المفاوضات تفشل بين «المجلس الوطني السوري» و«هيئة التنسيق» »

أنس العبدة لـ «الشرق الأوسط»: الأهم من توحد المعارضة توحد رؤيتها كي تنتصر الثورة

TT

بعد فشل المفاوضات والاجتماعات التي استمرت شهرين بين المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية، وكان الهدف منها عقد «المؤتمر السوري العام» برعاية الجامعة العربية، يبدو أن هذه الجهود وصلت إلى نقطة «اللاعودة» بعدما عمدت هيئة التنسيق إلى تسريب الاتفاق الأولي بين الطرفين، بحسب عضو الأمانة العامة للمجلس أنس العبدة الذي اعتبر أن انتصار الثورة ليس مرتبطا بوحدة المعارضة إنما المهم هو الاتفاق على رؤية سياسية موحدة في ما بينهما. وقال العبدة لـ«الشرق الأوسط» هيئة التنسيق الوطنية لم تلتزم بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع رئيس المجلس الوطني وقامت بتسريب الوثيقة قبل إقرارها من قبل الأمانة العامة للمجلس، ونتج بالتالي عن هذا التصرف جو من عدم الارتياح والشك في قدرة بعض القيادات في الهيئة على الالتزام بالعهود. لذا قررنا أن نقدم رؤيتنا لسوريا المستقبل، وستطرح هذه الرؤية أيضا ضمن وثيقة خاصة تعمل عليها لجنة تحضيرية، في المؤتمر السوري العام الذي من المفترض عقده في نهاية الشهر الحالي وبداية الشهر المقبل. ويلفت العبدة إلى أن المفاوضات بين الطرفين مرت بمراحل عدة تخللها اتفاق على بعض النقاط فيما بقيت نقاط أخرى أساسية خارج نطاق هذا الاتفاق. ويضيف «كنت مترئسا الوفد الأول الذي تولى مهمة المفاوضات مع الهيئة وكان اتفاقنا الأساسي أن يكون هدف إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، لكن الأمر بعد ذلك اختلف وكانت مسودة الوثيقة التي وقعت خالية من هذا البند». وفي حين يشير العبدة إلى أن أحدا لم يكن مفوضا من قبل المجلس للتوقيع على الوثيقة، يلفت إلى أنه كان هناك اتفاق شرف بين غليون وهيئة التنسيق بعدم تسريب المسودة.

ويؤكد العبدة أن خط الثورة الذي يرتكز عليه المجلس الوطني يختلف عن ذلك الذي تعمل وفقه هيئة التنسيق الوطنية، إذ في حين هدف الأول هو إسقاط النظام ورفض أي حوار مع النظام وحماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة إضافة إلى اعتبار الجيش السوري الحر مكونا أساسيا من المعارضة، لا تزال هيئة التنسيق ترفض التدخل الخارجي بالمطلق ولا يقدمون أي بديل على ذلك.

من جهته يعتبر هيثم المناع، رئيس هيئة التنسيق الوطنية، أن إعلان المجلس الوطني أن المفاوضات بين الطرفين وصلت إلى مرحلة اللاعودة يخدم النظام الذي يستفيد من انقسام المعارضة عندما تفقد قوتها ووحدتها وهذا ما عكسه خطاب الرئيس السوري بشار الأسد السابق. ويرفض المناع القول بأن إسقاط النظام ليس من أولوية عمل هيئة التنسيق الوطنية وهدفها، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «من ليس له تاريخ في المعارضة عليه أن لا يزايد على الآخرين. نحن أم الولد، لم ولن نضحي بالشعب والثورة لأن هناك مزاجيات وأصواتا ترفض الوحدة التي نحن بأمس الحاجة إليها كي نحترم من الداخل والخارج». ويضيف «نحن نملك قرارنا واستقلالنا السياسي الذي لو هم يملكونه ما كانوا تراجعوا عن كل ما وافقوا عليه بل وقعوا عليه في الوثيقة». ويلفت إلى أنه في حال عقد المؤتمر السوري العام تحت رعاية الجامعة العربية ستعمد الهيئة إلى تقديم الوثيقة التي سبق لها أن وقعتها مع المجلس الوطني إضافة إلى بنود أخرى منها تلك التي تتمحور حول مفهوم المواطنة والضمانات الأساسية لحقوق الأقليات.

في المقابل، يعتبر العبدة أن الثورة لا تقبل الحلول الوسط، ويقول «إذا كان هناك إرادة حقيقية قد نصل إلى اتفاق، لكن علينا أن لا نتصرف كسياسيين تقليديين وأن لا يكون هناك حلول رمادية على حساب خط الثورة، وأن لا يتعارض هذا الاتفاق مع الخط السياسي للثورة الشعبية التي فوضت المجلس الوطني ممثلا شرعيا لها». ويعتبر العبدة أن «توقيع اتفاق مع هيئة التنسيق الوطنية سيسبب إشكالية حقيقية مع الثوار الذين يطالبوننا بعدم فتح نافذة حوار مع الهيئة إذا لم تلتزم بالخط الثوري».

وعن موقف الجامعة العربية من عدم اتفاق أطراف المعارضة، يقول العبدة «ما يهمنا بشكل أساسي هو الثورة السورية وننظر بإيجابية لأي دور عربي يساهم في نجاحها، لكن يبقى الأهم من توحد المعارضة هو توحد رؤيتها كي تنتصر الثورة».