قادة عرب في تونس في الذكرى الأولى لرحيل بن علي

أمير قطر يشارك في الاحتفال الرسمي اليوم

الرئيس التونسي المنصف المرزوقي يرحب بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لدى وصوله إلى العاصمة تونس أمس (أ.ب)
TT

وصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمس إلى تونس، حيث كان في استقباله قادة تونس الجدد وبينهم خصوصا الرئيس المنصف المرزوقي، على ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعرب أمير قطر لدى وصوله عن سعادته بلقاء السلطات التونسية الجديدة وعن تهانيه للتونسيين بالذكرى الأولى لثورتهم، بحسب بيان نشره الوفد القطري.

واستقبل الشيخ حمد من قبل المرزوقي ورئيس الوزراء حمادي الجبالي ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر والكثير من الوزراء التونسيين. وسيتم توقيع تسع مذكرات تفاهم بين البلدين في قطاعات تكرير النفط والكهرباء والتعاون المصرفي في دلالة على تنامي أهمية العلاقات بين البلدين. وكانت قطر أول بلد أجنبي يزوره الزعيم الإسلامي راشد الغنوشي بعد فوز حركة النهضة في انتخاب المجلس التأسيسي في 23 أكتوبر (تشرين الأول) في تونس.

وواجهت حركة النهضة خصوصا خلال حملتها الانتخابية اتهامات بتلقيها تمويلا من بلدان الخليج، لكن الحزب نفى ذلك باستمرار.

ومن المقرر أن يشارك أمير قطر اليوم في الاحتفال الرسمي بإحياء الذكرى الأولى للثورة التونسية وأن يجري قبل ذلك مباحثات مع السلطات التونسية ويوقع الكثير من اتفاقيات التعاون الثنائي.

يشار إلى أن حزب النهضة الإسلامي الذي فاز بأكبر عدد من مقاعد المجلس التأسيسي في انتخابات أكتوبر في تونس (89 من 217)، يرتبط بعلاقات جيدة مع السلطات القطرية.

ويشارك قادة ومسؤولون عرب كثيرون في الاحتفال التونسي اليوم (السبت) بالعاصمة بينهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة التونسية سمير ديلو أيضا حضور ممثلين للمغرب والإمارات والبحرين والكويت والسلطات الفلسطينية في الاحتفال الرسمي اليوم (السبت) بقصر المؤتمرات في تونس.

ومن أبرز المدعوين الآخرين رئيسا الجزائر وليبيا جارتي تونس الاستراتيجيتين بالنسبة إلى اقتصادها واستقرارها.

وتعتبر علاقات تونس بالجزائر حساسة، ولا سيما أن آخر تصريحات الرئيس المنصف المرزوقي أثارت استياء في الجزائر بعدما قال خلال زيارة لطرابلس مطلع يناير (كانون الثاني)، على ما أفادت الصحف الجزائرية، أنه كان من الممكن تفادي إراقة الدماء في الجزائر لو لم تلغ الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي فاز بها إسلاميو الجبهة الإسلامية للإنقاذ سنة 1992.

ونشرت الرئاسة التونسية في بداية الأسبوع بيانا أكدت فيه «احترام تونس التام والمطلق لسيادة الجزائر». وجددت الحرص على «أهمية العلاقات بين البلدين الشقيقين».

كذلك تعتبر ليبيا شريكا حاسما بالنسبة إلى تونس، وخصوصا على الصعيد الاقتصادي، إذ إنها كانت قبل الانتفاضة الليبية في فبراير (شباط)، 2011 ثاني شريك تجاري، وبلغت المبادلات بين البلدين 1.25 مليار دولار نهاية، 2009 بحسب البنك الأفريقي للتنمية. من جهة أخرى، تعتقل تونس رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي الذي تطلبه طرابلس، وأعلن الرئيس المرزوقي خلال زيارته لليبيا أنه لن يعارض تسليمه إذا ضمنت ليبيا له محاكمة عادلة.

وسيشارك المدعوون اليوم في حفل بقصر المؤتمرات يتحدث فيه الرئيس المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر.

وفي موازاة الاحتفالات الرسمية وجهت عبر الشبكات الاجتماعية نداءات للتظاهر في شارع الحبيب بورقيبة، رمز الثورة التونسية، فضلا عن فعاليات فنية في ذلك الشارع «إحياء للحظة ارحل».

وتجمهر آلاف التونسيين في 14 يناير 2011 في شارع الحبيب بورقيبة أمام وزارة الداخلية مرددين «بن علي ارحل». وعلى الأثر، فر بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي وبعض أقاربه إلى السعودية، حيث ما زالوا لاجئين.

وبتنحيه الذي أعلن مساء 14 يناير انتهى عهد بن علي الذي دام 23 سنة بعد أسابيع عدة من الاحتجاجات والمظاهرات غير المسبوقة في تونس.