أمير قطر يدعو لإرسال قوات عربية لإنهاء العنف في سوريا

خبير لـ «الشرق الأوسط»: التصريحات القطرية اعتراف بضرورة تدخل القوة لإنهاء العنف

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني
TT

أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس، أنه ينبغي إرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف «إراقة الدماء» هناك والتي حصدت أرواح الآلاف خلال الشهور العشرة الماضية، فيما اكتسبت تصريحات الشيخ حمد أهمية استثنائية يوم أمس على اعتبار أنها الأولى من نوعها لزعيم عربي تترأس بلاده اللجنة العربية المنبثقة عن الجامعة العربية بخصوص الأزمة في سوريا.

وتأتي هذه التصريحات كجزء من مقابلة للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لبرنامج «ستين دقيقة» على شبكة «سي بي إس» الأميركية، والتي ستبث كاملة اليوم، وهي الأولى لزعيم عربي تطالب بنشر قوات عربية داخل سوريا، في حين تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الانتقادات من عدة أطراف لأداء لجنة المراقبين العرب إلى سوريا مع ارتفاع أعداد القتلى بشكل يومي، فيما يذهب البعض للقول بأن بعثة المراقبين إلى سوريا فشلت في أداء مهامها تماما من اليوم الأول وهو ما يذهب إليه الخبير الاستراتيجي عبد العزيز صقر رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، الذي يتخذ من دبي مقرا له.

وتعتبر تصريحات الأمير حمد الأولى من نوعها رغم أن قطر تعتبر من أشد المنتقدين العرب لحملة العنف التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين، لكن السؤال هل إرسال قوات عربية لوقف إراقة الدماء في سوريا أمر ممكن وهو ما لم يسبق أن حدث في تاريخ الجامعة إلا في حرب «تحرير الكويت» عام 1990، علما بأن القوات العربية في حينها كانت قوات مساندة فقط للقوات الأميركية، «لا أعتقد أن من المنطقي إرسال قوات عربية إلى سوريا» بحسب الخبير الاستراتيجي عبد العزيز صقر «أنت بحاجة لإنشاء قيادة موحدة لهذه القوات وهي غير موجودة حاليا لذلك، حلف الناتو قادر على ذلك فهو يمتلك تلك القادة أما في الحالة العربية فهناك حاجة إلى قيادة عربية موحدة، لذلك الموقف الدولي هو العامل الحاسم وبالتالي التدخل الدولي في القضية السورية».

و«بالتأكيد يدرك أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني صعوبة فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا لكن صقر يرى أن دعوة الشيخ حمد تأتي في إطار استنفاد كل الاحتمالات قبل الانتقال إلى البديل عن الحل العربي وهو التدخل الدولي»، مضيفا «أعتقد أن التصريحات القطرية اعتراف بضرورة تدخل القوة لإنهاء العنف في سوريا خاصة أن مهمة المراقبين العرب محكوم عليها بالفشل من البداية».

ويستطرد عبد العزيز صقر بالقول «هو اعتراف بأن لا الحكومة السورية تعاونت مع المراقبين وطبقت بروتوكول الجامعة لإيقاف القتل اليومي ولا المعارضة تمكنت من الوصول إلى مرحلة انهيار الجيش وسقوط النظام».

ليس هناك قوة عربية تمتلك قيادة موحدة، لذلك يرى صقر أن التدخل الدولي في سوريا أمر حتمي «أعتقد أننا سنكون خلال مدة شهر أمام تدخل دولي في سوريا هذا إذا سارت الأمور بشكل طبيعي، وهو ما تعكسه تحركات قادة الدول من وإلى والمنطقة، ليبقى السؤال هل سيحسم التدخل الدولي الأزمة في سوريا بالسرعة المطلوبة.. لا أعتقد ذلك.. لكنه سيسرع في إسقاط النظام».