النظام السوري يعمل على إشعال مواجهات طائفية

معارض: المساعي لتأجيج فتنة مذهبية في حمص لم تتوقف منذ 10 أشهر

TT

يعتبر ناشطون سوريون أن النظام السوري لم يتوان منذ اللحظة الأولى لبدء التحركات الشعبية في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي عن محاولة إشعال مواجهات ذات طابع مذهبي، خصوصا في المناطق السورية المختلطة بين السنة والعلويين، وتحديدا في بانياس واللاذقية وحمص.

وإذا كان إحكام قوات الأمن السورية قبضتها على كل من بانياس واللاذقية حال دون استمرار حصول بعض «الإشكاليات» ذات الطابع المذهبي، والتي يؤكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أنها لم تتطور إلى «مواجهات طائفية»، إلا أن مدينة حمص لا تزال تشهد منذ 10 أشهر محاولات حثيثة لإشعال مواجهات طائفية فيها. وقال الناشط السوري وعضو المجلس الوطني عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» إن «المساعي لتأجيج فتنة مذهبية في مدينة حمص تحديدا لم تتوقف، حيث يتم العثور بشكل يومي على جثث منكل بها ومشوهة مرمية في أحياء المدينة، سواء التي تقطنها غالبية علوية أو تلك التي تقطنها غالبية سنية».

وأشار إلى أن «حدة الإشكاليات الطائفية ارتفعت في الأسبوع الأخير قبل شهر رمضان، مع بدء حوادث اختطاف طالت أكثر من 20 فتاة، قام بها عناصر من الأمن و(الشبيحة) وأشعلت حوادث طائفية تم ضبطها»، لافتا إلى أن «معظمهن عدن جثثا إلى عائلاتهن بعد الاعتداء عليهن، فيما لا يزال مصير عدد منهن مجهولا».

وأوضح إدلبي أن «جهات عدة عملت على تصوير الموضوع وكأنه ظاهرة، وليس كحوادث فردية، كما أن الإعلام السوري بدأ منذ اليوم الأول لبدء التحركات في الحديث عن (فتنة طائفية)»، جازما بأن «نسبة العلويين الذين شاركوا في المظاهرات في الأسبوع الأول من الثورة السورية كانت أكثر من السنة»، ولفت إلى أن «النظام تنبه جيدا للأمر، وبدأ بضرب اندفاعاتهم من خلال اعتقالات طالت شبانا في صفوف الطائفة العلوية، فضلا عن حملات ترهيب وتهديد واسعة»، معتبرا أن «النظام أدرك أنه سيخسر في الثورة ما لم يحولها إلى صراع طائفي».

ووضع إدلبي حادثتي مقتل الصحافي الفرنسي أول من أمس والاعتداء على مسيرة مؤيدة للنظام في كل من حي الزهراء وحي عكرمة الجديدة في إطار مساعي النظام المتواصلة لإشعال فتنة طائفية، انطلاقا من أن غالبية القاطنين في الحيين هم من الطائفة العلوية، ولا يمكن لأي معارض الدخول إليهما فكيف الحال مع مسلحين معارضين للنظام.

ورأى أن «افتعال الحادثين بمثابة محاولة لاستثارة الناس في هذه الأحياء، وحثهم على القيام بهجوم معاكس ضد الأحياء ذات الغالبية السنية، وعلت أصوات مطالبة بوجوب الرد وحصلت بعض المحاولات الفردية ضد أحياء سنية لكن سرعان ما تم ضبطها بسرعة». وأكد أن «النظام لا يتردد في مساعيه لإثارة النعرات وجر السكان إلى إشكالات فيما بينهم»، مشددا على أن «مدينة حمص وبعد مرور 10 أشهر لا تزال صامدة أمام كل هذه المساعي بفضل وعي أهلها».