أوباما طلب ونتنياهو رفض التعهد بعدم توجيه ضربة عسكرية لإيران

رئيس القوات الأميركية المشتركة يزور إسرلئيل

TT

على الرغم من أن زيارة رئيس الأركان المشتركة للقوات الأميركية، الجنرال مارتين دمبسي، إلى إسرائيل وصفت رسميا بأنها «جاءت لمواصلة وتعميق التنسيق في مواجهة الأخطار على أمن إسرائيل بسبب التسلح النووي الإيراني»، فقد أكدت مصادر عدة في تل أبيب، أمس، أن الزيارة تأتي في مسعى أميركي لحث إسرائيل على الامتناع عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران وإقناعها بأن ضربة كهذه، إن وقعت، ينبغي أن تقتصر على الولايات المتحدة وحلفائها.

وقالت هذه المصادر إن الأنباء التي نشرت في إسرائيل قبل أسبوع، وتحدثت عن اقتراب في الموقف الأميركي من مواقف إسرائيل بشأن توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران، لم تكن دقيقة. وإن هناك خلافات جدية بين الموقفين، حيث إن الولايات المتحدة تريد السير في الضغط على طهران بوتيرة مغايرة للموقف الإسرائيلي المتسرع. وإن الرئيس باراك أوباما قال ذلك لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كلمته الهاتفية يوم الخميس الماضي، وطلب إليه أن يتعهد له بصراحة ووضوح بأن لا تقدم إسرائيل على ضرب إيران، وحدها.

وقد عبر عن هذه الخلافات، أمس، النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، موشيه يعلون، عندما أبدى خيبة أمله من التردد الذي تبديه الإدارة الأميركية إزاء فكرة تشديد العقوبات التي تستهدف البنك المركزي والصناعات النفطية في إيران. وقال يعلون إن الكونغرس الأميركي أبدى حزما وإصرارا على مكافحة المشروع النووي الإيراني، وأيد بالإجماع تشديد العقوبات المفروضة على طهران، غير أن البيت الأبيض ما زال يتردد خشية منه كما يبدو، من ارتفاع أسعار النفط. وأكد الوزير يعلون، في سياق مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، أمس، أن «عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران تعتبر الخيار الأخير ولكن يتعين علينا أن نكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا». ويرى المراقبون في إسرائيل أن الموضوع الإيراني سيقف على رأس أبحاث الجنرال دمبسي، الذي سيصل إلى إسرائيل يوم الخميس المقبل، للقيام بمحاولة إقناع أخرى للمسؤولين فيها حول ضرورة إبقاء إسرائيل خارج ميدان الموضوع الإيراني. وسيجري سلسلة لقاءات مع وزير الدفاع، إيهود باراك، ومع نظيره رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، وكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والاستخبارية، كما من المحتمل أن يجتمع مع رئيس الحكومة نتنياهو.

يذكر في هذا السياق أن نتنياهو وباراك رفضا في الماضي التعهد لوزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، خلال زيارته لإسرائيل، بعدم شن هجوم على إيران من دون التنسيق مع الولايات المتحدة. كما كتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن ضباط كبار في الجيش الأميركي أن الولايات المتحدة رفعت مستوى استعداداتها تحسبا لهجوم إسرائيلي على إيران. وفي هذا الإطار تم تحديث إجراءات الأمن على المنشآت الأميركية في الشرق الأوسط خشية رد الفعل الإيراني. ونقل عن ضابط كبير في الجيش قوله إن المخاوف الأميركية من هجوم إسرائيلي على إيران تتصاعد، وأن أحد السيناريوهات التي طرحت تتضمن احتمال شن هجوم على السفارة الأميركية في بغداد. وبحسب الصحيفة أيضا، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزير الدفاع بانيتا، بعثا برسائل إلى كبار المسؤولين في إسرائيل تشير إلى الأبعاد الخطيرة لشن الهجوم على إيران. وأوضحا أن الولايات المتحدة تريد توفير متسع من الوقت لفحص تأثير العقوبات التي فرضت على إيران وعلى برنامجها النووي. كما قالت الصحيفة إن المحادثة الهاتفية بين أوباما ونتنياهو، الخميس الماضي، تركزت على هذا الشأن. وإن أوباما قال إن تغيير الموقف الأميركي في هذا الشأن يتغير فقط إذا نفذت إيران تهديدها وأغلقت مضيق هرمز.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد كتبت، يوم الجمعة الماضي، نقلا عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن أوباما بعث برسالة إلى المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، عبر قنوات سرية، مفادها أن إغلاق مضيق هرمز يعتبر خطا أحمر يستدعي ردا أميركيا عنيفا.

وفي نفس السياق، أجرت صحيفة «وويك إند أستراليان» الأسترالية مقابلة مع نتنياهو، نهاية الأسبوع الماضي، قال فيها إنه يعتقد أن العقوبات التي فرضت على إيران تفعل فعلها، وأن طهران يمكن أن تتراجع في ظل العقوبات الشديدة والتهديدات بشن هجوم عسكري على منشآتها النووية. كما نقلت عنه قوله إنه يرى للمرة الأولى إيران تهتز من العقوبات، وخاصة بسبب المخاوف من فرض عقوبات ضد البنك المركزي.