اليمن: باسندوة يصل إلى أبوظبي.. وبن عمر يلتقي الأحمر في صنعاء

عودة بعض سكان زنجبار واستمرار المعارك بين الحوثيين وقبائل سنية

جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يغادر مبنى مجلس النواب اليمني (رويترز)
TT

وصل ظهر أمس السبت محمد سالم باسندوة، رئيس حكومة الوفاق الوطني في اليمن، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي قادما من دولة البحرين والمملكة العربية السعودية، فيما أكد جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، على وقوف الأمم المتحدة إلى جانب اليمن، وأنها ستستمر في مراقبة الأوضاع في البلاد لمعرفة مدى سير تنفيذ المبادرة الخليجية. يأتي ذلك وسط تعقيدات أمنية في الجنوب مع عناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة وفي الشمال، حيث تشتد المواجهات بين الحوثيين الشيعة وقبائل سنية ترفض الخضوع لسيطرتهم في محافظة صعدة.

ومن المقرر أن يجري رئيس الوزراء اليمني في الزيارة التي تستمر يومين إلى أبوظبي مباحثات مع المسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة تتعلق بدعم الحكومة اليمنية بعد نحو سنة من الاحتجاجات المتواصلة والتي أفضت إلى توقيع الرئيس صالح على اتفاق ينص على تنحيه عن السلطة.

وفي السياق ذاته، أكد جمال بن عمر، المبعوث الأممي إلى اليمن، على وقوف الأمم المتحدة إلى جانب اليمن لتجاوز المرحلة الراهنة، وأن الأمم المتحدة مهتمة بالأوضاع في اليمن، وستستمر في مراقبة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مشيرا إلى أهمية الالتزام بتنفيذ المبادرة وآليتها وفقا للمواعيد الزمنية المحددة من أجل تهيئة الأجواء الكفيلة بتحقيق الأمن والاستقرار، مشددا في هذا الصدد على ضرورة استكمال الخطوات اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، نافيا وجود أي ربط بينها وبين إجراءات إقرار مشروع قانون الحصانة. جاء هذا في سياق لقائه بأمين عام اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر، أمس، في إطار متابعة الأمم المتحدة لمسار التسوية السياسية في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014.

من جانبه، تطرق الشيخ حميد الأحمر إلى أهمية الالتزام الجاد والصادق بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وضمان انتقال سلمي للسلطة بما يؤدي إلى تلبية مطالب الشعب اليمني ويحفظ أمن الوطن واستقراره، مؤكدا على أهمية الحوار بين جميع الفعاليات السياسية في اليمن لمواجهة التحديات الكبيرة والأخطار المحدقة، وبما يكفل تجاوزها والانتصار عليها. كما التقى بن عمر، يحيى الراعي رئيس مجلس النواب في اليمن، حيث حثه على البدء في الإجراءات الخاصة بالتهيئة للانتخابات الرئاسية القادمة في اليمن، حيث من المقرر أن تتوافق السلطة والمعارضة على اختيار نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئيسا لفترة انتقالية تستمر سنتين.

وعلى الصعيد الأمني، تجددت الاشتباكات بين الحوثيين الشيعة في محافظة صعدة وقبائل سنية تداعت إلى نصرة طلبة أهل الحديث في دماج الذين يحاصرهم الحوثيون منذ قرابة أربعة أشهر. وقال ناطق باسم القبائل المناصرة لدماج في اتصال هاتفي مع الشرق الأوسط «إن المعارك استمرت بشكل عنيف الجمعة مساء واستمرت حتى أمس السبت». وأضاف «شن الحوثيون هجمات عديدة على بعض الجبال التي يتمركز فيها مقاتلون من القبائل المناصرة لدماج، مما أدى إلى سقوط شهيدين وسبعة جرحى، والمعلومات أن خسائر الحوثيين أكبر من ذلك». وأضاف الناطق «استخدم الحوثيون في هجومهم على المواقع الجبلية قذائف الدبابات والمدفعية، غير أن مقاتلي القبائل صدوا الهجوم الحوثي من دون تحقيق أهدافه». وفي مديرية «كشر»، استمرت المواجهات بين الجانبين، حيث يحاول الحوثيون السيطرة على بعض المرتفعات القريبة من ميناء ميدي على ساحل البحر الأحمر حتى تسهل السيطرة على الميناء الذي تقول الأنباء إنهم يعتزمون استعماله في الحصول على الأسلحة والمؤن.

وعلى صعيد آخر، تمكن عدد من سكان زنجبار من العودة إلى المدينة الواقعة جنوب اليمن، يواكبهم مسلحون من تنظيم القاعدة يسيطرون على المدينة منذ مايو (أيار) الماضي، كما قال سكان أمس السبت. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال أحد هؤلاء السكان واسمه نايف الجابري «سمح لنا أنصار الشريعة بالعودة إلى المدينة بعد ثلاث محاولات باءت بالفشل». ولم يكن في وسعه تحديد حجم هذه العودة. وأضاف أنه وجد حيه «مدمرا بشكل شبه كامل» بسبب المعارك بين أعضاء هذه المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة والجيش، مؤكدا أن أنصار الشريعة وعدوا بمساعدتهم وتزويدهم بالماء والكهرباء. وتحدث محمد قيس، وهو يمني آخر عائد إلى زنجبار، عن «حسن استقبال» أبداه أنصار الشريعة، فيما استبعد مصدر عسكري استخدام السكان دروعا بشرية خلال معارك، ودعا المدنيين إلى «طرد عناصر (القاعدة) إذا ما أرادوا أن يعيشوا بسلام». وتشهد زنجبار عاصمة محافظة أبين، معارك مستمرة منذ مايو الماضي، بين الجيش الذي يحاول استعادة السيطرة على المدينة، ومسلحي مجموعة مرتبطة بـ«القاعدة» تتحصن فيها.