن آخر، شارك مئات الآلاف من اليمنيين في «جمعة واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» في العشرات من ساحات الاعتصام في المدن اليمنية، وأعلن المشاركون في المظاهرات والمسيرات رفضهم الكامل للحصانة من الملاحقة القضائية والقانونية للرئيس علي عبد الله صالح ومن عمل في نظامه خلال فترة حكمه لـ33 عاما، وجاءت هذه المسيرات المتواصلة في وقت قام فيه مبعوث ومستشار أمين عام الأمم المتحدة، جمال بن عمر بمباحثات تتعلق بمدى تطبيق المبادرة الخليجية الخاصة بحل الأزمة في اليمن.