دبلوماسي ليبي في الدوحة: المساعدات القطرية زادت على 3 مليارات دولار

البوري لـ «الشرق الأوسط»: نستفيد من خبرات قطر المصرفية

TT

قال الدكتور عبد المنصف البوري، القائم بأعمال السفارة الليبية في قطر إن الدعم القطري للثوار الليبيين، زاد على ثلاثة مليارات دولار، وكان موجها إلى الليبيين بغض النظر عن توجهات الفصائل أو المناطق التي ينتمون إليها، مضيفا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة القطرية الدوحة، حيث كان يترأس أيضا مكتب تقديم الدعم اللوجستي للثوار الليبيين أثناء الانتفاضة ضد حكم القذافي، إن الدعم القطري شمل إرسال معدات عسكرية وطبية وأدوية وغيرها، وكانت تشرف عليه بالكامل خلال تلك الفترة رئاسة الأركان القطرية.

يأتي هذا في وقت تتعرض فيه قطر للهجوم من أطراف ليبية متهمين إياها بالتدخل في شؤون بلاهم. وبالإضافة إلى الاتهامات المتبادلة بين قيادات محلية ليبية بشأن استئثار فريق دون آخر على الدعم القطري طيلة الأشهر الماضية، برزت في الأسابيع الأخيرة انتقادات لقطر من جانب قيادات سابقة في المجلس الانتقالي الليبي ومكتبه التنفيذي السابق، لكن المسؤولين الليبيين الحاليين يقولون إن وجهات النظر تلك لا تعبر عن الموقف الرسمي الليبي أو رئيس المجلس الانتقالي المستشار مصطفى عبد الجليل.

وحول حقيقة ما يذاع عن أن المساعدات العسكرية القطرية كانت تذهب إلى فريق بعينه، خاصة في طرابلس، قال الدكتور البوري إن المساعدات العسكرية كانت تذهب إلى جميع الجهات وجميع المدن.. «بنغازي والزنتان والجبل الغربي وغيرها». وأضاف: «حتى القادة الميدانيين الذين لجأوا إلى قطر زودتهم بالسلاح.. وذلك لدعم المجهود العسكري لمواجهة قوات القذافي حينذاك».

وأضاف السفير البوري ردا على سؤال بشأن الحديث الدائر في بعض وسائل الإعلام عن وقوف قطر مع فصيل ضد فصيل بقوله: «حتى أكون صادقا معك.. يقال ويشاع أن هناك بعض التجاوزات أو بعض الأقاويل من هذا النوع، لكن لم تقابلني حالة انحياز واضح.. أو أن يكون لدي عنها معلومات. ولو توجد تجاوزات كما يقول البعض فبالإمكان حل هذه التجاوزات عن طريق القنوات السياسية والدبلوماسية دون التصريح في وسائل الإعلام من جانب الأطراف الليبية».

وللبوري تاريخ طويل في صفوف المعارضة الليبية يعود لأكثر من ثلاثين سنة، وانضم في الثمانينات للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، حيث طاف في العديد من البلاد العربية والأجنبية، حتى ترأس في العام الماضي مكتب الدعم اللوجستي القطري إلى ليبيا في ظروف عصيبة كانت فيها السفارة الليبية في الدوحة مغلقة، بينما ليبيا تعمها فوضى الاقتتال بين الثوار وقوات القذافي، وسط حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل.

وعن قدر المساعدات القطرية إلى ليبيا خلال فترة توليه مكتب الدعم اللوجستي العام الماضي، أجاب بأنها تقدر بنحو «ثلاثة مليارات أو أكثر.. لا أستطيع أن أعطي رقما بدقة.. لكنه يزيد على ثلاثة مليارات، وشملت سيارات وسيارات إسعاف ومطافئ وشرطة وأمن ومعدات وملابس عسكرية».

ويقول المراقبون إن الأوضاع في ليبيا لم تستقر بعد، ما يزيد من قلق أصدقائها وجيرانها بشأن العلاقات المستقبلية. وأوضح البوري عن الدور القطري الحالي بقوله إنه «ما زال دورا داعما لكل ما تحتاجه ليبيا. الاتصالات مستمرة على أعلى المستويات، ونأمل أن تتطور في مجالات كثيرة؛ الاقتصادية والاستثمارية وفي المجالات التعليمية وفي التعاون الثقافي والمجالات الرياضية. وكذا قد نستفيد من تجربة قطر المصرفية».

وعما إذا كان يرى أن عدم الاستقرار في ليبيا يجعل القطريين وغيرهم يشعرون بالقلق أيضا، رد البوري قائلا إن «ما يحدث في ليبيا هو مخاض ثورات.. بعد الثورة عادة يحدث ارتباك وفوضى، خاصة أن ليبيا، على وجه الخصوص، كانت تفتقر خلال عهد النظام السابق لمؤسسات مجتمع مدني.. ما يحدث أمر متوقع، وبالتأكيد كل الأطراف العربية والأجنبية يساورها بعض القلق عما يدور في ليبيا».