باكستان أمام خياري الانقلاب أو الانتخابات المبكرة

زرداري يعود للبلاد بعد زيارة لدبي والحكومة تريد تعزيز صفها بتصويت ثقة

جيلاني يتحدث أمام البرلمان حول الوضع السياسي في البلاد في إسلام آباد أمس (إ.ب.أ)
TT

عاد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إلى بلاده أمس إثر زيارة إلى دبي، في وقت يتزايد فيه التوتر بين الحكومة والمؤسسة العسكرية النافذة، على خلفية مذكرة حكومية تطلب مساعدة الولايات المتحدة في كبح الجيش الباكستاني. ويرى محللون أن الأزمة المتصاعدة تضع البلاد أمام خياري انقلاب ينفذه الجيش أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

وأفاد فرحة الله بابار المتحدث باسم الرئيس أن الرئيس زرداري الذي قضى أكثر من أسبوع الشهر الماضي في مستشفى بدبي لتلقي العلاج، عاد إلى أرض الوطن إثر زيارة قصيرة لحضور حفل زفاف. وعندما سئل ما إذا كان الرئيس يشعر بالقلق من الأزمة السياسية الحالية في البلاد، قال: «بالطبع لا، ما الداعي؟».

وقد حشد حزب الرئيس، حزب الشعب الباكستاني، حلفاءه في الائتلاف الحاكم، أمس للوقوف خلفه وسط تنامي التوتر في البلاد. وكانت مذكرة مثيرة للجدل يزعم أنها صادرة عن حكومة زرداري وتطلب مساعدة الولايات المتحدة في الحد من نفوذ الجنرالات قد أدت إلى تفاقم العلاقات بين القيادة المدنية والجيش وتدنيها إلى أسوأ حالاتها منذ انقلاب عام 1999. ودعا رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني أمس إلى عقد اجتماع للجنة الدفاع بمجلس الوزراء يفترض أن يعقد اليوم. وقال مسؤول حكومي إن قائد الجيش سيحضر الاجتماع، في إشارة إلى الجهود التي تستهدف تخفيف حدة التوتر بين الحكومة والجيش.

كذلك، قالت مصادر سياسية إن الحكومة طلبت من البرلمان إجراء تصويت على الثقة لدعم الزعماء المدنيين للبلاد، لكن بعض حلفاء الحزب الحاكم أوصوا بعدم ممارسة الرئيس وحلفائه، ضغوطا كبيرة على الجيش خشية نشوب أزمة ضخمة أخرى في البلد المسلح نوويا والذي يواجه تمرد حركة طالبان. وقال نائب برلماني عن حزب كبير متحالف مع حزب زرداري في الائتلاف الحاكم: «أخبرتنا الحكومة بشأن عزمها طرح قرار. سندعم أي قرار من هذا النوع لأنه سيكون خطوة لتعزيز الديمقراطية في البلاد لكن سيكون من الصعب علينا أن دعم أي قرار يستهدف أي مؤسسة من مؤسسات الدولة».

وتقول مصادر عسكرية إنه رغم أن الجيش يود أن يترك زرداري السلطة فإن ذلك يجب أن يتم عبر الطرق الدستورية وليس عبر انقلاب آخر مثل الانقلابات التي شابت نصف تاريخ باكستان منذ استقلالها قبل قرابة 65 عاما. ويضع جيش باكستان السياسة الخارجية والأمنية للبلاد حتى في ظل السلطة المدنية، ولذا فهو في حاجة لسبب كبير مثل تهديد مصالحه الأساسية لتبرير حدوث انقلاب. لكنه يحجم أيضا عن تولي السلطة كاملة وتحمل مسؤولية كم من المشاكل منها اقتصاد ضعيف وفقر منتشر وانقطاع الكهرباء وهو ما سيعرضه للانتقاد الشعبي.

وعاد زرداري من دبي إلى بلاده أمس، بعدما كانت أثارته زيارة غير متوقعة أداها أيضا إلى دبي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إثر أزمة قلبية بسيطة، تكهنات عدة حول احتمال الإطاحة بالنظام أو إبعاده عن الحكم. ومن حينها، بات يتعين عليه الخضوع لفحوصات طبية دورية بحسب الأطباء الذين عالجوه في الإمارات. وغالبا ما يقيم زرداري الذي أمضى فترة منفاه الطويل بين دبي وبريطانيا قبل انتخابه في منصبه في عام 2008. في الإمارات لأسباب شخصية.

ولم ينجح زرداري الذي انتخب إثر اغتيال زوجته رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو في عملية انتحارية نسبت إلى حركة طالبان في أواخر عام 2007. في أن يزيل عن نفسه صورة الفساد التي أدت إلى تراجع شعبيته إلى مستويات لا سابق لها في بلاده.

ووسط أجواء التوتر، هدد الجيش يوم الأربعاء الماضي، بكلمات مبطنة رئيس الوزراء جيلاني «من عواقب أليمة للبلاد»، بعدما كان هذا الأخير وجه نقدا لجنرالات الجيش. إلا أن محللين يعتبرون أن هذه الأزمة يمكن أن تؤدي إلى انتخابات مبكرة في الربيع المقبل (قبل موعدها المقرر دستوريا في 2013) أكثر منها إلى انقلاب عسكري. ويعد منصب الرئيس شرفيا إلى حد كبير في باكستان.

زعيم المعارضة في بريطانيا يعاني تدني شعبيته