واشنطن: إيران تدعم سوريا بالأسلحة لقمع شعبها

أوباما يطلب من أردوغان اتخاذ مزيد من الخطوات لدعم المعارضة السورية

TT

مع قول مصادر إخبارية أميركية بأن الرئيس باراك أوباما طلب، في اتصال هاتفي، من رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، اتخاذ مزيد من الخطوات لدعم المعارضة السورية، أكد مسؤول أميركي أن إيران تواصل إرسال أسلحة إلى حكومة الأسد.

وأشار المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته، إلى أن قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، زار دمشق هذا الشهر، وأن هذا يؤكد استمرار المساعدات الإيرانية، والتي تشمل أجهزة عسكرية. وقال المسؤول: «إننا واثقون بأن (سليماني) استقبل على أعلى مستويات الحكومة السورية، بما في ذلك الرئيس الأسد». وأضاف: «نعتقد أن ذلك يتعلق بالدعم الإيراني لمحاولات الحكومة السورية لقمع شعبها». وقال إن المساعدات الإيرانية جزء من سياسة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمواجهة العقوبات الغربية على إيران، والتهديدات بمواجهة عسكرية في مضيق هرمز، وإن إيران تريد تأسيس تحالف إيراني - روسي - سوري.

وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن واشنطن، في العام الماضي، اتهمت إيران بأنها وراء مؤامرة لفيلق القدس لقتل عادل الجبير، السفير السعودي في واشنطن، بالتعاقد مع رجال يعملون في شبكة مخدرات مكسيكية، وعرض عليهم الفيلق مليونا ونصف المليون دولار.

وبالنسبة للأسلحة التي احتجزت في تركيا في طريقها من إيران إلى سوريا، وأيضا، بالنسبة للسفينة «شاريوت» الروسية التي تحمل أسلحة وفي طريقها، عبر قبرص، إلى ميناء اللاذقية السوري، قالت الخارجية الأميركية إنها تحقق في الموضوعين.

وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة أثارت هذه المسألة مع روسيا، وفي انتظار رد. وأضافت: «أثرنا قلقنا حول هذا مع روسيا ومع قبرص، التي كانت آخر دولة أقلعت منها السفينة. ونحن نواصل الحصول على توضيحات».

وكررت نولاند النداء إلى «جميع الدول» بالتوقف عن شحن الأسلحة والذخائر إلى سوريا. وكررت الدعوة للرئيس الأسد بالتنحي، «ووضع حد لحملة وحشية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة». وأيضا، كررت الرغبة في إصدار قرار من مجلس الأمن لمعاقبة حكومة الأسد، ولوقف القتل في سوريا. وقالت في مؤتمرها الصحافي اليومي: «كما تعلمون عن جهودنا في مجلس الأمن، من بين الأشياء التي نسعى لتحقيقها مراقبة هذا النوع من النشاطات (إرسال أسلحة إلى حكومة الأسد). واضح أن لدينا مخاوف كثيرة بأن النظام السوري يستخدم هذه الأسلحة ضد شعبه». غير أن نولاند رفضت تأكيد التقارير الإخبارية بأن السفينة «شاريوت» تحمل ذخيرة. وقالت: «لم نر حمولة السفينة. ولدينا بعض المعلومات من التقارير الإخبارية، وأيضا من حكومة قبرص. لكننا لم نحسم الموضوع».

ولم يكشف البيت الأبيض تفاصيل الاتصال التليفوني بين أوباما وأردوغان. وقال بيانه إنهما اتفقا على «مواصلة إدانة الأعمال الوحشية لنظام الأسد في سوريا»، وأيضا البرنامج النووي الإيراني وتهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، وأيضا الوضع في العراق. غير أن مصادر إخبارية أميركية قالت إن ستيف سايمون، عضو مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض، يقود فريقا لتقديم توصيات إلى الرئيس أوباما، ومن بينها مزيد من التدخل من جانب تركيا.

وقالت جوديث ميلار، صحافية أميركية كبيرة كانت تعمل في صحيفة «نيويورك تايمز»: «تقول إشاعات واشنطن إن ستيف سايمون يقود حملة لتصعيد مواجهة نظام الأسد. ولتكرار الموقف الأميركي السابق في ليبيا بأن (تقود أميركا من الخلف)». وأضافت: «لا يفهم كثيرون في واشنطن تردد أوباما، ويتساءلون عن عدد القتلى (الآن خمسة آلاف) الذين يجب أن يسقطوا قبل أن يتدخل أوباما». وقالت إن 800 مصري قتلوا في السنة الماضية قبل أن يوقف أوباما دعم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وإن 300 ليبي قتلوا قبل أن يعلن أوباما منطقة حظر الطيران فوق ليبيا، وإن جامعة الدول العربية والدول الخليجية، «التي، عادة، تتحرك في بطء»، أرسلت رسائل غير مباشرة إلى أوباما ليتدخل.

وقال ديفيد شينكار، خبير في معهد واشنطن للشرق الأدنى وكان مستشارا لوزير الدفاع في عهد الرئيس السابق بوش الابن، إن «تردد أوباما حول سوريا يدعو للدهشة». وأضاف أن سبب ذلك ربما الخوف مما سيأتي بعد الأسد. وسأل: «هل يخاف أوباما من تأثير الإخوان المسلمين في دمشق أكثر من كراهيته للمذابح التي يرتكبها الأسد؟ هل يضع أوباما في الاعتبار رأي الشعب السوري فينا، على المدى البعيد؟».