رحيل أبو القومية القبرصية التركية

دنكطاش (أ.ب)
TT

توفي رؤوف دنكطاش الزعيم السابق للقبارصة الأتراك، مساء أول من أمس، عن عمر 88 عاما، بعد تدهور بطيء لحالته الصحية، على أثر إصابته بجلطة في الدماغ سببت لديه شللا في مايو (أيار) الماضي. وسيتم دفنه في نيقوسيا من الجانب القبرصي التركي يوم الثلاثاء المقبل.

وكان دنكطاش، أول زعيم لـ«قبرص التركية»، أصيب بجلطة دماغية في مايو الماضي سببت له شللا جزئيا. وخضع لعملية جراحية في يوليو (تموز) في مستشفى عسكري في أنقرة، لكن حالته لم تتحسن بسبب بعض التعقيدات الناجمة عن تقدمه في السن. ونقل إلى المستشفى مجددا الثلاثاء الماضي، وأعلن أطباؤه الخميس أنه يعاني من قصور في عدد كبير من أجهزته.

ولد دنكطاش في عام 1924 في مدينة بافوس (جنوب شرقي قبرص)، وبدأ حياته السياسية في 1948 فور عودته إلى الجزيرة بعد إنهاء دراسته القانون في بريطانيا. وقد شغل في 1949 منصب نائب المدعي العام عندما كانت قبرص مستعمرة بريطانية، وشارك في إعداد تشريعات عدة لمصلحة المجموعة القبرصية التركية.

وفي مواجهة تشدد المجموعة القبرصية اليونانية التي كانت تطالب بالاستقلال عن بريطانيا والالتحاق باليونان في الخمسينات، شارك في تنظيم «المقاومة» القبرصية التركية. وبعد استقالته من الإدارة البريطانية في 1958، انتخب رئيسا لاتحاد الجمعيات القبرصية التركية، ثم أسس المنظمة التركية للمقاومة للتصدي لهجمات القوميين من القبارصة اليونانيين. كما شارك بفاعلية في إعداد دستور الجمهورية القبرصية وانتخب منذ الاستقلال رئيسا لمجلس المجموعة التركية، وأصبح مساعدا لنائب الرئيس القبرصي التركي فاضل كوتشوك.

وتوقف عن العمل السياسي غداة الحوادث الدموية في ديسمبر (كانون الأول) 1963 التي استبعد بعدها القبارصة الأتراك من الحكومة. وقد نفي إلى تركيا لكنه عاد سرا إلى شمال الجزيرة وشارك في القتال بين المجموعتين. وأوقف في 1966 وأبعد مجددا إلى تركيا، وعاد بشكل نهائي إلى الجزيرة في 1968 مستفيدا من عفو.

وأصبح دنكطاش الشخصية الرئيسية للمجموعة القبرصية التركية في المفاوضات بين المجموعتين التي جرت من 1968 إلى 1973، وعندما انتخب نائبا لرئيس جمهورية قبرص مع رئيس قبرصي يوناني، وتولى رئاسة الإدارة القبرصية التركية. وبعد التدخل العسكري في يوليو 1974 من قبل تركيا وهي واحدة من الدول الضامنة لوضع الجزيرة مع بريطانيا واليونان، وردا على انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون متشددون لإلحاق الجزيرة باليونان، أسس في 1975 «الدولة التركية المتحدة لقبرص» قبل أن يعلن «جمهورية شمال قبرص التركية» في 1983، لكن هذا القومي رأى القبارصة الأتراك يتجاهلون نصائحه ويصوتون مع خطة لإعادة توحيد الجزيرة تقدمت بها الأمم المتحدة، في استفتاء في 2004، لذلك امتنع عن الترشح للانتخابات في السنة التالية.

وانسحب الزعيم القبرصي التركي من الحياة السياسية منذ 2005، وتفرغ لتأليف كتب سياسية قبل أن يصاب بجلطة في الدماغ سببت له شللا جزئيا في مايو 2011. وقد تدهورت حالته الصحية تدريجيا منذ ذلك الحين.