«قاعدة المغرب الإسلامي» تهدد بقتل رهائن

جيش مالي يعزز انتشاره حيث ينشط عناصر تنظيم القاعدة والطوارق

TT

هدد جناح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بقتل رهائن أوروبيين يحتجزهم منذ الشهر الماضي، إذا هاجمت فرنسا وحلفاؤها قواعدهم في شمال مالي.

وأضافت «القاعدة» في بيان على الإنترنت «نوجه تحذيرا صريحا لحكومات الدول المعنية فرنسا وبريطانيا وهولندا والسويد بأن موافقتهم على عملية عسكرية وشيكة ضد المقاتلين بشمال مالي ستعتبر توقيعا منهم على إعدام رعاياهم» وأكد بيان التنظيم أن «المجاهدين لا يرغبون في هذه النهاية المأساوية وأنهم حريصون على إيجاد تسوية سلمية وعادلة لقضية الأسرى الأوروبيين، وعليه فإننا نوجه نداء عاجلا لأهالي هؤلاء المختطفين، نقول لهم عليكم بالضغط على حكومتكم لصرفها عن الدعم السري والموافقة المبدئية على هذه العملية العسكرية التي ستتسبب حتما في مقتل أقاربكم».

وطالب البيان وسائل الإعلام الأوروبية المعنية بتسليط الضوء على هذه المخاطرة والمغامرة السياسية التي تقوم بها حكومات مستهترة بدماء رعاياها.

وأعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الشهر الماضي مسؤوليته عن خطف 5 أجانب منهم فرنسيان و3 من دول أوروبية لم يكشف عنها من شمال مالي في نوفمبر (تشرين الثاني)، ونشر صورا لهم بموقع إسلامي على الإنترنت.

وتظهر الصور الرهائن وبعضهم مقيد بحبل، وقد أحاط بهم رجال ملثمون يحملون أسلحة نارية. ويعتقد أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يحتجز 9 رهائن غربيين 6 منهم فرنسيون احتجزوا في مالي والنيجر منذ سبتمبر (أيلول).

إلى ذلك عزز الجيش المالي انتشاره في شمال البلاد بالرجال والسلاح لضمان أمن منطقة ينشط فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومجموعات الطوارق المسلحين، على ما أفادت مصادر متطابقة.

وأفاد مصدر إداري مالي أن «الجيش المالي نشر في الشمال رجالا وعتادا وأكثر من 200 آلية.

ولاحظ مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ضمن الانتشار العسكري طائرتين مقاتلتين من طراز ميغ في مطار غاو، شمال مالي، في حين تقوم طائرتان صغيرتان بطلعات استكشافية انطلاقا من تمبكتو، إحدى بلدات المنطقة.

وصرح ضابط مالي عضو في قيادة الأركان العملانية في غاو أن «رجالنا اليوم في تنزاواتن (شمال) لضمان أمن البلاد» دون مزيد من التفاصيل حول عدد القوات.

وأضاف المصدر العسكري أن المتمردين الطوارق العائدين مؤخرا من ليبيا إلى مواقع قرب تنزاواتن، تركوا بسرعة المواقع التي كانوا فيها مع وصول القوات الحكومية مؤكدا «عندما وصل رجالنا رحل من كانوا هناك».

وصدرت المعلومات حول هذا الانتشار غداة نشر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بيان هدد فيه بقتل رهائنه الغربيين الـ5 المخطوفين في نهاية نوفمبر في شمال مالي، وهم فرنسيان وسويدي وجنوب أفريقي يحمل الجنسية البريطانية وهولندي.

وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد قتل 5 غربيين منذ الإعلان عن تأسيسه مطلع عام 2007. وتم قتل 3 من هؤلاء، أثناء أو على خلفية محاولة تحريرهم من قبضة عناصر التنظيم.

ويتعلق الأمر بالبريطاني أدوين داير الذي أعدمه التنظيم منتصف عام 2009 بعد رفض الحكومة البريطانية الانصياع لطلبات القاعدة بالإفراج عن المعتقل أبي قتادة المعتقل في بريطانيا.

وعقب ذلك وتحديدا في مطلع عام 2010 قتل فرنسيان خطفا من النيجر، وقالت «القاعدة» حينئذ إن أحدهما قتلته قذيفة فرنسية أطلقتها القوات الفرنسية أثناء تعقبها للخاطفين، كما قتل الثاني على يد التنظيم أثناء نفس العملية.

وجاء مقتل ثالث الفرنسيين بعد شهور من تلك العملية منتصف عام 2010 حين أعلن التنظيم عن إعدام الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو (78 عاما) بعد عملية عسكرية مشتركة بين فرنسا وموريتانيا لم توفق في تحريره.