نبيل العربي: الجامعة ستناقش اقتراح قطر إرسال قوات إلى سوريا

مصادر مطلعة تستبعد قبول الدول العربية * الرئيس التونسي يرفض أي تدخل أجنبي في سوريا معتبرا أنه يمثل «عملية انتحارية»

نبيل العربي خلال مؤتمر صحافي وإلى جانبه وزير الخارجية البحريني في المنامة أمس (أ.ب)
TT

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن «الاجتماع الوزاري المقبل للجامعة العربية، سيناقش اقتراحا طرحته دولة قطر، بإرسال قوة حفظ سلام عربية إلى سوريا».

وفي حين دعا الأمين العام السابق للجامعة العربية، عمرو موسى، إلى دراسة الاقتراح القطري، نوهت مصادر في الجامعة بصعوبة تبني الاقتراح المتعلق بإرسال قوة عربية مشتركة إلى سوريا لوقف العنف.

وقالت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» أمس إن مجلس الجامعة العربية سيعقد اجتماعا على المستوى الوزاري يوم 22 يناير (كانون الثاني) لبحث نتائج بعثة المراقبين، التي أوفدتها الجامعة إلى سوريا لمراقبة مدى تنفيذها للمبادرة العربية. ومن المقرر أن تنتهي بعثة المراقبين من وضع تقريرها النهائي بخصوص عملها في سوريا يوم 19 يناير (كانون الثاني) وأن تناقشه لجنة الجامعة المعنية بسوريا يوم 21، وسيتخذ المجلس الوزاري للجامعة في اجتماعه في اليوم التالي القرار بشأن إنهاء مهمة البعثة أو تمديدها أو زيادة عدد أفرادها.

وأشار العربي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إلى أن «الدول العربية تحركت منذ فترة لحل الأزمة في سوريا لإيجاد مخرج لها»، لافتا إلى «وجود خطة لتسوية هذه الأوضاع على أن يقرر السوريون مصيرهم بأنفسهم». وشدد العربي على أن «الوضع في سوريا غير مقبول لوجود مشكلات وأعمال عنف وقتلى»، مشيرا إلى أن «الدول العربية تحركت لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة، وضرورة حماية المدنيين السوريين، ووقف أعمال العنف أيا كان مصدره».

ومن بيروت، دعا عمرو موسى، إلى «دراسة الاقتراح الذي تقدم به أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، المتعلق بإرسال قوة عربية مشتركة إلى سوريا لوقف العنف، لأن الوضع لم يعد يحتمل»، ولكنه رأى أن «الأمر بحاجة للدراسة بين مختلف القادة العرب، لنرى من سيقبل، كما علينا أن نرى إن كانت سوريا ستقبل أيضا».

وشدد على أن «الحكم على عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا يأتي بعد تقريرها النهائي»، مؤكدا أن «الجامعة العربية تقوم بما هي قادرة عليه».

وقال موسى على هامش مشاركته في مؤتمر «الإصلاح والانتقال إلى الديمقراطية»، الذي ينعقد في بيروت، قال: «إن التدويل قائم، ولو كان بشكل غير كامل، والتدويل بالمعنى الجدي هو طرح الملف السوري أمام مجلس الأمن للدراسة واتخاذ قرارات فيه»، مؤكدا أن «مجلس الأمن الدولي ليس في وارد التدخل في سوريا الآن بأي شكل كان، وشدد على أن «الإصلاحات يجب أن تتم، لا أن يتم الحديث عنها فقط، لأن حركة التغيير الكبرى بدأت، وهذه الحركة لن تتراجع».

من جهة ثانية استبعدت مصادر عربية مطلعة، أمس، قبول الدول العربية بمقترح قطر. وذكرت مصادر عربية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أمس أن الجامعة العربية ترفض التعليق على أي مبادرات تطرح بشأن سوريا، خاصة خطاب الرئيس بشار الأسد، الذي قالت إنه نسف فيه المبادرة العربية، واتهمها بالتآمر.

وأشارت المصادر إلى أن الطرح القطري بإرسال قوات عربية إلى سوريا من الصعب أن يحظى بقبول الدول العربية، وبالتالي الرد عليه سيكون في حال تقديم قطر هذا المقترح خلال الاجتماع الوزاري المقبل، المقرر له يوما 21 و22 من الشهر الحالي.

وتوقعت المصادر أن يحدث توافق عربي على فكرة تفعيل المبادرة العربية ودعم بعثة الجامعة بالمال وزيادة الأعداد. وأوضحت المصادر: «أما إذا حدثت مفاجآت تتعلق بحدة العمليات الدموية، فقد يتفق على نقل الملف إلى الأمم المتحدة».

وكان أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أعرب عن تأييده لإرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف أعمال العنف في هذا البلد، في أول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.

وفي هذا الإطار، أعرب الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، في مقابلة، نشرت أمس، مجددا عن رفضه أي تدخل أجنبي في سوريا، معتبرا أنه يمثل «عملية انتحارية»، وينذر بـ«انفجار» المنطقة.

وقال المرزوقي، في مقابلة مع صحيفة «الخبر» الجزائرية: «إن شبح التدخل الأجنبي في سوريا نظري»، مؤكدا: «نحن - التونسيين - ضد أي تدخل أجنبي مهما كانت صفته، بسبب أن الوضع في هذا البلد هو أعقد بكثير منه في ليبيا».

وأوضح: «إذا تدخلت أي قوة، فهذا يعني اندلاع الحرب في كل المنطقة، مما سيفتح المجال لتدخل الجميع، تركيا وإسرائيل وإيران وحزب الله، مما يعني انفجار سوريا ومعها كل المنطقة، وعليه، يصبح الأمر عملية انتحارية».

وردا على سؤال الصحيفة حول مقارنة بين تدخل محتمل في سوريا وتدخل الحلف الأطلسي في ليبيا، قال المرزوقي: «بكل وضوح وصراحة أنا لم أكن مع تدخل الناتو في ليبيا (...) ولم نقبل التدخل إلا بعد أن صارت الأمور لا تطاق، وكان ذلك دون أدنى قناعة، عملا بالمثل التونسي الذي يقول: (لا يدفعك لما هو مر إلا ما هو أمر منه)».

وأبدى الرئيس التونسي قلقه من انزلاق المعارضة السورية إلى التشرذم والطائفية.

وقال المرزوقي: «أنا قلق جدا على الثورة السورية، لأنها تطيفت وتسلحت وتشرذمت، وهنا يكمن الخطر الأكبر، وهذا ما قلته لأصدقائي السوريين، فبرهان غليون، رئيس المجلس الوطني، صديقي منذ عشرين سنة، وهيثم مناع، الذي يرأس التنسيقية، صديق شخصي أيضا».

وأضاف: «التقيت الاثنين هنا في تونس، وطلبت منهما الاجتماع في محاولة للوصول إلى جبهة وطنية تعيد الثورة السورية إلى مسارها الطبيعي، وهو ألا تكون طائفية، وأن تكون سلمية، وبعيدة عن أي تدخل خارجي، تنسقها قيادة موحدة تعطي أفقا للشعب السوري، أما إذا استمر التشرذم والتطيف والتسلح، فإن الثورة السورية ستفشل، وهذه مأساة».