عدد قتلى الانتفاضة السورية يتجاوز 6275.. والعفو الرئاسي لا يعكس ارتياحا

مسؤولون في «مجلس الثورة السورية» لـ«الشرق الأوسط»: نطالب بتكرار السيناريو الليبي

صورة من الإنترنت تبين مشهدا لتشييع أحد قتلى الاحتجاجات (تامر جوير) في دير بعلبة بحمص
TT

أعلنت أمس «الهيئة العامة للثورة السورية» أن «قوات الأمن قتلت بالرصاص سبعة أشخاص في مناطق سورية عدة». مشيرة إلى أن «ضحايا النظام السوري تجاوزا حاجز الـ6275 مواطنا سوريا منذ انطلاقة الثورة (في 15 مارس/ آذار 2011) حتى اليوم». واعتبرت أن «مرسوم العفو الصادر اليوم (أمس) من الرئيس السوري بشار الأسد، يدل على أن هذا النظام في مأزق لأنه من أول الثورة وحتى الآن يصدر أول عفو رئاسي عن الجرائم الواقعة على أمن الدولة، وهو يتضمن العفو عن جرائم حمل وحيازة الأسلحة، إلا أنه غير ذي جدوى مع استمرار حصار المدن ومواصلة أعمال القتل والقمع».

وفي وقت لا يزال فيه الوضع على الأرض على سخونته رغم صدور العفو الرئاسي، أعلن عضو «مجلس ثوار حماه» أبو غازي الحموي لـ«الشرق الأوسط»، أن «العمليات العسكرية والأمنية على الأرض لم تتوقف». مشيرا إلى أن «ما يزيد على 20 دبابة وأكثر من 30 ناقلة جند ومدرعة اقتحمت (أمس) مدينة كفر نبودة في ريف حماه، من أجل قمع مظاهرة سلمية، مما أدى إلى سقوط ستة شهداء، ولا تزال القوى العسكرية منتشرة في المدينة بشكل واسع». كاشفا أن «هذه العملية أحدثت انشقاق عدد من الجنود الذين اشتبكوا مع رفاقهم على خلفية إطلاق النار على المدنيين العزل». ولفت الحموي إلى أن «الانتشار الأمني الكثيف لا يزال على حاله داخل مدينة حماه، واليوم (أمس) قتلت القناصة الفتى أحمد النعسان، ابن الـ16 عاما في الطريق من دون أدنى سبب». مشيرا إلى أن «المظاهرات الليلية لا تتوقف داخل مدينة حماه، ويحميها عناصر الجيش السوري الحر، والجيش النظامي لا يجرؤ على مهاجمتهم ليلا خوفا من وقوعه في كمان الجيش الحر».

إلى ذلك، بقيت الأوضاع في مدينة حمص على حالها، وأوضح المسؤول في «تنسيقية الثوار»، أبو غالب الأيوبي أن «أحياء المدينة لا تزال تحت الحصار لكن كل هذه الإجراءات القمعية لن توقف الثورة السلمية، مع وضع مائة خط تحت كلمة (سلمية)». وأكد الأيوبي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الثوار يحميهم إخوتهم من عناصر الجيش السوري الحر». مشيرا إلى أن «هؤلاء العناصر سلموا البعثة دبابة كانوا استحوذوا عليها من الجيش النظامي قبل أيام، وذلك لإثبات أن من يدافع عن حمص هم أهلها وأبناؤها ولا وجود لعصابات مسلحة كما يسوق النظام أكاذيبه». وأعلن المسؤول في تنسيقية الثوار، أنه «لا قيمة لمرسوم العفو الرئاسي الذي أصدره رأس النظام (الرئيس بشار الأسد) على الأرض، لكن هذا العفو يتضمن اعترافا بالثورة وبالمأزق الذي يتخبط فيه النظام، وأن ساعة الحسم قد اقتربت»، وسأل: «هل هذا العفو هو لإخراج المزيد من الشبيحة من السجن لاستخدامهم ضد المتظاهرين؟». وقال: «أولويتنا كثوار هو أن نتخلص من بشار الأسد وزمرته بطريقة سلمية، لكن إذا استمر القتل، فإننا نصر على تدخل دولي وعلى تكرار السيناريو الليبي، وعندها سنكون مضطرين للتعامل مع الشيطان من أجل التخلص من هذا النظام وعصاباته».