قتيلان وإحراق مساجد في العنف الطائفي المتواصل بنيجيريا

تعليق الإضراب العام والمظاهرات بهدف إعطاء فرصة للتفاوض

TT

تواصلت أعمال العنف الطائفية في شمال نيجيريا، أمس، في حين أعلنت النقابتان الرئيسيتان في البلاد أنهما ستعلقان الإضراب العام والمظاهرات، خلال إجازة نهاية الأسبوع، بهدف إعطاء فرصة للمفاوضات، بعد أن باتت البلاد مهددة بالشلل، وبات الإضراب على وشك أن يشمل قطاع النفط الحيوي.

وأعلنت مصادر متطابقة، أمس، أن شخصين قتلا وتعرضت مساجد لإضرام النار، في هجوم نفذه مسيحيون على قرية غوالام ذات الأكثرية المسلمة في شمال شرقي نيجيريا. وصرح أبو بكر حسيني بأن حشدا قدم من ايمبور قرية غوالام وأحرق منازل ومساجد.. «أحصينا حتى الآن قتيلين، وما زلنا نجهل مصير بعض السكان الذين فروا إلى الأدغال». ووقع الهجوم الليلة قبل الماضية في ولاية اداماوا، التي تشهد أعمال عنف دينية، ويفترض أن تنتخب حاكمها في 21 من الشهر الحالي.

وتشهد نيجيريا تصعيدا في أعمال عنف، تنسب في معظمها إلى مجموعة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة، وذلك منذ مهاجمة مسيحيين أثناء الخروج من قداس عيد الميلاد. وأعلنت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، أول من أمس، أنه قد توجه إلى مجموعة «بوكو حرام» تهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» إذا أثبت القضاء أنها شنت هجوما ممنهجا ضد السكان. وقالت بيلاي في بيان: «يمكن أن توجه إلى أعضاء (بوكو حرم) ومجموعات وكيانات أخرى تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إذا ما اعتبر القضاء أنها شنت هجوما ممنهجا وشاملا ضد المدنيين، بما في ذلك على قاعدة الدين أو الإثنية». ودعت بيلاي المسؤولين الدينيين في نيجيريا.. «لا سيما المسؤولون المسلمون والمسيحيون إلى توحيد قواهم من أجل أن يوجهوا إدانة لا لبس فيها لكل عمل عنف، بما في ذلك الأعمال الانتقامية». كما طلبت منهم «تشجيع اتباعهم على الإبلاغ عن المتورطين في المجازر وأعمال العنف الأخرى التي حصلت ومساعدتهم على توقيفهم».

في غضون ذلك، أعلنت النقابتان الرئيسيتان في نيجيريا، أمس، أنهما ستعلقان الإضراب العام والمظاهرات خلال إجازة نهاية الأسبوع، بهدف إعطاء فرصة للمفاوضات بعد أن باتت البلاد مهددة بالشلل، وبات الإضراب على وشك أن يشمل قطاع النفط الحيوي. وقالت المركزيتان النقابيتان الأساسيتان في بيان مشترك أمس «إن الحركة النقابية وحلفاءها في المجتمع المدني، قررت بعد مشاورات وطنية، أن تكون نهاية الأسبوع هذه بلا إضراب ولا مظاهرات». ومن المقرر إجراء مفاوضات جديدة مع الحكومة، اليوم (السبت)، بعد فشل لقاء أول من أمس (الخميس). وستتيح هذه الهدنة للسكان التزود بما يلزمهم، بحسب النقابيين.

والتقى ممثلو النقابات، الخميس، الرئيس غودلاك جوناثان، والكثير من المسؤولين الحكوميين ليبدأوا حوارا هو الأول منذ بداية حركة الإضراب الواسع، الذي شاركت فيه شرائح كبيرة من السكان الذين ينتشر الفقر بين القسم الأكبر منهم.

وقال ممثلو النقابات إنهم طلبوا تعليق رفع أسعار المحروقات، مقابل إنهاء الإضراب، لكن الحكومة طلبت التفاوض على أسعار جديدة. وبعد اللقاء، أعلن مسؤول نقابي تعليق المفاوضات على أن تستأنف اليوم السبت. وتقرر حينها الاستمرار في الإضراب، وشارك عشرات الآلاف في المظاهرات التي نظمت منذ الاثنين الماضي، وشهدت صدامات مع الشرطة أوقعت عددا من القتلى.