تضارب في المعلومات حول مقتل شاب لبناني قرب الحدود السورية

مفوضية اللاجئين تحصي وجود 5238 نازحا سوريا في عكار وطرابلس

TT

عثر صباح أمس على الشاب اللبناني حسن أحمد داود عبيد (18 عاما) جثة هامدة نتيجة إصابته بطلق ناري في بطنه عند الساتر الترابي الفاصل بين بلدة قرحة اللبنانية في منطقة وادي خالد والحدود السورية.

وبعد أن رجحت الفرضيات الأولية أن يكون مقتل الشاب ناتجا عن إصابته بطلق ناري من الجانب السوري، على خلفية تكرار حوادث إطلاق النار من الجانب السوري باتجاه الأراضي اللبنانية، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أنه «بعد كشف الطبيب الشرعي الدكتور حسين عدوية على الجثة أفاد بأن الوفاة ناتجة عن طلق ناري من بندقية صيد كانت بحوزة الضحية ومن مسافة قريبة جدا (ملامسة)، مما عزز الاعتقاد بأن الوفاة قضاء وقدر».

وباشرت الأجهزة الأمنية المختصة تحقيقاتها لكشف كامل ملابسات الحادثة، في وقت تضاربت فيه المعلومات مع نقل وسائل إعلام في بيروت عن مصادر أمنية قولها إن «الرصاصة التي تعرّض لها جرّاء إطلاق نار عند الحدود أتت من مكان بعيد عن مكان وجوده»، مشيرة إلى أن «الإصابة التي تعرض لها سطحية إلا أن الرصاصة التي أصابته هي من النوع (المتفجر) مما أدى إلى وفاته».

وكانت مصادر نيابية في شمال لبنان أبلغت «الشرق الأوسط» في وقت سابق لتقرير الطبيب الشرعي أنه من «الصعب معرفة حقيقة ما جرى بالتحديد لأن الشاب كان موجودا لوحده على بعد مائة متر من الحدود السورية». وتعد بلدة قرحة، حيث وجد الشاب مقتولا، المنطقة الأكثر تداخلا في أقصى عكار مع سوريا، ويمتلك أهاليها أراضي متداخلة على الحدود اللبنانية السورية، وهم اعتادوا العمل فيها والدخول إلى سوريا، كما هو حال أهالي البلدات السورية المجاورة.

وازدادت وتيرة حوادث إطلاق النار التي تشهدها منطقة وادي خالد، بسبب فرار عدد من السوريين عبر المعابر غير الشرعية إلى لبنان. وتأوي المنطقة عددا كبيرا من النازحين السوريين، الذين هربوا خوفا من الأحداث التي تشهدها بلداتهم السورية. ووفق التقرير الأخير الصادر أول من أمس عن المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان (UNHCR)، يوجد في لبنان حاليا 5238 نازحا سوريا (976 عائلة)، بزيادة مائتي شخص عن الأسبوع الماضي، وهم مسجلون رسميا لديها ويعيشون في عكار وطرابلس، إلا أن مصادر ميدانية ترجح أن يكون عدد النازحين أكثر بكثير من الأرقام الرسمية، بسبب خوف قسم كبير من الكشف عن هويته للدولة اللبنانية.

ويبدي النازحون بمعظمهم رفضهم العودة إلى قراهم إلى حين استتباب الأمن وعودة الاستقرار إليها. ووفق المفوضية، فإن غالبية السوريين الذين وصلوا في الأسابيع القليلة الماضية إلى لبنان جاءوا من تل كلخ وحمص المجاورتين.

ونقلت المفوضية عن النازحين السوريين والعائلات اللبنانية المضيفة أخبارا عن إطلاق نار كثيف في تل كلخ، وهو ما يفاقم قلق النازحين حيال الوضع في سوريا. وذكرت أن حدة التوتر ازدادت مع تقارير أفادت اعتقال عدد من المواطنين السوريين واللبنانيين عند نقطة الرويمة الحدودية خلال عودتهم إلى سوريا بعد خضوعهم للعلاج في مستشفيات في شمال لبنان.