يجد الجيش الإسرائيلي نفسه مضطرا للتعامل مع تحديات مواجهة جديدة، لا برية ولا جوية ولا بحرية، بل إلكترونية هذه المرة، وهو ما قاده إلى تشكيله، نخبة جديدة من «قراصنة» الحواسيب، لمواجهة حرب إلكترونية محتملة، على الرغم من أنه يجند العشرات سنويا في إطار عادي.
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إن الجيش جند ما يقارب 300 من خبراء الحواسيب، بعضهم من كبار الخبراء في هذا المجال.
وقال ضابط إسرائيلي رفيع «إن هذه الخطوة جاءت بسبب مخاوف من تهديدات متنامية على الشبكات الإسرائيلية سواء المدينة أو العسكرية».
وسيخدم الجنود الجدد في الاستخبارات العسكرية، في فرع مسؤول عن الحرب الإلكترونية، وسيتولون المسؤولية عن تشفير وفك رموز الشيفرات في شبكات الجيش وجهازي المخابرات العامة «الشاباك» والخارجية «الموساد»، وكذلك حماية الشركات الوطنية مثل الكهرباء المياه «مكوروت»، والهاتف، وسيتولى قيادة المجموعة عقيد سابق في الجيش الإسرائيلي.
وبحسب صحيفة الـ«جيروزليم بوست، فإن تشكيل هذه النخبة يهدف إلى تعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي في مجال الحرب الإلكترونية. وتشعر إسرائيل بالقلق الكبير بعد شن قراصنة حواسيب، عدة هجمات في الأسابيع الماضية، استهدفت تفاصيل بطاقات الائتمان لآلاف الإسرائيليين، ونشرتها فعلا، لكن ما تخشى منه إسرائيل، هي حرب أوسع وأخطر من ذلك.
وثمة قلق حقيقي في إسرائيل من شن هجمات إلكترونية قاتلة، تستهدف شبكات الحواسيب الحكومية والأمنية، بالإضافة إلى شبكات البنى التحتية، فضلا عن البنوك وشركات الائتمان والشركات المزودة للإنترنت والهواتف الجوالة.
وربما تستند مخاوف الإسرائيليين، بالأساس، إلى معلومات قادمة من طهران، عن خطة إيرانية كبيرة لتطوير التكنولوجيا الإلكترونية وتوظيف خبراء، بهدف تعزيز قدرات الجمهورية الإسلامية الدفاعية والهجومية في مجال الحرب الإلكترونية.
ولهذا السبب، حذر داني أيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، من أن «الهجمات المرتبطة بالإنترنت تمثل انتهاكا للسياسة وتعادل عملية إرهابية وينبغي التعامل معها على هذا الأساس» وحتى لو كان الرد «عسكريا».
وبدأت «الهيئة الوطنية للحرب الإلكترونية - سايبر» في الأسبوع الماضي، عملها بعد مرور سبعة أشهر ونصف من إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن إقامتها، إثر توصيات من جنرال الاحتياط البروفسور يتسحاق بن يسرائيل بشأن إقامة هيئة تعمل على تنسيق العمليات الحربية لإسرائيل، من الهجمات الإلكترونية على الحواسيب وعلى تطوير أنظمة الحماية. وقال مسؤول كبير في قسم الدفاع في «سايبر»، «هذا المجال أصبح بمثابة مجال قتال جديد يضاف إلى المجال البحري، الجوي والبري. أصبحت شبكة الإنترنت بمثابة ساحة معركة حقيقية».
وأضاف «أصبح الـ(سايبر) ليس فقط مجرد شعبة إضافية، بل هي عبارة عن اتجاه ذي أبعاد يتفوق على جميع الشُّعب والأقسام للجيش الإسرائيلي» وأوضح، «تكمن مهمتنا في التأكد من أن جميع وحدات وأقسام الجيش، مستعدة لهذا العصر. نحن نقوم بصياغة تصورات، توجه سياسي ونقوم ببناء النظريات». وتابع القول «تعي المنظمات الإرهابية أنه توجد فرصة كبيرة لإلحاق الضرر بالدول أو بالجهات الرسمية، حيث يمكن لهذا الضرر أن يغير الميزان. وظيفتنا هي منع حدوث أمر كهذا».
وتشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية في هذا المجال إلى أن من بين الهيئات الناشطة ضد إسرائيل، «منظمات إرهابية، ومنظمات الجريمة المنظمة، والدول العدوة، وقراصنة هواة ومحترفون، وشركات ومؤسسات وجهات داخلية».